Visit The Syria Report Subscribe to our mailing list
EN ع
  • Twitter
Syria Report
  • All articles
  • News
  • Analysis & Features
  • Reports & Papers
  • Regulations
  • Directory
  • Search
  • Menu Menu
Home1 / زلزال2

Posts

مفتاح: مرسوم بمنح إعفاءات لمتضرري زلزال 6 شباط

21-03-2023/in حقوق السكن والأراضي والممتلكات, في العمق /by Rand Shamaa

بعد أكثر من شهر على زلزال 6 شباط 2023، أصدر الرئيس السوري في 12 آذار المرسوم التشريعي رقم 3 لعام 2023، الذي يمنح المتضررين من الزلزال إعفاءات ضريبية، بعضها يتعلق بعقاراتهم المهدمة كلياً أو جزئياً. وتضمن المرسوم إعفاء العقارات المتضررة من بعض الضرائب والرسوم المستحقة، ومنح أصحابها اعفاءً مؤقتاً من بعض الضرائب المستقبلية، وتسهيلات في الحصول على القروض لإعادة ترميم وبناء عقاراتهم.

لكن المرسوم لم يتضمن أية تعويضات مالية لإصلاح عقارات المتضررين، أو بدلات إيجار لمن فقدوا مساكنهم، ولا أي تعهد بإمكانية منحهم سكناً بديلاً حتى ولو كان غير مجاني. وبالتالي، لم يتضمن المرسوم جديداً يخص حقوق السكن، الأرض والملكية للمتضررين، بل قارب أضرار الزلزال من زاوية تقنية مالية. وبهذا، المرسوم 3/2023 جاء مماثلاً في المحتوى، لقانون سابق صدر بالمرسوم رقم 13 لعام 2022، القاضي بمنح تسهيلات وإعفاءات ضريبية واسعة داخل المدن القديمة في محافظات حلب وحمص ودير الزور، بما في ذلك الأسواق القديمة والتراثية.

المرسوم 3 خص فقط متضرري زلزال 6 شباط، وأكد أنه لا يطبق على أي كوارث طبيعية أخرى. ونطاق تطبيق المرسوم محصورة بالمحافظات المنكوبة بالزلزال، وهي؛ حلب واللاذقية وحماة وإدلب. ويستفيد من المرسوم، المتضررون من الزلزال، وهم؛ مالكو العقارات أو شاغلوها، الذين تعرضت منشآتهم أو محالهم أو منازلهم أو أبنيتهم للهدم الكلي أو الجزئي، أو التصدع المحتاج إلى تدعيم. وفي كل محافظة منكوبة، يُشكّل وزير الإدارة المحلية والبيئة لجنة تضم “الجهات ذات العلاقة”، مهمتها تحديد المتضررين من زلزال 6 شباط. وبناء على قرار كل لجنة، يُصدرُ المحافظ المعنيّ قراراً بتحديد المتضررين في محافظته. 

وبعد تحديد المتضررين، يتم اعفاؤهم من كل الضرائب والرسوم المالية، والرسوم والتكاليف المحلية، وبدلات الخدمات، ورسوم الترخيص وإضافاتها ومتمماتها المفروضة على أعمال إعادة البناء الكلي أو الجزئي أو إعادة التأهيل الكلي أو الجزئي لمنشآتهم ومحالهم ومنازلهم وأبنيتهم. أي أن المرسوم أعفى المتضررين من بعض الضرائب والرسوم، وأبرزها رسوم ترخيص إعادة بناء أو إعادة تأهيل عقاراتهم، حتى نهاية العام 2024. وبالتالي، فمن أراد إعادة بناء أو تأهيل عقاره، يمنح اعفاءً من رسوم الترخيص حتى نهاية العام 2024. 

إعادة تأهيل المبنى تعني إمكانية تجديده دون الحاجة إلى هدمه وإزالته. بينما تعني إعادة البناء أن المبنى قد تضرر بشكل لا يسمح معه بإعادة تأهيله، وبالتالي يجب إعادة بناءه أو ترميمه كلياً أو جزئياً. 

والضرائب هي التي تفرضها الدولة على جميع المواطنين بشكل مُلزم بغرض تأمين إيرادات للخزينة، وذلك من دون خدمات مباشرة مقابلها. بينما الرسوم المالية هي المبالغ التي تُجبى لصالح الخزينة العامة مقابل خدمات معينة كالرسوم العقارية. الرسوم والتكاليف المحلية، هي التي تفرضها المجالس المحلية على المواطنين مقابل تقديم خدمات معينة كرسوم النظافة. ويدفع الرسوم المالية والمحلية، فقط من يستفيد من الخدمات المقدمة مقابلها.

بينما بدلات الخدمة، هي رسوم تفرضها جهة أو مؤسسة عامة لقاء خدمة خاصة تقدمها مثل إزالة الأنقاض أو توصيل شبكتي المياه والصرف الصحي. والمقصود بالإضافات والمتممات على بدلات الخدمة المفروضة على أعمال إعادة البناء وإعادة التأهيل، فهي تكاليف أعمال الإشراف التي يقوم بها المهندسون، ونقابة المهندسين، وموظفو دائرة المساحة التابعة لمديرية المصالح العقارية. 

المادة الرابعة من المرسوم، أعفت المتضررين من دفع ضريبة ريع العقارات والعرصات، وهي ضريبة سنوية مفروضة على جميع العقارات والإنشاءات على اختلاف أنواعها، سواء كانت تامة البناء أو على الهيكل، لأغراض سكنية أو تجارية أو صناعية. وكذلك أعفت المادة الرابعة المتضررين من الرسوم والتكاليف المحلية الواردة في القانون المالي للوحدات الإدارية رقم 37 لعام 2021. 

المادة السادسة من المرسوم، طوت كل التحققات من الضرائب والرسوم المترتبة على المتضررين، قبل 12 آذار 2023، تاريخ صدور المرسوم. كما طوت المادة السابعة كل تحققات ضريبة ريع العقارات والعرصات للعقارات الواقعة ضمن الحدود الإدارية للمناطق المنكوبة، حتى نهاية العام 2022. وطي التحقق من الضرائب والرسوم يعني ذلك وقف المطالبات القديمة بدفع بعض الضرائب والرسوم المستحقة على العقارات المنهارة، وغير المدفوعة بعد. وبالتالي، أوقف المرسوم تحصيل بعض الضرائب والرسوم القديمة المستحقة على العقارات المتضررة قبل تاريخ نفاذه.

وبحسب المادة الحادية عشر، فإن الإعفاءات الواردة بالمرسوم، تخص فقط المتضررين الذين تعرضت منشآتهم أو محالهم أو منازلهم أو أبنيتهم للهدم الكلي أو الجزئي أو التصدع المحتاج إلى تدعيم فقط. أي أن العقار السليم، غير مشمول بالإعفاءات، حتى لو كان ضمن المناطق المنكوبة. ويُستثنى من ذلك فقط الإعفاء من ضريبة ريع العقارات والعرصات، التي تشمل جميع العقارات في المناطق المنكوبة، بحسب المادة السابعة من المرسوم.

الفقرة ب من المادة الحادية عشر من المرسوم، أوضحت بأن الإعفاءات أو إيقاف التحصيل، لا تشمل ضريبة البيوع العقارية الخاضعة للقانون رقم 15لعام 2021. وبالتالي، فإن بيع عقار ضمن المنطقة المنكوبة، يبقى خاضعاً لضريبة البيوع العقارية. وليس مفهوماً سبب عدم الاعفاء من ضريبة البيوع العقارية للعقارات المتضررة. 

المرسوم قال بمنح المتضررين تسهيلات في دفع أقساط القروض المستحقة، والحصول على قروض جديدة، من المصارف العامة. وسمحت المادة 14، للمصارف العامة بأن تمنح قروضاً بلا فائدة، سقفها 200 مليون ليرة سورية، للمتضررين الراغبين بإعادة البناء الكلي أو الجزئي، أو إعادة التأهيل الكلي أو الجزئي لعقاراتهم.

 المرسوم أوضح بأن مدة استرداد القرض عشر سنوات، على أن يبدأ تسديد أول قسط بعد انقضاء ثلاث سنوات من تاريخ منح القرض. وتتحمل خزينة الدولة الفوائد والعمولات المترتبة على منح تلك القروض.

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-03-21 19:23:062023-03-21 19:23:06مفتاح: مرسوم بمنح إعفاءات لمتضرري زلزال 6 شباط

مراكز الإيواء في مدينة اللاذقية

15-03-2023/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

منذ وقوع زلزال 6 شباط، لجأ كثير من الناجين الذين تضررت مساكنهم جزئيا أو كلياً، إلى العشرات من مراكز الإيواء التي أقيمت على عجل في مدينة اللاذقية. ومع تراجع المخاوف من وقوع هزات ارتدادية، وعودة الكثيرين إلى مساكنهم بعد التأكد من سلامتها، تقلص عدد مراكز الإيواء في مدينة اللاذقية إلى 15 مركزاً حالياً، بحسب مراسلة سيريا ريبورت. 

المدارس

بعد انهيار البناء المقابل لمسكنهما، لجأت منيرة وزوجها، وكلاهما في آواخر الستينات من العمر، إلى مركز الإيواء المقام في إحدى مدارس مدينة اللاذقية. تقول منيرة، إن جميع قاطني المركز الـ24، بقوا من دون أي مساعدة لأيام بعد الزلزال. وبسبب البرد الشديد والنوم على المقاعد الخشبية المخصصة للطلاب، أصيبت منيرة بآلام حادة في الكليتين أسعفت على أثرها إلى المستشفى. تقول منيرة أن غالبية الأطفال في المركز أصيبوا بنزلات البرد. الفرق التطوعية من منظمات غير حكومية، وصلت إلى المركز فقط في اليوم الخامس على الزلزال، وقدمت وجبات طعام للقاطنين فيه. الفرق قدمت فرشات وحرامات وأدوية وحليب أطفال. وبعد ذلك، عادت منيرة وزوجها إلى منزلهما الذي لم تفحصه بعد فرق السلامة الانشائية. ورغم مخاوفهما من الهزات الارتدادية واحتمال وجود تصدعات غير مرئية، يبقى المنزل أرحم من مركز الإيواء، بالنسبة لمنيرة وزوجها. 

مراكز الإيواء المقامة في مدارس مدينة اللاذقية، هي الأسوأ لجهة سوء الخدمات فيها. فالمدارس تعاني بالأصل من سوء الخدمات وانقطاع الكهرباء المستمر، وسوء دورات المياه، وعدم توفر الماء الساخن، وغياب النظافة. في البداية أقيمت مراكز إيواء في 25 مدرسة، لجأ إليها الناس بعد الزلزال. وأقام أولئك في الغرف الصفية، بلا أغطية ولا كهرباء، ولا تدفئة، ولا ماء ساخن، ولا حمامات تعمل بشكل جيد.

في بضعة حالات، تعرضت نساء لمضايقات في مراكز الإيواء في المدارس، غالباً بسبب غياب الرقابة على هذه المراكز. نائلة شابة عشرينية، تعيش وحدها، انهار جزء من البناء الذي كانت تسكنه، فنزحت مع جيرانها إلى مركز إيواء في مدرسة قريبة. وهناك، حاول شاب استغلال حاجتها للسكن، فكرر عليها عرضاً بالانتقال إلى شقة لتقيم فيها وحدها. وبعد رفضها الأمر، عرض عليها الشاب زواجاً عرفياً. وللتخلص من الإزعاج، سافرت نائلة عند أقاربها خارج مدينة اللاذقية. 

الملعب البلدي والمدينة الرياضية

من جانب آخر، سعيد، نزح مع أهله إلى مركز الإيواء في الملعب البلدي بمدينة اللاذقية، بعدما انهار منزلهم بشكل جزئي. ولأن سعيد ناشط في إحدى منظمات المجتمع المدني، فقد تمكنت عائلته بفضل علاقاته، من الحصول على مدفأة كهربائية، وتشغيلها. كما تمكنت أخواته البنات من الحصول على بعض الخصوصية في غرفة خاصة. 

المنظمات الإغاثية أمدت مركز الإيواء في الملعب مباشرة بعد الزلزال، بثلاث وجبات طعام يومياً لكل القاطنين، كما أمنت الأدوية لمحتاجيها. ويعتبر مركز الإيواء في الملعب البلدي من أفضل المراكز، بحسب مراسلة سيريا ريبورت. وقد نزح إليه مباشرة بعد الزلزال 4000 شخص، وبقي فيه ساعة إعداد هذا التقرير حوالي 300 شخصاً.

 إذ تتوفر فيه الكهرباء، بتقنين لساعتين يومياً فقط. الأمر نفسه ينطبق على مركز الإيواء في المدينة الرياضية الذي سبق واستقبل خلال سنين الحرب أعداداً كبيرة من النازحين من حلب وريف اللاذقية. ولذا، كان هذان المركزان الأفضل بالتواصل مع المنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الحكومية، لتقديم الإغاثة. 

المساجد

راما، فتاة نزحت مع زوجها وولدها الرضيع، إلى أحد المساجد القريبة من مسكنهم الذي ظهرت فيه بضعة تصدعات نتيجة الزلزال. وقد عانت العائلة الصغيرة في المركز بسبب غياب الخصوصية. إذ يعيش جميع قاطني المركز ضمن حرم الجامع، من دون أي فاصل بينهم، ما يجعل من تبديل الملابس، والاعتناء بالنظافة الشخصية، أمرا شديد الحرج خاصة للنساء. في الأيام الأولى بعد الزلزال، وصلت إلى الجامع مساعدات غذائية، ولكن تم توزيعها بكثير من الفوضى. بعد اليوم السادس فقط حتى بدأت بعض المنظمات، بالاهتمام أكثر بحاجيات النساء الأساسية. 

وبحسب قاطنيها، تعتبر مراكز الإيواء في المساجد من أفضل المراكز، بسبب التنظيف المستمر لها، وتوافر الكهرباء والماء الساخن دائما. ولكن، تظل أبرز المشاكل التي تواجه قاطني مراكز الإيواء في المساجد، هي افتقاد الخصوصية، خاصة للنساء. 

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-03-15 10:32:332023-03-15 10:32:33مراكز الإيواء في مدينة اللاذقية

مفتاح: القوانين السورية وحقوق السكن الأراضي والممتلكات في ظل الكوارث الطبيعية

15-03-2023/in حقوق السكن والأراضي والممتلكات, في العمق /by Rand Shamaa

لا يوجد في المنظومة التشريعية السورية قانون خاص بالممتلكات العقارية المتضررة بفعل الكوارث الطبيعية. حتى أن الدستور السوري الصادر بالمرسوم رقم 94 لعام 2012، قال في مادته رقم 24 بأن الدولة تكفل مع المجتمع الأعباء الناجمة عن الكوارث الطبيعية، من دون إشارة لماهية القوانين المختصة بمعالجة تلك الكوارث. 

وإذ تطرقت بعض القوانين إلى مسائل تتعلق بالأضرار الواقعة على العقارات نتيجة الكوارث الطبيعية، لكنها افتقدت إلى مقاربة حقوق السكن، الأرض والملكية للمتضررين. وفي كل الأحوال، ميزت القوانين القليلة التي عالجت مسائل العقارات المتضررة بفعل الكوارث الطبيعية، بين المساكن المرخصة وبين المساكن المخالفة لرخصة البناء، بين العشوائيات وبين المناطق المنظمة.

القانون المدني السوري

القانون المدني رقم 84 لعام 1949، في المادة 817، إلى إنه حيثما وجدت ملكية مشتركة لعقار مقسم إلى طبقات أو شقق، جاز للملاك أن يكوّنوا اتحاداً فيما بينهم. بينما نصت المادة 823، إلى أنه إذا هلك بناء مكون من عدة طبقات، بحريق أو بسبب آخر، فعلى الشركاء أن يلتزموا من حيث تجديده ما يقرره الاتحاد بالأغلبية. فإذا قرر الإتحاد تجديد البناء، خُصص ما يُستحق من تعويض بسبب هلاك العقار لأعمال التجديد. ويعني ذلك عملياً، أنه في البناء المرخص في المنطقة المنظمة، إذا أراد غالبية المالكين إعادة البناء، يتم ذلك على نفقتهم، كل بمقدار حصته في البناء، ويقوم الاتحاد أيضاً بتوظيف التعويض أو المساعدات قد تقدمها الدولة لإعادة بناء العقار. وبعد إعادة البناء، يعود المبنى ملكاً لأصحابه على النحو الذي كان عليه البناء القديم. 

وعملياً، لم تتشكل في سوريا اتحادات ملاك الأبنية. بل، هناك قانون هيئات شاغلي الأبنية ولجانها الإدارية رقم 55 في العام 2002، الذي صدر لتنظيم إدارة وصيانة الأجزاء المشتركة ضمن البناء الواحد، لتمكين شاغلي البناء من حلّ الخلافات الناجمة عن استخدام الأجزاء المشتركة. وليس للقانون صفة الإلزام، وهنالك كثير من الأبنية ليس لها مثل هذه الهيئات.

وفي حال تعذرت عملية إعادة البناء، يمكن لأصحاب الحصص اللجوء إلى إزالة شيوع العقار وتقسيمه، بعد تصحيح أوصاف العقار المهدوم واعتباره مجرد عَرَصَة معدّة للبناء. أي أن الملكية المفرزة للبناء تزول، ويعود جميع المالكين شركاءً على الشيوع في ملكية الأرض. وفي هذه الحالة، يحق للمالكين أيضاً أنقاض مساكنهم، وما يستحقونه من تعويضات أو مساعدات تقررها الدولة. 

القانون 15 لعام 2008

في حال تطبيق قانون التطوير والاستثمار العقاري رقم 15 لعام 2008، على المنطقة المتضررة بفعل الكوارث الطبيعية، يلتزم المطور العقاري تأمين سكناً بديلاً غير مجاني للشاغلين، أو دفع بدل نقدي لهم وفقاً لما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين. ويمكن أن يشمل هذا القانون العقارات داخل المخطط التنظيمي أو خارجه. كما نص القانون على تخصيص أصحاب العقارات المستملكة، بمقاسم سكنية في منطقة التطوير العقاري عن طريق بيعها لهم، بعد انتهاء أعمال البناء.

المادة 14 من القانون 15، اعتبرت أن مشاريع التطوير والاستثمار العقاري، لإيواء المتضررين من الكوارث الطبيعية، ذات أولوية وفي المرتبة الأولى من بين مشاريع التطوير والاستثمار العقاري.

القانون 33 لعام 2008

يمكن للسلطة التنفيذية تطبيق القانـون رقم 33 لعام 2008، الخاص بتثبيت ملكية العقارات المبنية وأجزاء العقارات غير المبنية في المناطق العشوائية أو مناطق المخالفات، على العقارات المهدمة بفعل الكوارث الطبيعية، رغم أن القانون ذاته لم يشير إلى ذلك.

لتطبيق القانون 33 على العقارات المهدمة بفعل الكوارث الطبيعية، يُشترط في الأراضي أن تكون محددة ومحررة ومسجلة في السجلات العقارية، وأن تكون متصلة مع بعضها ضمن نطاق واحد، وألا تقل نسبة البناء فيها عن نصف مساحتها، وفقا للتعليمات التنفيذية للقانون.

ولم ينص هذا القانون على منح سكن بديل أو تعويض للمتضررين، لأنه يقتصر على تثبيت الملكيات العقارية فقط. ولا يجوز تطبيق هذا القانون، إذا ما طبقت على المنطقة المتضررة قوانين تنظيم وعمران المدن أو التطوير والاستثمار العقاري. 

المرسوم التشريعي 40 لعام 2012

بحسب المرسوم التشريعي رقم 40 للعام 2012 الخاص بمخالفات البناء‎‎، في حال كان العقار مخالفاً لرخصة البناء ومبنياً داخل المناطق المنظمة، وتعرض للدمار، فإن ملكية البناء تصبح على الشيوع بين المالكين، الذي يمكنهم طلب ترخيص إشادة البناء مجدداً وفق نظام ضابطة البناء.

القانون 40 لعام 2012 لا يمنح أصحاب مخالفات البناء أي حقوق في حال انهيار أبنيتهم لأي سبب كان. لا بل نص القانون في مادته الثانية، إنه إذا كان البناء المُخالف غير حائز على المتانة الكافية ما قد يُعرّضه للانهيار، وذلك بحسب تقرير لجنة السلامة العامة بالمحافظة، عندها يُعاقب بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات كل من تثبت مسؤوليته عن المخالفة. وفي حال انهيار البناء والتسبب بوفاة شخص أو أكثر، لا تقل حينها العقوبة عن عشر سنوات أشغال شاقة وثلاثة أضعاف الغرامة المحددة.

القانون 23 لعام 2015

قانون تنفيذ التخطيط وعمران المدن رقم 23 لعام 2015، قال بإمكانية تطبيق الفصل الثاني المتعلق بالتنظيم، على المناطق المتضررة بالكوارث الطبيعية أو التي لحقها الضرر نتيجة الزلازل والفيضانات. وترك القانون 23 للوحدات الإدارية حرية تطبيق التنظيم في المناطق المتضررة، وذلك بالاستناد إلى خططها المسبقة في تنفيذ المخططات التنظيمية المصدقة. أي أن الوحدات الإدارية غير ملزمة بتنظيم المناطق المتضررة بالكوارث الطبيعية.

القانون نص على إعفاء العقارات المنكوبة، من الرسوم المالية والتكاليف المحلية والرسوم المترتبة على إعادة البناء. لكنه، منح الوحدات الإدارية الحق في الاقتطاع المجاني في تلك المناطق، كما أعطاها الحق في استملاك مناطق المخالفات المتواجدة ضمن المخططات التنظيمية المصدّقة.

ونص القانون على تشكيل لجنة التوزيع الإجباري، التي كلفها بالسعي لإعطاء كل من أصحاب الحقوق حصته في موقع عقاره القديم أو بالقرب منه، ويمكن أيضاً منح المُلّاك مقاسماً تكون ملكية شائعة فيما بينهم على أن تحدد حصة كل مالك منهم. ولكن ذلك ينطبق فقط على العقارات المرخصة. في حين قال القانون 23 بأن من امتلك بناء غير مرخص في منطقة التنظيم أو أملاك الدولة، يقتصر حقه على ملكية أنقاض البناء فقط. ويعود للجهة الإدارية خيار بيع هؤلاء المخالفين سكناً بديلاً فقط إذ توفر لديها فائض منه.

القانون 10 لعام 2018

القانون رقم 10 لعام 2018، القاضي بجواز إحداث منطقة تنظيمية أو أكثر ضمن المخطط التنظيمي العام للوحدات الإدارية، والذي جاء متمماً للمرسوم التشريعي 66 لعام 2012، يمكن أن يُطبق فقط على مناطق المخالفات والسكن العشوائي المنكوبة بالكوارث الطبيعية، إذ لم ينص القانون على ما يشير إلى إمكانية تطبيقه على المناطق المرخصة والمنظمة.

وبحسب المادة 43 من القانون 10، لا يحق لأصحاب المخالفات سوى الحصول على أنقاض أبنيتهم، مع إمكانية تخصيصهم بمساكن بديلة من قبل الوحدة الإدارية في حال توفر فائض منها، مقابل دفع ثمنها. ومنح القانون هذه الفئة بدل إيجار لسنتين. 

قانون 3 لعام 2018

قانون إزالة أنقاض الأبنية رقم 3 لعام 2018، صدر استجابة للدمار الذي تعرضت له البلاد بسبب الأعمال القتالية، ولكنه يشمل أيضاً رفع أنقاض الأبنية التي تعرضت للدمار لأسباب طبيعية كالزلازل. وفي الحالتين، يعود للمحافظ، تحديد المناطق المتضررة التي سيتم رفع الأنقاض منها، بناءً على اقتراح الوحدة الإدارية.

ولم يفرق القانون 3، بين أنقاض العقارات في المناطق المنظمة أو المناطق غير المنظمة، كما لم يُشر بتاتاً إلى مصير الأرض التي تمت عملية إزالة الأنقاض أو إزالة البناء الآيل للسقوط عنها. ولم يوضح القانون فيما إذا كان يحق لمالك الأرض إشادة بناء جديد عليها، أو إذا ما توجب تعويض مالكها، أو حتى استملاك الأرض ودفع بدل استملاك لصاحبها أو تعويضه بسكن بديل. بينما أشار القانون بوضوح إلى حق مالك العقار في ملكية أنقاض بنائه.

ولا يقتصر هذا القانون على رفع أنقاض الأبنية وإنما إمكانية هدم الأبنية المتضررة وإزالة أنقاضها من قبل الوحدة الإدارية.

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-03-15 10:27:032023-03-15 10:27:03مفتاح: القوانين السورية وحقوق السكن الأراضي والممتلكات في ظل الكوارث الطبيعية

خسائر زلزال 6 شباط

07-03-2023/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

قالت اللجنة العليا للإغاثة في سوريا، خلال اجتماعها برئاسة وزير الإدارة المحلية والبيئة، في 2 آذار، إن عدد المتضررين الكلي جراء الزلزال بلغ 414,304 نسمة. وبحسب أرقام اللجنة، فقد بلغ عدد المباني غير الآمنة للعودة وغير القابلة للتدعيم 4,444 مبنى، وعدد المباني التي تحتاج إلى تدعيم لتصبح آمنة للعودة 29,751 مبنى، وعدد المباني الآمنة وتحتاج إلى صيانة 30,113 مبنى، في حين تم هدم 292 مبنى آيلاً للسقوط حفاظاً على الأرواح، في حين يتم استكمال المسح للمباني بالتنسيق بين فرق السلامة الإنشائية ولجان الدعم الفني.

وزير الإدارة المحلية والبيئة، كان قد قال، في 20 شباط في مجلس الشعب، إنّ عدد المباني التي انهارت مباشرة في المحافظات المنكوبة لحظة وقوع الزلزال هو 199 مبنى. 

المحافظات المتضررة

يظهر من الأرقام التي أوردتها كل محافظة على حدى، بأن عدد الأبنية المتضررة التي باتت غير قابلة للسكن وآيلة للسقوط، هو كبير جداً ولا يتناسب مع عدد الأبنية التي انهارت لحظة وقوع الزلزال، كما أن مجموعها هو أكبر من الأرقام التي أوردتها اللجنة العليا للإغاثة. ويبدو من الصعوبة بمكان التأكد إن كانت تلك الأبنية قد تضررت بفعل زلزال 6 شباط، أو أنها كانت متضررة في السابق. 

حلب

صحيفة الوطن شبه الرسمية نشرت في 27 شباط، تقريراً عن اللجنة الفرعية للإغاثة في محافظة حلب، بأنه تم الكشف على 11,277 بناء، منها 8,600 بناء آمن وسليم من الناحية الإنشائية، بينما هناك 2,677 بناء غير سليم إنشائياً من جراء الزلزال.

محافظ حلب قال في مؤتمر صحفي، في 19 شباط، إن 53 مبنى انهارت بشكل كلي بسبب الزلزال. وكانت سيريا ريبورت، قد أشارت إلى إن 50 من تلك المباني المنهارة تقع في مناطق سيطرة المعارضة السابقة في حلب الشرقية، والجزء الأكبر منها كان غير مأهولة وآيل للسقوط. الأبنية الثلاثة الأخرى التي انهارت بفعل الزلزال، قديمة ومتهالكة، تقع في وسط مدينة حلب. في حين لم يسجل انهيار أي مبنى في أحياء حلب الغربية التي بقيت خارج الصراع المسلح طيلة السنوات الماضية.

غالبية الأبنية الآيلة للسقوط في حلب كانت قد تضررت من العمليات القتالية قبل وقوع الزلزال. مجلس مدينة حلب، كان قد هدم في نوفمبر 2022 بضعة أبنية من أصل 1,500 بناء آيل للسقوط في المدينة، كانت قد تضررت نتيجة القصف السابق لقوات النظام على حلب الشرقية خلال فترة سيطرة المعارضة عليها 2012-2016.

اللاذقية

في مؤتمر صحفي لغرفة عمليات الإغاثة في محافظة اللاذقية، عقد في 2 آذار، أكد محافظ اللاذقية الكشف على نحو 27,641 بناء حتى تاريخه، مشيراً إلى تبيّن وجود 967 مبنى متضرراً بشكل كامل وغير قابل للتدعيم.

الأرقام الأولية الرسمية التي صدرت في الأيام الأولى بعد الزلزال، قالت بانهيار كلي لحوالي 50 مبنى في اللاذقية، وأيضاً انهيار جزئي لـ50 مبنى آخر. في 14 شباط، كانت سيريا ريبورت قد أشارت إلى انهيار 50 مبنى على الأقل بشكل كلي في محافظة اللاذقية، منها 16 بناءً في مدينة اللاذقية على الأقل.

حماة

اللجنة الفرعية للإغاثة وغرفة عملياتها بحماة، أشارت إلى الكشف حتى 27 شباط على 38 ألف منزل ومحل، منها نحو 2,000 مبنى آيل للسقوط وتحتاج إلى إخلاء، وهناك الكثير من المباني الآمنة لكنها متصدعة وتحتاج إلى إعادة تأهيل.

وتبدو الأرقام كبيرة جداً في حماة، وغير منسجمة مع عدد المباني التي انهارت فيها كلياً بسبب الزلزال، وهي أربعة أبنية فقط، اثنان منها في مدينة حماة أحدهما غير مأهول، واثنان في ريف المحافظة. ويبدو أن محافظة حماة قد صنفت جميع الأبنية التي لا تحقق شروط السلامة الإنشائية في خانة الأبنية المتضررة من الزلزال.

طرطوس

في 28 شباط، قال مصدر في محافظة طرطوس، لصحيفة الوطن، أن اللجان الهندسية كشفت على أربعة آلاف منزل، حتى تاريخه، وقد تبين أن 117 منزلاً منها بحاجة للهدم و587 منزلاً بحاجة للتدعيم.

وكانت عشرات المنازل القديمة في محيط قلعة القدموس قد انهارت بشكل جزئي، بتأثير الزلزال، وتضررت منازل في السوق الرئيسي بمدينة بانياس.

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-03-07 19:13:192023-03-07 19:13:19خسائر زلزال 6 شباط

سكن مؤقت لمتضرري الزلزال

07-03-2023/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

منذ الأيام الأولى عقب زلزال 6 شباط، صدرت تصريحات رسمية لمسؤولين سوريين حول إمكانية تأمين سكن بديل للمتضررين الذين انهارت مساكنهم كلياً، أو تصدعت وباتت آيلة للسقوط، في مناطق سيطرة النظام. ولكن مع مرور الوقت، بدأ المسؤولون استخدام مصطلح آخر وهو السكن المؤقت لقاطني مراكز الإيواء. 

والسكن البديل مصطلح فضفاض غالباً ما يقصد به السكن غير المجاني الذي تنفذه مؤسسة الإسكان ضمن برامج السكن الاجتماعي. وهو السكن الذي يُمكنُ لأصحاب المساكن في العشوائيات الاكتتاب عليه، في حال استملاك عقاراتهم أو هدمها أو إعادة تنظيم المنطقة. بينما تخلو القوانين السورية من الإشارة إلى الحق بالسكن البديل للمتضررة مساكنهم بسبب الكوارث الطبيعية.

بينما السكن البديل المؤقت أو السكن المؤقت، بحسب التصريحات الرسمية، هو مصطلح جديد سيكون مخصصاً للمقيمين حالياً في مراكز الإيواء، وهو عبارة عن وحدات سكنية مسبقة الصنع سيتم نقلها إلى المحافظات المتضررة. وتتألف الوحدة السكنية الواحدة على الأغلب من غرفة واحدة أو غرفتين. وليس واضحاً لحد اليوم من سيتحمل تكاليف إنشاء هذه الوحدات، ولا تكاليف نقلها، ولا كيفية توزيعها، ولا مستحقيها. بعض التصريحات الرسمية رحبت بالمساعدات الخارجية لتمويل بناء هذه الوحدات، أو تقديمها جاهزة. كما يسود كثير من عدم الوضوح تلك التصريحات، ويبدو بعضها متناقض لجهة مواقع إشادة هذه الوحدات السكنية المؤقتة، وعددها، وسعرها وتكاليفها. كما أنه من غير الواضح ما هو مصير الوحدات مسبقة الصنع، ومن يملكها، وإن كانت ستظل مؤقتة يمكن تفكيكها في أي وقت. 

ويبدو أن التوجه الحكومي قد تجاهل تدريجياً الحديث عن السكن البديل بمعناه طويل الأمد وما يستتبعه من حقوق للسكان، لصالح التركيز على إقامة وحدات سكنية مسبقة الصنع تستعمل سكناً بديلاً مؤقتاً عن مراكز الإيواء. وقد تطورت هذه الفكرة تدريجياً خلال الأسابيع الماضية، ويبدو أنها تناسب الإمكانيات المالية الحكومية، وتخفف من الضغط الشعبي عبر تأمين بعض المساكن لبعض المتضررين. ولكن، لا يمكن لهذه المقاربة، متوسطة المدى الزمني، أن تحل المشكلة فعلياً. 

وزير الأشغال العامة والإسكان قال في 20 شباط لصحيفة الوطن شبه الرسمية، أنه سيتم تأمين المتضررين حالياً ضمن الإمكانيات المتاحة، إذ لا يمكن الاستمرار بإقامة المتضررين في مراكز الإيواء لفترة طويلة، لأن الدولة بحاجة لهذه المراكز لوضعها مجدداً ضمن مجالات خدماتها الأساسية. 

عدد الوحدات السكنية مسبقة الصنع 

أول ما ظهرت فكرة الوحدات السكنية مسبقة الصنع، كانت في 15 شباط، عندما دعا وزير الأشغال العامة والإسكان، الشركات العامة الإنشائية التابعة لوزارته، إلى الانتهاء من تجهيز 100 وحدة سكنية مسبقة الصنع، متوفرة للتو لديها. كما طلب الوزير من مديري تلك الشركات، المباشرة الفورية بتصنيع المزيد من الوحدات السكنية مسبقة الصنع، ورفد الحكومة بما يلزم منها. والشركات العامة الإنشائية التابعة لوزارة الإسكان هي؛ مؤسسة الإسكان، الشركة العامة للبناء والتعمير، والشركة العامة للمشاريع المائية، والشركة العامة لأعمال الكهرباء والاتصالات، والشركة العامة للطرق والجسور. 

في 19 شباط، وزير الأشغال العامة والإسكان، قال لصحيفة الوطن، أن الشركات الإنشائية في وزارته، بالتعاون مع الشركات الإنشائية العسكرية، باشرت تصنيع 300 وحدة مسبقة الصنع متنقلة، تتألف الواحدة منها من غرفة أو غرفتين، وستكون جاهزة خلال شهر. والشركات الإنشائية العسكرية تابعة لوزارة الدفاع وهي مؤسسة الإسكان العسكرية ومؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية. في تصريحات أخرى للوزير ذكر رقم 350 وحدة سكنية مسبقة الصنع.

مجدداً عادت فوضى الأرقام في الجلسة الاستثنائية التي عقدها مجلس الوزراء، في 4 آذار، لمناقشة الإجراءات الخاصة ببرامج تنفيذ خطة العمل الوطنية للانتقال إلى مرحلة التعافي والتعامل مع تداعيات وآثار الزلزال، عندما تم التأكيد على سرعة تجهيز وتركيب نحو 400 غرفة مسبقة الصنع، مجهزة بكل الخدمات، في محافظتي اللاذقية وحلب، وذلك كسكن مؤقت للمتضررين. الملفت في هذه الجلسة أن الحديث بات عن غرف مسبقة الصنع، لا عن وحدات سكنية مسبقة الصنع قد تتألف الواحدة منها من غرفة أو غرفتين. وقد يفسر هذا ارتفاع العدد من 300 وحدة إلى 400 غرفة. 

مواقع إقامة الوحدات مسبقة الصنع

وزير الإسكان قال في 20 شباط، إنه أعطى أمر مباشرة لتحديد مواقع لإشادة مباني في حلب واللاذقية، ضمن الضواحي التي تنفذها مؤسسة الإسكان لاستيعاب 300 شقة. ويبدو من سياق كلام الوزير أنه يقصد بالشقق الوحدات السكنية مسبقة الصنع. 

موقع أثر برس الإلكتروني الموالي، قال في 22 شباط، أن الـ50 وحدة سكنية الخاصة باللاذقية ستكون موزعة على ثلاثة مراكز؛ في دمسرخو والغراف بمدينة اللاذقية، والنقعة بجبلة. ومساحة كل مركز تتراوح بين 16-20 ألف متر مربع.

وليس واضحاً بعد مواقع توزيع حصة حلب من الوحدات السكنية مسبقة الصنع.

سعر الوحدة مسبقة الصنع

في 23 شباط، قال نائب رئيس القطاع الهندسي في غرفة صناعة حلب لصحيفة البعث، أن صناعيين سوريين قدموا عروض أسعار لبناء مساكن مسبقة الصنع، يصل سعر الواحد منها إلى 20 مليون ليرة على العظم، أي حوالي 2700 دولار (الدولار 7400 ليرة في السوق السوداء).

بينما نقلت صحيفة الوطن، في اليوم ذاته، عن خبير هندسي قوله أن الاعتماد على الشركات المحلية يعد أفضل من ناحية سهولة نقل الوحدات الجاهزة وتركيبها في المواقع المخصصة، كون تكاليف النقل الخارجية مرتفعة جداً. وأشار الخبير إلى عدم وجود فروق كبيرة بالتكلفة بين المنازل مسبقة الصنع وتلك العادية، إذ تتراوح تكلفة المتر المربع الواحد منها بين 700-800 ألف ليرة، أي إن شقة مساحتها 100 متر مربع، يصل سعرها إلى 80 مليون ليرة أي حوالي 11 ألف دولار أميركي.

وإذا ما اعتبرنا أن وحدة سكنية مسبقة الصنع مؤلفة من غرفة واحدة مساحتها 25 متراً مربعاً، فعندها سيبلغ سعرها 20 مليون ليرة، بما ينسجم مع الأرقام التي أوردتها صحيفة البعث أعلاه.

وأضاف الخبير لصحيفة الوطن، أن ميزة هذه الوحدات أنها سريعة التشييد وآمنة ومصممة هندسياً بشكل مقاوم للزلازل. وأكد على وجوب وجود تفكير حكومي بمصير هذه الوحدات السكنية، فيما إذا كانت ستتحول إلى سكن دائم في المستقبل، وبالتالي سيتوسع القاطنون فيها ويجرون بعض التعديلات من بناء طوابق إضافية، ما قد يخلق مدناً عشوائية جديدة.

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-03-07 19:04:212023-03-07 19:06:13سكن مؤقت لمتضرري الزلزال

مراكز إيواء لمتضرري الزلزال في إدلب

07-03-2023/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

ما تزال قضية إيواء الناس المتضررة مساكنهم من زلزال 6 شباط، تحدياً مستمراً للمنظمات غير الحكومية، وكذلك لحكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام المسيطرة على إدلب. وتقوم حكومة الإنقاذ بدور المنسق لتوجيه الاستجابة إلى عشرات مراكز الإيواء التي أقيم أغلبها بشكل عشوائي.

وأقيم في إدلب 52 مركز إيواء مؤقت، بحسب خريطة أعدتها المديرية العامة للشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ، ووزعتها على المنظمات غير الحكومية المستجيبة للكارثة. ويقطن تلك المراكز ما يزيد عن 7,500 عائلة، أي حوالي 37,500 نسمة.  معظم مراكز الايواء في إدلب أقيمت على أملاك عامة أو وقفية، مثل باحات المدارس والحدائق والمساجد والملاعب العامة، وكذلك مخيمات قديمة كان يقطنها نازحون إلى المنطقة. كما أقيمت بعض مراكز الإيواء المؤقتة على أملاك خاصة بموافقة أصحابها.

ولا يقطن جميع المتضررة مساكنهم من الزلزال في مراكز الإيواء المؤقتة تلك. وقد بلغ عدد المتضررين حتى 2 آذار، 10,210 عائلة، بحسب إحصاءات لجنة الاستجابة الطارئة المشكلة من حكومة الإنقاذ. إذ توجه جزء من المتضررين للسكن عند أقاربهم، أو نصبوا خياماً فردية بالقرب من منازلهم المدمرة أو المتضررة. 

من جانب آخر، فقد أشرفت مديرية الشؤون الإنسانية حتى 26 شباط، على نقل أكثر من 690 وافداً سورياً قادماً من تركيا إلى مراكز الإيواء المؤقتة في إدلب. وقد سمحت السلطات التركية للسوريين المقيمين في المناطق المتضررة في تركيا، بالعودة المؤقتة إلى سوريا، فيما بات يُعرف بإجازة الزلزال. وبلغ عدد العائدين، بحسب احصائيات معبر باب الهوى الحدودي، حوالي 15 ألف شخص حتى 1 آذار الجاري.

ومن المراكز الـ52، 23 في مدينة حارم وريفها التي تعرضت لدمار كبير بنتيجة الزلزال. في مدينة حارم لوحدها انهار 35 بناء بشكل كامل، وتصدع 360 بناء، ما تسبب بمقتل حوالي 500 شخص. في ريف حارم انهارت ضاحية سكنية حديثة شرقي بلدة بسنيا، ما تسبب بمقتل 200 شخص.

وتعاني معظم مراكز الإيواء من عدم توفر بعض الخدمات الأساسية من شبكات الماء والصرف الصحي، والكهرباء. ولذا، لجأت بعض المنظمات لإضافة حمامات متنقلة، وخزانات لمياه الشرب والغسيل، وفرشت أرضيات بعض المراكز بالبحص. جهود المنظمات ومبادرات مجتمعية كانت وراء تجهيز بعض المراكز الأخرى، من نصب الخيام وصب أرضيات أسمنتية لها، وحفر مجاري لتصريف ماء الصرف الصحي.

المنظمات غير الحكومية وزعت الخيام والفرشات والاغطية، وأيضاً السلل الغذائية، ووجبات الطعام، بتنسيق مع المديرية العامة للشؤون الإنسانية، لضمان وصول المساعدات لجميع المراكز. ومع ذلك، يغيب التنسيق على الأرض بين المنظمات. إذ يحدث أن يتم توزيع مساعدات أو وجبات طعام في مركز واحد، من قبل أكثر من منظمة. 

يبدو ملفتاً تضاعف أسعار الخيام في إدلب، نتيجة الطلب الكبير عليها من قبل المنظمات والأفراد. مثلاً، الخيمة محلية الصنع متوسطة الجودة ارتفع سعرها من 150 إلى 350 دولاراً بعد الزلزال. ويجري تصنيع تلك الخيام محلياً، غالباً من قبل ورشات حدادة، تقوم بتفصيل أوتاد الحديد، وقص القماش والعوازل البلاستيكية. الأسعار المرتفعة للخيام ترافقت أيضاً مع تراجع جودتها بسبب تردي أنواع القماش والبلاستيك المستعملة، وسوء التصنيع لمواكبة الطلب الكبير.

وتختلف الاستجابة من منطقة إلى أخرى. إذ لم تصل كثير من المساعدات إلى قرى الملند ومرعند والناجية وبداما في ريف جسر الشغور الغربي، التي ما زال الأهالي فيها بحاجة ماسة للخيام، ويضطر كثير منهم للمبيت في العراء.

وليس واضحاً ماذا سيكون مصير قاطني مراكز الإيواء المؤقتة هذه، وإلى متى سيبقون فيها. ولا توجد خطوات عملية لإنشاء مساكن جديدة لهم تكون منظمة ومخدّمة ببنية تحتية جيدة. كما لا توجد لحد اليوم خطة لترميم المنازل المتضررة. ويخشى كثير من قاطني مراكز الإيواء أن تتحول إلى مخيمات جديدة تضاف إلى عشرات المخيمات القائمة أصلاً للنازحين والمُهجرين قسرياً من مناطق النظام إلى إدلب. 

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-03-07 18:50:202023-03-07 18:50:20مراكز إيواء لمتضرري الزلزال في إدلب

أرمناز بعد الزلزال

07-03-2023/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

في مدينة أرمناز في محافظة إدلب، دعا المجلس المحلي، الأهالي إلى تقديم طلبات للكشف عن منازلهم والمباني المتضررة نتيجة زلزال 6 شباط، وذلك بغرض إرسال لجان تقييم أضرار الزلزال للكشف عليها. وقد تم تسجيل 650 طلباً للكشف على منازل ومباني متضررة في أرمناز.

وقد تشكلت لجان تقييم أضرار الزلزال بالتعاون بين نقابة المهندسين في إدلب، وبين مديرية الخدمات الفنية في إدلب، وبين وزارة الإدارة المحلية في حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام. 

وقد توزع الدمار على المناطق حديثة البناء في أرمناز، بالإضافة إلى مركز البلدة القديم المؤلف من بيوت حجرية يعود تاريخ بعضها إلى فترات زمنية مختلفة أقدمها تحوي عناصر معمارية بيزنطية.

ووفقاً لما قالته لسيريا ريبورت مصادر مطلعة، في لجان تقييم الأضرار، وفي مجلس أرمناز المحلي، فقد انهار بشكل كلي 11 بناء طابقياً فيها 135 شقة سكنية، و36 منزلاً قديماً. كما تصدعت 3 مباني طابقية فيها 26 شقة، و60 منزلاً قديماً، وباتت آيلة للسقوط بحاجة للهدم والإزالة. كما تصدع 26 بناء طابقياً، و60 منزلاً قديماً، وباتت بحاجة للإخلاء والترميم.

البلدة القديمة: حالة خاصة

توزع الدمار على حارات أرمناز القديمة؛ التلة، الجبانة، الخضر، الخراجية، الوادي والكرسي، والتي يعود تاريخ بنائها لأكثر من 200 عام. في حارة الجبانة انهارت 3 بيوت بالكامل، ومنزل واحد في حارة الخراجية. بينما كانت حارة التلة المؤلفة من 162 منزلاً قديماً هي أكثر تضرراً في البلدة القديمة، وقد انهار فيها بشكل كامل 36 منزلاً، وبات حوالي 45 بيتاً متصدعاً غير قابل للسكن أو الترميم.

 وقد ساعدت طبيعة البيوت القديمة في تقليل عدد الضحايا لأن أغلبها تحوي حوش أو باحة داخلية لجأ إليها السكان لحظة الزلزال. حارة التلة عبارة عن بيوت عربية حجرية قديمة، ذات أسقف خشبية وترابية، استُبدل بعضها بأسقف بيتونية. الجدران حجرية تُعرفً بحجر دك، سماكة الواحد منها تصل إلى حوالي متر، وهي مؤلفة من حجارة صغيرة ومتوسطة الحجم وتراب.

أزقة الحارات القديمة ضيقة ولا يمكن للآليات الثقيلة دخولها لإزالة الأنقاض. كما تعترض ترميم البيوت القديمة تحديات تتعلق بهندسة البيوت القديمة، وسقوفها المؤلفة من أقواس وقناطر، بالإضافة إلى مواد البناء المبنية منها، بعضها أثري.

 إزالة البيوت المنهارة أو الآيلة للسقوط صعبة أيضاً بسبب تلاصق المنازل، ووجود جدران مشتركة أو متشابكة فيما بينها. ومعظم سكان هذه الحارات من الفقراء ممن قد لا يتحملون تكاليف الترميم وإزالة الأنقاض. ويحذر المهندسون من أن بقاء البيوت القديمة من دون ترميم وتعرضها للعوامل الجوية كالأمطار سيزيد من حالتها سوءاً.

 لذلك، طرح بعض المهندسين إزالة بعض الحارات القديمة المتضررة، وهو الأمر الذي يرفضه آخرون. بينما، يتمسك الكثير من الأهالي ببيوتهم. ويقول نشطاء محليون، أن الحارات القديمة تحوي أماكن أثرية من منازل ومساجد وقناطر تعود إلى عصور تاريخية مختلفة، وأنها تمثل أرث أرمناز. لذلك، أطلق بعض الناشطين نداء استغاثة للمساعدة في ترميم البلدة القديمة.

كما طرح بعض المهندسين إمكانية تطبيق المخطط التنظيمي القديم لأرمناز، الذي يعود إلى ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، والذي يتضمن إشادة شوارع واسعة ضمن الحارات القديمة غير المصنفة أثرية، وتعويض من ستمر الشوارع في أملاكهم. 

إزالة آثار الزلزال

وحتى ساعة إعداد هذا الخبر، ما زال العمل متواصلاً في أرمناز لإزالة آثار الزلزال. إذ تمَّ فتح الشوارع وإزالة الأنقاض منها ونقلها إلى أماكن تجمع محددة. وتقوم شركة كهرباء جرين انيرجي الخاصة التي تستجر الكهرباء من تركيا وتزود إدلب بها، بإصلاح خطوط الكهرباء واستبدال العواميد المكسورة. كما تقوم وحدة المياه بإصلاح شبكة المياه، وسد وصلات الماء إلى المباني المُهدمة لمنع التسرب.

هيئة الإغاثة الإنسانية  IYD وهي منظمة تركية غير حكومية تعمل في إدلب، وبالتعاون مع منظمة الدفاع المدني “الخوذ البيضاء”، عملتا على إزالة وترحيل الأنقاض من أرمناز، وملس وكفرتخاريم المجاورتين، وتجميعها في أماكن محددة. ووظفت IYD حوالي 50 عاملاً لتكسير الانقاض واستخراج الحديد منها وكل ما يمكن بيعه كالألمينوم والأخشاب وغيرها، ومن ثم بيعها وتوزيع ثمنها على أصحاب تلك المباني. 

أما عملية ترميم المباني والبيوت المتصدعة القابلة للترميم، فحتى الآن لم تتبنّ أية جهة تمويلها. وزارة الإدارة المحلية في حكومة الإنقاذ، أصدرت تعليمات لترميم المنازل المتصدعة، واشترطت أن تكون بإشراف نقابة المهندسين حصراً. ويتحمل أصحاب المنازل المتضررة تكلفة ترميمها، وفي حال الأبنية الطابقية يتقاسم التكاليف جميع سكانها. 

مبادرات أهلية للإسكان

تعتبر أرمناز نموذجاً للتضامن الاجتماعي والمبادرات الأهلية، ولها تجارب سابقة فيه. في العام 2017 تسبب قصف جوي مكثف لقوات النظام على أرمناز بتضرر 127 منزلاً، 70 منها دُمرت بشكل كامل، ما تسبب بمقتل 56 شخصاً. المغتربون من أرمناز، تبرعوا للمتضررين، وساعدوهم على ترميم بيوتهم. الأمر ذاته، تكرر بعد الزلزال، إذ تبرع مغتربو أرمناز للذين تضررت بيوتهم ولأسر الضحايا.

كما أطلق أهالي أرمناز قبل أيام مشروع “بذرة خير” لتوجيه المساعدات المقدمة من المتبرعين وخاصة المغتربين، وتوحيد الجهود وصبها في مشروع سكني مستدام لإيواء المتضررين من الزلزال، خاصة للعائلات الأكثر فقراً، واعتباره صدقة جاريةً. ويستهدف المشروع إنشاء 20 شقة سكنية في المرحلة الأولى. ويسعى القائمون على المشروع لترخيص جمعية سكنية، تتولى إدارة الأعمال فيه. العمل جاراً بوتيرة سريعة، فقد تم شراء الأرض للمشروع، كما تم وضع مخططات المباني والشوارع.

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-03-07 18:43:492023-03-10 09:08:18أرمناز بعد الزلزال

المناطق الأكثر تضرراً بالزلزال بريف حلب

28-02-2023/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

تعرضت مناطق سيطرة المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام، في ريف حلب، لأضرار عمرانية كبيرة بتأثير زلزال 6 شباط 2023. في هذا المقال نستعرض آثار الزلزال على مدن صوران والأتارب وعفرين، ونشرح أسباب الأضرار في عمرانها.

صوران

تقع صوران شمالي مدينة حلب، وما زالت تحت سيطرة المعارضة منذ العام 2012، ولم تتعرض لقصف كثير من قوات النظام، كما لم تشهد اشتباكات عنيفة. وقد قتل في المدينة 33 شخصاً تحت أنقاض مساكنهم التي دمرها الزلزال، أكثر من نصفهم نازحون من ريف إدلب، والبقية من أهل المدينة.

مسؤول في المجلس المحلي لصوران، قال لمراسل سيريا ريبورت، إن الزلزال دمر بالكامل 80 بناءً سكنياً، بينها بعض الأبنية العربية ذات الطابق الواحد، القديمة نسبياً، والتي يزيد عمرها عن أربعة عقود. بينما، غالبية الأبنية المنهارة كلياً هي حديثة وطابقية، وقد أشيدت خلال السنوات الـ10 الماضية. عدد الأبنية الآيلة للسقوط بتأثير الزلزال التي يجب إزالتها بلغ 110 بناءً، وعدد الأبنية المتضررة جزئياً وبحاجة للترميم بلغ 180 بناءً. كما تضررت 4 مساجد بشكل كبير، وخزاني ماء رئيسيين، ومعهد لتحفيظ القرآن، و5 مدارس.

المسؤول قال بأن أغلب الأبنية الحديثة المتضررة، كلياً أو جزئياً، لم تكن مرخصة من قبل مجلس المدينة المحلي، الذي كان يفتقد القدرة على وقف التوسع العمراني العشوائي، كما هو الحال في أغلب مناطق المعارضة. 

في صوران لم يفتتح المجلس المحلي مركز إيواء، بل استقبل المساعدات، ومن ضمنها الخيام، من المنظمات غير الحكومية العاملة في مناطق المعارضة، ووزعها على المحتاجين الذين نصبوها إلى جوار منزلهم المتضررة. وبذلك باتت المدينة برمتها أشبه بمخيم كبير. 

السبب الرئيسي لانهيار المساكن في المدينة يرجع إلى التربة الهشة في المنطقة وعدم وجود طبقة صخرية قريبة من السطح. إذ أن صوران منطقة سهلية تبلغ سماكة التربة فيها حوالي 20 متراً تقريباً، وأكثر ما يناسبها هو البناء غير الطابقي المؤسس بشكل مدروس ومدعوم بالخرسانة المسلحة.

 ويعني ذلك عملياً زيادة كبيرة في تكاليف البناء، وهذا ليس بمقدور كثير من أهالي المنطقة والنازحين إليها، خاصة خلال السنوات الماضية من الحرب وما بعد النزاع. يقول المسؤول بأن تأثير الزلزال كان مرعباً في صوران، إذ أن بعض الأبنية الطابقية المنهارة غاصت طوابقها الأولى في الأرض. 

عفرين

تقع مدينة عفرين شمال غربي محافظة حلب، وهي مركز منطقة. وقد خضعت كامل منطقة عفرين لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية ما بين العامين 2012-2018، قبل أن تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا في عملية غصن الزيتون، ما تسبب بنزوح نسبة كبيرة من سكانها الأكراد الأصليين. مجلس مدينة عفرين المحلي هو المسؤول الحالي عن المدينة ادارياً وخدمياً، وهو تابع للحكومة السورية المؤقتة.

وعلى عكس جنديرس بريف عفرين التي تسبب فيها الزلزال بأكبر نسبة دمار في مناطق سيطرة المعارضة، ففي مدينة عفرين انهار بشكل كلي فقط 4 أبنية سكنية، ما تسبب بمقتل 16 شخصاً.  وتسبب الزلزال بأضرار كبيرة في 204 بناء باتت معها غير قابلة للسكن وآيلة للسقوط، كما تضرر 3458 بناء بشكل جزئي وباتت بحاجة لتدعيم وترميم، بحسب ما قاله مسؤول في مجلس عفرين المحلي، لمراسل سيريا ريبورت في المنطقة.

معظم الأضرار في المدينة تركزت في شارع الفيلات الحديث نسبياً، والذي بُني بشكل عشوائي في فترة سيطرة وحدات حماية الشعب على المدينة. كما عمل متعهدو بناء ومقاولون مقربون من فصائل المعارضة بعد العام 2018 على التوسع في البناء غير المرخص في شارع الفيلات، وأيضاً التوسع العمودي بزيادة عدد الطوابق فوق الأبنية الأصلية. 

وتسبب الزلزال بنزوح 3500 عائلة إلى 40 مركز إيواء وتجمع خيام داخل المدينة وفي محيطها القريب افتتحها المجلس المحلي. بعض مراكز الإيواء وتجمعات الخيام تتسع لـ300 عائلة، وبعضها الآخر بأحجام أصغر تتسع لـ30-40 عائلة. بعض العائلات نصبت خيماً بالقرب من منازلها. 

الاتارب 

مدينة الأتارب من المدن الكبيرة في ريف حلب الغربي، وهي قريبة من الحدود الإدارية لمحافظة إدلب. وتقع الأتارب تحت سيطرة حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام. 

تعرضت الأتارب لحملات قصف جوي وبري متكررة من قبل قوات النظام، منذ العام 2013، ووقعت فيها مجازر أشهرها التي ارتكبها سلاح الجوي الروسي بصواريخ عالية التدمير استهدفت وسط المدينة وسوقها نهاية العام 2017، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 مدني، وتدمير عشرات الأبنية السكنية والتجارية، وتصدع كثير من المباني التي بقيت مأهولة. كما تعرضت المدينة لقصف مكثف خلال الحملة العسكرية الأخيرة لقوات النظام على المنطقة بين العامين 2019-2020.

وعدا عن الأضرار المباشرة في العمران والبنى التحتية، فقد تسبب القصف أيضاً بأضرار غير مباشرة تتمثل بخلخلة التربة وأسس الأبنية. وهذا ما يفسر تأثير زلزال 6 شباط المروع في المدينة التي انهار فيها 200 مسكن، منها منازل عربية من طبقة واحدة وأبنية بطوابق متعددة، وانهار بشكل جزئي أكثر من 300 بناء آخر. وحت أنقاض تلك المساكن قُتِلَ حوالي 250 شخصاً، وأصيب حوالي 500 شخص بجروح.

وقد توجهت مئات العائلات المتضررة إلى مراكز إيواء قريبة أنشأتها حكومة الإنقاذ، بينما نزح آخرون عن المدينة إلى مخيمات الشمال على الحدود مع تركيا، وأغلب هؤلاء هم بالأصل من النازحين سابقاً إلى الأتارب. الجزء الأكبر من أهالي المدينة نصبوا خياماً بالقرب من منازلهم المتضررة جزئياً أو كلياً، وكذلك في ساحات المدينة وشوارعها. وبحسب مراسل سيريا ريبورت في المنطقة، فإن المبادرات الأهلية غير الحكومية كان لها الدور الأكبر في إغاثة المتضررين.

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-02-28 19:42:382023-02-28 19:42:38المناطق الأكثر تضرراً بالزلزال بريف حلب

مفتاح: عيوب ملحق الزلازل في الكود السوري

28-02-2023/in حقوق السكن والأراضي والممتلكات, في العمق /by Rand Shamaa

هناك معايير صارمة يجب التقيد فيها أثناء البناء وفق اشتراطات الكود العربي السوري لتصميم وتنفيذ المنشآت بالخرسانة المسلحة، وكذلك، ملحقه الخاص بالزلازل. ولكن، الدمار الذي تعرضت له أبنية مرخصة وفق الكود، يثير تساؤلات عن الكود بحد ذاته.

إذ أنه بحسب الكود، وملحقه الخاص بالزلازل، يجب القيام بخطوات ملاحقة، لتصميم بناء مقاوم للزلازل، تتضمن تحديد نوع حديد التسليح، وكميته في المتر المكعب من الخرسانة، ونسب خلط الخرسانة. هذا، بالإضافة إلى تصميم الجملة الإنشائية؛ أساسات المبنى، الجدران الاستنادية، وتوزيع الجدران الحاملة “جدران القص”.  وعند إنجاز هذا التصميم، يكون المبنى متوافقاً مع معايير ملحق الزلازل. وبعدها، يمكن التقدم بالتصميم إلى الوحدة الإدارية المعنية، للحصول على رخصة بناء. وتشرف بعد ذلك نقابة المهندسين، والوحدات الإدارية، على التقيد بتطبيق الكود، أثناء مراحل البناء المختلفة، كما يلي:

عند البدء بالحفر في موقع البناء، يجب أن يقوم الطرف الباني، غالباً المتعهد أو المقاول، بتقديم عينات من التربة لاختبارها في مخابر متخصصة في كليات الهندسة المدنية التابعة للجامعات الرسمية أو لدى بعض المؤسسات الحكومية. ويتم تدوين نتائج اختبار التربة في سجل رسمي يمكن العودة إليه.  وبحسب تلك النتائج يجري تعديل تصميم الأساسات، والخلطات الخرسانية. ومع تقدم عملية البناء، يجب على الطرف الباني، تقديم عينات من خلطات الخرسانة، إلى مخابر معتمدة رسمياً، لاختبار مطابقتها للمواصفات الواردة في الدراسة التصميمية. ويُصدرُ المخبر الدارس تقريراً رسمياً، يتضمن الموافقة على الخلطة أو رفضها. وتدون تلك النتائج أيضاً في سجلات رسمية يمكن العودة إليها لاحقاً.

أي أن هناك معايير صارمة لتطبيق الكود أثناء تصميم وتنفيذ البناء، حتى مع الأخذ بعين الاعتبار لحالات الإهمال والفساد وغض النظر. وبالتالي، يجب النظر إلى الكود نفسه، لفهم سبب انهيار مساكن مرخصة وفقه، بسبب الزلزال.

في البداية نواجه تحدياً تقنياً بحتاً في الكود: إذ توجد في ملحق الزلازل فوضى في استخدام مقاييس قوة وشدة وطاقة الزلزال؛ مثل ميركالي، والتسارع الأرضي الأعظمي PGA مقاساً بالمتر على مربع الثانية، والتسارع الأرضي الأعظمي PGA مقاساً بـالسنتيمتر على مربع الثانية، والتسارع الأرضي الأعظمي منسوباً لتسارع الجاذبية الأرضية. ويُعبّرُ التسارع الأرضي الأعظمي عن تسارع حركة الأرض أثناء الزلزال، في منطقة محددة، وهو الأكثر استخداماً في الكود.

وهذه المقاييس تقيس ظواهر زلزالية مختلفة باعتماد طرق مختلفة، ولا يوجد علاقة مباشرة بينها. ولذا، يبدو الملحق خلطة مأخوذة بشكل غير متناسق من الملاحق العالمية، من دون أي تبرير أو توضيح للعلاقة بين المقاييس المعتمدة، وسبب الاعتماد عليها. ويبدو ملفتاً أن الملحق يخلو في أغلب الخرائط والجداول المعتمدة فيه، من مقياس ريختر لشدة الزلازل.  

وبعيداً عن فوضى المقاييس، تبدو مشكلة أكبر. وفق الملحق ه من ملحق الزلزال، فإن المناطق الأخطر زلزالياً والتي تقع غربي سوريا، تتراوح فيها قيم التسارع الأرضي الأعظمي عند حدوث الزلزال ما بين 300-400 PGA مقاساً بـالسنتيمتر على مربع الثانية.  ورغم ذلك، يطلب الملحق دراسة تصميم المباني السكنية في تلك المناطق لتكون مقاومة للزلازل الموافق لتسارع أرضي أعظمي قيمته 300 PGA مقاساً بـالسنتيمتر على مربع الثانية. وليس مفهوماً لماذا لم يطلب الملحق تصميم المباني وفق قيمة التسارع الأرضي الأعظمي 400 PGA مقاساً بـالسنتيمتر على مربع الثانية المتوقعة للزلازل في تلك المنطقة.

على المقلب الثاني، ولصعوبة استخدام هذه المقاييس المعقدة عملياً في عمليات التصميم الهندسي للمباني المقاومة للزلازل، يلجأ المهندسون السوريون في معرض التقديم للحصول على ترخيص للبناء، إلى تصميم أبنيتهم في المنطقة الغربية لتكون مقاومة لشدة زلازل بدرجة 6 ريختر، وهي المكافئة نظرياً وبكثير من التبسيط لتسارع أرضي أعظمي قيمته 300 PGA مقاساً بـالسنتيمتر على مربع الثانية.

 وفي الحالتين، يُمنح الترخيص لبناء مصمم مقاوم للزلازل وفق الملحق، للمباني السكنية في المناطق المكتظة سكانياً غربي سوريا، على أن تكون مقاومة لزلزال أعظمي شدته 6 ريختر، بينما هي معرضة لزلازل بشدة 6.5 ريختر فما فوق.

من جانب آخر، يشترط الكود اختبار التربة في أعماق تُحدد عند مستوى “منسوب” الحفر للأساسات، بينما لا يشترط أي دراسة عملية لجيولوجيا موقع البناء؛ أي تشكل الطبقات الأرضية تحت عمق الحفر للأساسات. إذ يمكن أن يكون تحت موقع البناء فجوات أو أحواض مياه جوفية، أو تربة رملية غير مستقرة، أو مناطق انهدامية بالقرب من الفوالق الزلزالية. وتتسبب الزلازل بخلخلة تلك الطبقات تحت أرضية، ما يؤدي لانهيار المساكن فوقها، مهما كانت مقاومة للزلازل بحسب معايير الكود السوري.

أيضاً، لا يلحظ الكود مدة انشاء بناء ما. غالباً ما يستغرق البناء في سوريا زمناً طويلاً، لأسباب متعددة منها صعوبات التمويل، أو التعقيدات البيروقراطية، أو الموافقات الأمنية. في مشاريع القطاع العام، وأيضاً السكن الاجتماعي والتعاوني، قد تطول فترة البناء لعشرات السنين. وفي هذه الحالة، يبقى الهيكل الخرساني للجملة الإنشائية دون عزل أو حماية من العوامل الجوية. مثلاً، الرطوبة العالية في المناطق الساحلية، تتسبب بتآكل القشرة الإسمنتية وصدأ الحديد. وعند متابعة البناء بعد ذلك، لا يجري الكشف عن الهيكل الخرساني مجدداً. وهذه الأبنية تكون عرضة للانهيار بسبب الزلازل.

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-02-28 18:43:082023-02-28 18:43:08مفتاح: عيوب ملحق الزلازل في الكود السوري

إدلب ضحية البناء العشوائي

28-02-2023/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

في إدلب، انهار بفعل زلزال 6 شباط 2023، 819 مبنى كلياً، و5890 مبنى جزئياً، ما تسبب بمقتل 2114 شخص، بحسب إحصاء صادر في 23 شباط، عن لجنة الاستجابة الطارئة التي شكلتها حكومة الإنقاذ. نستعرض في هذا المقال، أسباب انهيار الأبنية السكنية في مدينتي سلقين وحارم وقرية بسنيا، والتي ساد فيها نمط متماثل من التوسع العمراني العشوائي خلال السنوات الماضية لتلبية الحاجة الكبيرة للسكن من النازحين والمهجرين قسرياً إليها. 

سلقين

انهار في مدينة سلقين شمال غربي إدلب، خلال زلزال 6 شباط 2023، 33 بناء بشكل كلي، و60 بناء بشكل جزئي. وتسبب ذلك بمقتل أكثر من 500 شخص، منهم حوالي 400 من أبناء المدينة، والباقي من النازحين إليها، وفق إحصائيات لجنة الاستجابة الطارئة التابعة لحكومة الإنقاذ.

ويعود ذلك إلى الاكتظاظ السكاني الكبير في المدينة، بسبب موجات النزوح الكبيرة إليها خاصة ما بين العامين 2018-2020. إذ أن سلقين ملاصقة للحدود السورية-التركية، وبالتالي لم يستهدفها الطيران الحربي الروسي ولا ذلك التابع لقوات النظام، ما شكل ملجأ آمناً للنازحين. وقد بلغ عدد سكان المدينة حوالي 200 ألف نسمة نهاية العام 2022، التي كان عدد سكانها في العام 2004 حوالي 75 ألفاً.

مدينة سلقين تقع في منطقة ذات طبيعة جبلية صخرية ومعظم بيوتها القديمة التي يعود بناؤها إلى ما قبل العام 2011 لم تتعرض لأضرار تذكر. في حين تركزت الأضرار في التوسعات العشوائية الجديدة حول البلدة، التي لم تراع معايير السلامة الإنشائية، خاصة لجهة التأسيس الجيد، والزيادة غير المدروسة لأحمال الطوابق الإضافية. إذ شهدت سلقين نشاطاً عمرانياً عشوائياً كبيراً في استجابة للطلب المتزايد على السكن فيها من قبل النازحين إلى مناطق المعارضة. معظم الأبنية المنهارة جزئياً أو كلياً، كانت حديثة البناء، من 4 طوابق على الأقل، وجميعها غير مرخصة. وقد تركزت الأضرار في أحياء القصور والسليخة، ومقابل المدرسة الريفية، وفي ساحة سعدون، التي باتت منكوبة وغير مأهولة.

في ريف سلقين، طالت الأضرار 25 بلدة وقرية، ومنها بلدة الحمزية التي انهار فيها 50 منزلاً، و40 منزلاً في بلدة تلول، و14 منزلاً في قرية عزمارين. وهذه القرى تقع بمحاذاة نهر العاصي، والتربة فيها رخوة. 

أغلب الناجين والهاربين من بيوتهم المتصدعة انتقلوا إلى 17 مركز إيواء في سلقين ومحيطها، وأغلبها مساجد ومخيمات. بينما انتقل قسم لعند أقاربهم في المخيمات القريبة. 

حارم 

حارم مدينة في ريف إدلب الشمالي الغربي، تقع في منطقة جبلية صخرية. وقد بلغ عدد سكانها أكثر من 70 ألف نسمة نهاية العام 2022 بحسب تقديرات أهلية، بعدما كان في العام 2004 حوالي 12 ألف نسمة. إذ شهدت المدينة موجات نزوح كبيرة إليها خلال السنوات الماضية، ما تسبب بحركة بناء عشوائي كبيرة فيها على شكل أحياء جديدة شمالي المدينة. وقد تعرضت تلك الأحياء لدمار كبير، في زلزال 6 شباط 2023، خاصة حيي كرم المارد والقشا. المجلس المحلي في حارم، أحصى انهيار 35 بناء بشكل كامل، وتصدع 360 بناء، ما تسبب بمقتل حوالي 500 شخص. 

أكثر من 100 شخص قتلوا في انهيار مبنى ضخم في حارم يسمى بـ”الباخرة”. والمبنى غير مرخص، أقيم في العام 2018 على أرض خاصة اشتراها متعهد بناء. المبنى كان مؤلفاً من 6 طوابق، وفي كل طابق منها أربع شقق باعها المتعهد لأطباء وعاملين في مجال الصحة، وموظفين في بعض المنظمات غير الحكومية. الباخرة تميزت بموقعها المرتفع المطل على سهل العمق. 

الناجون من الزلزال في حارم، انتقلوا للسكن في ما تبقى من منازل سليمة في المدينة، وأيضاً توجهت 400 أسرة إلى 4 مراكز إيواء في المدينة ومحيطها. 

مشروع بسنيا الاستثماري 

تقع بلدة بسنيا غربي مدينة حارم، وإلى الشمال الشرقي منها أقيم ضاحية سكنية جديدة حديثة. والضاحية هي مشروع سكني استثماري معروفة باسم “مشروع البطل السكني” وكانت مكونةً من 20 بناء سكني كل منها مؤلف من 5 طوابق. الضاحية، باستثناء مبنى واحد فيها، انهارت بشكل كلي فوق رؤوس ساكنيها، ما تسبب بمقتل 200 شخص، بحسب احصائيات لجنة الاستجابة الطارئة. البناء الوحيد الذي لم يسقط كلياً انهار جزئياً وبات أيلاً للسقوط، وقامت فرق هندسية تابعة للدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” بهدمه عبر تفجير قواعده.

وبدأ بناء ضاحية بسنيا في العام 2017، على أرض زراعية خاصة، بالتشارك بين ثلاثة مستثمرين، من دون الحصول على أي ترخيص من قبل أي سلطة بلدية أو هندسية. وقد قُتل اثنان من المستثمرين بانهيار الضاحية خلال الزلزال. وبلغ سعر الشقة الواحدة المكسيّة والجاهزة للسكن بمساحة 100 متر مربع، 4 آلاف دولار. أي أن سعر المتر المربع الواحد المكسي بلغت 40 دولاراً. ولذلك، فالمشروع كان يعتبر رخيصاً، لأن تكلفة البناء في نفس المنطقة، في تلك المرحلة، كانت تتجاوز 55 دولاراً للمتر المربع الواحد على العظم. ويبدو بأن السعر المنخفض في المشروع كان يخفي خلفه مشاكل تتعلق بنوعية مواد البناء وكمياتها.

وكانت فرق الدفاع المدني، بحسب مراسل سيريا ريبورت، قد واجهت مشكلة أثناء أعمال الإنقاذ بعد الزلزال في المشروع، بسبب هشاشة أسقفه وأعمدته وجدران القص فيه. إذ أن تكسير الخرسانة الصلبة إلى قطع كبيرة يمكن إزالتها، يكون أسهل وأسرع للوصول إلى العالقين تحت الأنقاض، في حين تتحول الجدران الهشة إلى حصى صغيرة عند التكسير ما يعيق عمليات الإنقاذ.

 وزارة العدل في حكومة الإنقاذ، شكلت لجنة للتحقيق بأسباب انهيار المشروع، بالتعاون مع فرع إدلب في نقابة المهندسين السوريين، التي أخذت عينات من الخرسانة المسلحة في البناء المنهار لدراستها. 

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-02-28 18:40:162023-02-28 18:40:16إدلب ضحية البناء العشوائي

حلب: الزلزال دمّر الأبنية المتضررة بقصف النظام السابق.. وميليشيات موالية للحرس الثوري تزيل الأبنية المتضررة

21-02-2023/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

تركزت الأضرار التي خلفها زلزال 6 شباط، على أحياء مدينة حلب الشرقية، ومعظم الأبنية التي انهارت فيها كانت متصدعة بالأصل وبعضها آيل للسقوط، بسبب القصف السابق لقوات النظام على المنطقة. 

محافظ حلب قال في مؤتمر صحفي، في 19 شباط، إن 53 مبنى انهارت بشكل كلي بسبب الزلزال. مصدر في مجلس مدينة حلب، قال لمراسل سيريا ريبورت، إن من المباني الـ53 التي انهارت، 50 منها في مناطق سيطرة المعارضة السابقة في حلب الشرقية. جزء من تلك المباني كان غير مأهولة وآيل للسقوط. كما انهارت في حلب الشرقية أيضاً، بشكل جزئي، 10 مساجد وعدد كبير من المدارس، وكلها متضررة سابقاً بقصف قوات النظام على المنطقة.

الأبنية الثلاثة الأخرى التي انهارت بفعل الزلزال، قديمة ومتهالكة، تقع في حيي سيف الدولة والعزيزية وسط مدينة حلب. كما تعرضت بعض الجدران الداخلية في قلعة حلب لأضرار جزئية. في حين لم يسجل انهيار أي مبنى في أحياء حلب الغربية التي بقيت خارج الصراع المسلح طيلة السنوات الماضية. 

محافظ حلب قال في مؤتمره الصحفي في 19 شباط، بأن 220 بناء آيل للسقوط تم هدمها، ولكنه لم يحدد مواقع تلك الأبنية. مراسل سيريا ريبورت قال بأنه على الأقل تم هدم 58 مبنى في أحياء حلب الشرقية حتى 18 شباط. وأضاف المراسل بأن ورشات تابعة لمجلس مدينة حلب قامت بهدم بعض تلك المباني، بناءً على توصيات من لجان السلامة الإنشائية. كما أجبر المجلس سكان العشرات من الأبنية المتصدعة الأخرى على إخلائها بانتظار هدمها. الملفت، أن ورشات مشتركة تابعة لميليشيات موالية للحرس الثوري الإيراني؛ الحشد الشعبي العراقي، وفيلق المدافعين عن حلب، تولت هدم القسم الأكبر من الأبنية الـ58، وترحيل أنقاضها جزئياً لفتح الشوارع. وتعتبر ميليشيا فيلق المدافعين عن حلب أحد مكونات ميليشيا حزب الله السوري، وتسيطر عسكرياً وأمنياً وخدمياً على أجزاء كبيرة من مدينة حلب. ميليشيا الحشد الشعبي العراقي قد أرسلت إلى فيلق المدافعين، بعد الزلزال، ورشات وآليات للمساعدة في إزالة الأنقاض. وتعمل تلك الورشات المشتركة حالياً على هدم المزيد من الأبنية في أحياء الفردوس وجسر الحج في حلب الشرقية.

في حلب الشرقية عشوائيات كبيرة تحصنت فيها المعارضة ما بين العامين 2012-2016، تعرضت للحصار من قبل قوات النظام، والقصف الكثيف بسلاح المدفعية الثقيلة والصواريخ، وكذلك بالقصف الجوي من الطيران الحربي السوري والروسي. وتعرضت تلك الأحياء لدمار واسع النطاق بالقصف المباشر. وبعد سيطرة قوات النظام والمليشيات الموالية عليها، شهدت الأحياء الشرقية انهيارات متكررة للأبنية، بسبب الأضرار غير المباشرة التي تركها القصف السابق بالصواريخ الارتجاجية والفراغية. ومعظم تلك الأضرار غير مرئية تطال أساسات الأبنية نتيجة تخلخل التربة. القصف كان قد تسبب أيضاً بتدمر أيضاَ شبكات المياه والصرف الصحي وبالتالي سمح للمياه بالتسرب إلى أساسات الأبنية. مجلس مدينة حلب، كان قد بدأ في نوفمبر 2022، حملة هدم الأبنية الآيلة للسقوط في المدينة، التي حدد رئيس المجلس عددها بـ1500 مبنى. 

مجلس المدينة خصص ما يزيد عن 200 مركز إيواء للناجين من الأبنية المنهارة، وكذلك للهاربين من المساكن التي باتت آيلة للسقوط بعد الزلزال. وافتتحت مراكز الإيواء تلك بشكل رئيسي في الأحياء الشرقية في المدارس والمساجد والصالات الرياضية، وأيضاً في سوق الحرير في حي الفرقان غربي المدينة. كما تم إيواء متضررين في 150 شقة مخصصة للسكن المؤقت تابعة لمجلس مدينة حلب في حي مساكن هنانو، و25 شقة تابعة لمديرية السكك الحديدية في مبنى التأهيل والتدريب في حي الشيخ طه. 

ولكن، لم تكفِ تلك المراكز لاستيعاب كل الهاربين من منازلهم المتصدعة، والخائفين من الهزات الارتدادية. إذ بعد أسبوعين على الزلزال، ما تزال هناك مئات العائلات تقطن خياماً تحت الجسور؛ جسر الشعار وجسر ميسلون، وأيضاً جسر الحج المتضرر بالزلزال. كما نصب البعض الخيام على الأرصفة وفي الحدائق العامة.

المراسل نقل عن بعض الأهالي تفضيلهم الإقامة في الخيام، لأن مراكز الإيواء مكتظة والخدمات فيها رديئة، وآلية توزيع المساعدات يشوبها الفساد وتخضع للمحسوبية. كما أشار البعض إلى أن السكن المؤقت في مساكن هنانو ومبنى التأهيل والتدريب، تمييزي، ويحتاج لوساطة من موظفي الدولة ومجلسي المحافظة والمدينة، أو حزب البعث الحاكم، أو الميليشيات الموالية، أو دفع رشاوى كبيرة. 

 

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-02-21 19:37:312023-02-21 19:37:31حلب: الزلزال دمّر الأبنية المتضررة بقصف النظام السابق.. وميليشيات موالية للحرس الثوري تزيل الأبنية المتضررة

لجان السلامة العامة بعد الزلزال

21-02-2023/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

بعد زلزال 6 شباط 2023، تشكّلت في مناطق سيطرة النظام، مئات اللجان المكلفة مهام التقصي عن السلامة الإنشائية للمباني المتضررة والمتصدعة. ويبدو بأن الفوضى تشوب تشكيل تلك اللجان، وسط اختلاف تبعيتها، صلاحياتها ومناطق عملها.

وبحسب قانون الإدارة المحلية رقم 107 لعام 2011، يحق لمجلس الوحدة الإدارية تشكيل لجان متعددة، دائمة أو مؤقتة، من أعضائه أو من غيرهم، للقيام بمهام محددة. وغالباً ما تُعرف هذه اللجان باسم لجان السلامة العامة، ولها أنواع متعددة بحسب اختصاصها.

 ومن بين لجان السلامة العامة لجان هندسية مسؤولة عن إصدار التقارير حول السلامة الإنشائية للأبنية أو نسب الدمار في منطقة ما، وتسمى إما بلجان السلامة الإنشائية، أو اللجان الفنية، أو لجان الترابط الانشائي، أو لجان الإنشاء والتعمير، أو لجان تقييم المباني المتضررة. ولا توجد معايير موحدة لتسمية تلك اللجان ولا لتوصيف مهامها.

 بعض تلك اللجان كان موجوداً قبل الزلزال، وتعتمد عليه الوحدات الإدارية، خاصة في المناطق المتضررة من الأعمال القتالية السابقة لتحديد مستوى الخطر على بناء ما، وتقديم توصيات تتراوح بين إزالته أو تدعيمه، أو الإبقاء عليه. 

حتى 20 شباط، بلغ عدد اللجان في محافظتي حلب واللاذقية 100 لجنة لكل منهما، و65 لجنة في حماة، بحسب تصريحات لوزير الأشغال العامة والإسكان. وكشفت تلك اللجان في محافظة اللاذقية على حوالي 22 ألف مبنى، وفي حلب على 12 ألف مبنى وفي حماة على 7 آلاف مبنى. وليست كل اللجان الجديدة تابعة لمجالس الوحدات الإدارية. بل ظهرت أيضاً لجان تتبع لنقابات، وزارات، أو لمنظمات غير حكومية وجامعات. بعض اللجان جاءت مختلطة تضمّ أعضاء من مختلف الهيئات السابقة. 

أبرز اللجان الجديدة المشكلة كانت مختلطة، وقد سماها وزير الأشغال العامة والإسكان بـ”فرق سلامة إنشائية”، وتضم أعضاءً من فروع نقابة المهندسين السوريين في المحافظات، ومهندسين استشاريين في الشركة العامة للدراسات الهندسية التابعة لوزارة الإسكان، ومن لجان السلامة الإنشائية التابعة للمحافظات الموجودة سلفاً. الوزير أشار في حديثه لجريدة تشرين الرسمية في 13 شباط، إلى أن تلك الفرق توزعت جغرافياً على المناطق المتضررة، ودعا المواطنين الراغبين بالتأكد من سلامة منازلهم الإنشائية مراجعة هذه الفرق عن طريق مجالس المحافظات.

 وأشار الوزير إلى أن تلك الفرق تعمل على حصر وتقييم الأضرار في كل المنشآت الحكومية والسكنية، وتقديم الدعم الفني والاستشارة الهندسية لتحقيق السلامة الإنشائية للأبنية. وبحسب الوزير، فإن من مهام هذه الفرق، تقديم تقرير عن كل محافظة متضررة على حدى، يُظهر نسب الأضرار والتوصيات اللازمة.

مدير عام الشركة العامة للدراسات الهندسية، قال لجريدة تشرين الرسمية، في 16 شباط، إن الشركة قامت بإعداد دليل عمل لفرق السلامة الإنشائية، بهدف التقييم السريع الأولي للسلامة الإنشائية للمباني السكنية والعامة المتضررة زلزالياً، وقابلية استخدامها، وتقديم الاستمارات اللازمة لجمع البيانات. وقامت تلك الفرق بالكشف على مئات المباني في محافظات اللاذقية وحلب وحماة وطرطوس ودمشق، وإخلاء المباني القابلة للانهيار وتحديد المباني الممكن ترميمها. 

من جانب آخر، تشكلت بعض اللجان الجديدة للكشف على المباني المتضررة من الزلزال، بالتعاون بين نقابة المهندسين السوريين والأمانة السورية للتنمية التي ترأسها أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري.

كما شكّل أعضاء الكادر التعليمي في أقسام الهندسة في جامعة تشرين الرسمية في محافظة اللاذقية، لجاناً قامت بالكشف على البيوت المتصدعة بطلب من أصحابها. جامعة البعث في حمص شكلت لجاناً خاصة بها للكشف على مبانيها الجامعية ووحداتها السكنية. وزارة التربية بدورها شكّلت لجاناً خاصة بها للكشف على المباني المدرسية وتحديد الأضرار فيها. كما تشكلت لجان بمبادرات أهلية، ضمّت مهندسين متطوعين، للكشف على المباني المتضررة.

وفي العموم، فإن مهام اللجان الجديدة، مثل القديمة، تتلخص بالكشف الميداني على الأبنية في المناطق المتضررة، وتحديد وضع كل مبنى على حدة، وتقديم توصية للوحدات الإدارية، بتركها على وضعها، أو ترميمها، أو اخلائها وهدمها. وما زال كثير من الناس المقيمين حالياً في مراكز الإيواء في حلب واللاذقية، ممن تركوا بيوتهم المتصدعة، ينتظرون زيارة اللجان للكشف عن مساكنهم وتحديد مستوى الخطر عليها.

ويترتب على ذلك تحديد مصير السكان على المدى القصير، لجهة البقاء في مراكز الإيواء أو العودة إلى منازلهم. وبحسب التصريحات الرسمية، فقد تلقت اللجان في المحافظات المتضررة عشرات آلاف الطلبات للكشف عن مساكن متصدعة.

وتقوم اللجان بتشميع الأبنية الآيلة للسقوط، بانتظار ورشات الهدم التابعة للوحدات الإدارية لهدمها وإزالة أنقاضها. وتشميع الأبنية يعني وضع إشارات بالشمع الأحمر على تلك المباني، تنبه الأهالي بعدم العودة إليها.

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-02-21 19:33:312023-02-21 19:33:31لجان السلامة العامة بعد الزلزال

مفتاح: أسس تصميم المباني المضادة للزلازل

21-02-2023/in حقوق السكن والأراضي والممتلكات, في العمق /by Rand Shamaa

يُحدد ملحق الزلازل في الكود العربي السوري لتصميم وتنفيذ المنشآت بالخرسانة المسلحة، أسس تصميم وتنفيذ المباني المقاومة للزلازل، وطرق بناء الجملة الإنشائية لها، منعاً للانهيار الكلي أو الجزئي، أثناء حدوث الزلزال. ونظرياً إذ ما تم الالتزام بتطبيق الكود في تصميم وتنفيذ بناء ما، يفترض أن يبقى البناء متماسكاً حتى إذا وصلت الشدة الزلزالية إلى الحدود العليا المتوقعة في منطقة البناء. 

وبحسب الكود، يجب لتصميم بناء مقاوم للزلازل، اتباع الخطوات الأربع التالية:

أولاً، يجب في البداية تحديد زلزالية موقع البناء، وهي أقصى شدة زلزالية متوقعة في الموقع. وأهم عوامل تحدد الزلزالية هي قرب البناء من مصادر الزلازل النشطة، والتاريخ الزلزالي لكل منطقة، وتكرارية حدوث الزلازل فيها خلال الخمسين عاماً الماضية. ولتحديد هذه الزلزالية تضمن ملحق الزلازل خريطة زلزالية لسوريا، تم وضعها بالتعاون بين هيئة الطاقة الذرية والمؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية.  والخريطة تحدد شدة الزلازل في كل منطقة، وتقسم سوريا إلى مناطق زلزالية وفق شدة الزلازل المتوقعة، وهي من الأضعف شرقاً إلى الأخطر غرباً: المنطقة 0، لا تعتبر معرضة لزلازل ذات أهمية، ولها شدة زلزالية أقل من 4.8 على مقياس ريختر. المنطقة 1، ولا تعد معرضة لزلازل مضرة، وبشدة زلزالية لا تتجاوز 5.4 ريختر. المنطقة 2، معرضة لزلازل متوسطة حتى درجة 6.1 ريختر. المنطقة 3 معرضة لزلازل عالية الشدة حتى 6.5 ريختر. المنطقة 4، وهي معرضة لزلازل مدمرة تتجاوز الدرجة 6.5 ريختر. 

 

صورة للخريطة الزلزالية لسوريا. المصدر: ملحق الزلازل

 

ثانياً؛ بعد تحديد زلزالية موقع البناء، يجب دراسة جيولوجية موقع البناء ونوع التربة فيه. وهنا يجب دراسة ميكانيكية التربة التي تحدد تماسكها وقساوتها، إن كانت صخرية، غضارية أو رملية. ولكل نوع منها قابلية للانضغاط أو التفتت والانهيار. وعلى أساس نوع التربة يتم تحديد عمق الحفر، وأبعاد الأساسات من الخرسانة المسلحة. دراسة تربة الموقع إلزامية لتصميم البناء، ومنح ترخيص المباشرة بالبناء.  

ثالثاً؛ بعد ذلك، يجب الانتقال لتصميم المبنى، بحسب متطلبات الشكل. وهنا، يجب تحديد الجملة الانشائية، أي توزيع أساسات البناء وجدرانه الاستنادية، وارتفاع المبنى. مثلاً، يجب ألا يتجاوز ارتفاع المبنى في المناطق المعرضة لزلزال تتجاوز شدته 6.1 ريختر عن 20 متراً إن كان مبنياً بالطرق التقليدية أو 49 متراً للمباني التي تحتوي جدران قص، ويمكن أن تصل إلى 73 متراً في حال استخدام إطارات فولاذية.

رابعاً؛ بعد ذلك تجري دراسة التصميم على مقاومة الزلازل، وفق نوعين من الطرق؛ الطرق الستاتيكية أي تأثير الزلزال على قاعدة البناء فقط، والطرق الديناميكية أي تأثير الزلزال على كامل البناء. على سبيل المثال، إذا كان ارتفاع البناء أقل من 73 متراً، يجب تصميمه إجبارياً وفق الطرق الستاتيكية، أما إذا تجاوز ارتفاعه 73 متراً تصبح الدراسة ملزمة أيضاً بالطريقة الديناميكية.

وفقط، إذا تم تصميم المبنى وفق الخطوات الأربع السابقة، يكون المبنى متوافقاً مع معايير ملحق الكود المضاد للزلازل. ويجب على المهندسين ومقاولي البناء، تطبيق الكود في دراساتهم التصميمية، في معرض ترخيص البناء. في حين تشرف نقابة المهندسين، والوحدات الإدارية، على التقيد بتطبيق الكود، أثناء مراحل البناء المختلفة.

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-02-21 18:58:442023-02-21 19:39:05مفتاح: أسس تصميم المباني المضادة للزلازل

لجان تقييم أضرار الزلزال في إدلب

21-02-2023/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

في إدلب الخاضعة لسيطرة حكومة الإنقاذ، دعت نقابة المهندسين، بعد يوم واحد على زلزال 6 شباط 2023، كافة المهندسين ذوي الخبرة، للتطوع والمساهمة في تقييم الأضرار على الأبنية المتصدعة، وتقييم سلامتها الإنشائية، إن كانت صالحة للسكن، وهل يجب إخلاؤها أو ترميمها.

وكانت نقابة المهندسين الأحرار قد تأسست في العالم 2014 في مناطق سيطرة المعارضة، ولها فرعان؛ فرع إدلب وفرع حلب. في العام 2020، أعيد تشكيل فرع إدلب باسم نقابة المهندسين السوريين-فرع ادلب. وهنا يجب التمييز، بين هذا الفرع، وفرع أخر يحمل نفس الاسم “نقابة المهندسين السوريين-فرع إدلب” والذي ينشط في مناطق سيطرة النظام في محافظة إدلب. في الحالتين، تسود هيكلية تنظيمية وإدارية وقانونية متماثلة في الفرعين، مع اختلاف تبعيتهما السياسية.

ومباشرة بعد دعوة 7 شباط 2023، شكلت نقابة المهندسين-فرع إدلب، بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية والخدمات التابعة لحكومة الإنقاذ، ومديرية الخدمات الفنية التابعة لمحافظة إدلب، لجاناً لتقييم أضرار الزلزال، من أولئك المهندسين المتطوعين، وُتم توزيعها على مناطق إدلب المتضررة.

في البداية، تألفت كل لجنة من أربعة مهندسين. ولكن، نتيجة حجم الطلبات الكبير من الأهالي لتقييم أوضاع مساكنهم المتصدعة، تمَّ تخفيض عدد أعضاء كل لجنة إلى ثلاثة، اثنان منهما مهندسين استشاريين ممن مضى على انتسابهما للنقابة عشرة أعوام على الأقل، والثالث من العاملين في مديرية الخدمات الفنية ويهتم بالتوثيق والإحصاء. ورافق كل لجنة ممثلون عن المكاتب الفنية لمجالس البلديات التي يقيمون الأضرار فيها. في كل الأحوال، اعتمدت اللجان في عملها التقييمي على خبرة أعضائها، باستخدام أدوات هندسية بسيطة، ليس منها أي تقنيات حديثة.

وكانت المجالس المحلية البلدية قد عممت على السكان الذين تضررت مساكنهم بالزلزال، ضرورة تسجيل أسمائهم لديها، لتوجيه اللجان بالكشف عليها تباعاً. وبالفعل زارت اللجان المواقع الأكثر تضرراً، وفحصت الأبنية المتصدعة فيها. تركيز اللجان انصب على فحص الجمل الانشائية في الطوابق الأرضية، أي العناصر الخرسانية الحاملة للمبنى من أعمدة وجسور، وكذلك أساسات البناء.

اللجان صنفت المباني التي عاينتها، في سجلات خاصة، ضمن أربع خانات:

أولاً؛ مبنى سليم غير متضرر قابل للسكن على وضعه الحالي من دون ترميم أو تدعيم. ثانياً؛ مبنى قابل للسكن، ولكن يحتاج إلى ترميم. ثالثاً؛ مبنى غير قابل للسكن يجب إخلاؤه، وعدم السماح لسكانه بالعودة إليه، إلا بعد تدعيمه وترميمه. رابعاً؛ مبنى خطر آيل للسقوط يجب إزالته لوجود ضرر كبير وتحطم في عناصره الإنشائية الحاملة له لا يمكن تدعيمها. وفي الحالة الرابعة، أي عندما تقرر اللجنة إزالة بناء ما، يجب أن يخضع البناء للكشف والتقييم مرة أخرى من قبل لجنة أخرى مركزية، تعطي قراراً نهائياً بالإزالة أو عدمها، ثم تنظر المحكمة في القرار قبل الحكم بتنفيذه. وليس واضحاً بعد كيف سيتم تشكيل هذه اللجنة المركزية. 

وعلى الفور، باشرت لجان تقييم أضرار الزلزال إعداد تقارير فنية لكل بناء متضرر عاينته. ويجب أن يوقع على التقرير كل أعضاء اللجنة. على سبيل المثال، في يوم عمل واحد، عاينت إحدى اللجان 17 بناء، اتضحت الحاجة إلى إخلاء وترميم عشرة منها، في حين 6 منها كانت قابل للسكن، وواحد فقط يجب إزالته. 

وبحسب تقديرات اللجان حتى 19 شباط، في مدينة سلقين لوحدها يوجد حوالي 200 مبنى طابقي بحاجة لإعادة ترميم الجدران. ويتألف كل بناء منها بشكل وسطي من خمسة طوابق. وهناك أيضاً، حوالي 200 مبنى طابقي بحاجة إلى إخلاء وترميم، و15 مبنى طابقي بحاجة الى إزالة كلية. في سلقين كان قد انهار 58 مبنى كلياً بفعل الزلزال.

وقد واجهت اللجان العديد من المعوقات، أبرزها حجم العمل الكبير والمستعجل، لأن الأهالي يريدون بسرعة معرفة إمكانية العودة إلى منازلهم المتضررة بفعل الزلزال. وكانت اللجان عندما تحضر إلى منطقة ما، تجد بانتظارها عشرات الأهالي الذين يضغطون عليها لمعاينة منازلهم. بعض التصدعات في المنازل تكون بسيطة كتشقق في الجدران، لكن المخاوف كبيرة لدى الأهالي. في كثير من الحالات لجأ الأهالي إلى مهندسين من خارج اللجان لمعاينة مساكنهم.

 

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-02-21 18:53:332023-02-22 13:38:56لجان تقييم أضرار الزلزال في إدلب

جنديرس بريف عفرين: فاتورة الزلزال الأكبر في مناطق المعارضة

14-02-2023/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

تعرضت بلدة جنديرس التابعة لمنطقة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي والخاضعة لسيطرة الحكومة السورية المؤقتة المعارضة، لدمار شبه كامل، في زلزال 6 شباط 2023، وباتت منكوبة وغير مأهولة. الحصيلة الكبيرة لعدد القتلى تحت أنقاض مئات المنازل المدمرة بشكل جزئي أو كلي، تشير إلى أن وجود مشاكل خطيرة في طريقة البناء وعدم تحقيقها لأدنى معايير الحماية ضد الزلازل.

إذ سقط في البلدة حوالي 800 قتيل، وما زالت جارية عمليات البحث وانتشال الجثث من تحت الأنقاض حتى ساعة إعداد هذا التقرير. وبحسب إحصاءات مجلس جنديرس المحلي التابع للمعارضة، فقد انهار 257 بناء بشكل كامل، وحدثت انهيارات جزئية وتصدعات في 1100 بناء آخر.  وباشرت لجان من الدفاع المدني ومن نقابة المهندسين الأحرار الناشطة في مناطق المعارضة، بعد انتهاء أعمال البحث والإنقاذ للناجين، بدراسة وضع جميع الأبنية المتبقية في البلدة بعد الزلزال، وتقييم حالتها، وتحديد الأبنية الآيلة للسقوط غير القابلة للسكن التي قد تشكل خطراً على حياة السكان إن عادوا إليها. 

وقد أقيمت مراكز إيواء مؤقتة للناجين من الزلزال في جنديرس، في بلدة جنديرس ومدينة عفرين، في حين نزح كثيرون إلى المخيمات المنتشرة على الشريط الحدودي-السوري التركي.

 وبحسب إحصاء العام 2004 بلغ عدد سكان جنديرس حوالي 14 ألف نسمة، ومعظمهم من الكرد، كما معظم سكان عفرين حينها. في العام 2012 سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية على جنديرس، وعموم منطقة عفرين. ثم سيطرت عليها فصائل الجيش الوطني المعارضة المدعومة من تركيا في العام 2018 في عملية غصن الزيتون، ما تسبب بنزوح جزء كبير من سكانها الأصليين الكرد. في المقابل، نزح إلى جنديرس عدد كبير من المهجرين قسرياً من مناطق سيطرة النظام السوري خاصة من ريف دمشق، حمص وحماة، حتى بلغ عدد سكانها حوالي 115 ألف نسمة بحسب تقديرات مجلسها المحلي في العام 2022.

غالبية أبنية البلدة غير مرخصة. إذ أن البلدة تاريخياً كانت نائية لم تحظ بأي اهتمام حكومي أو بلدي. للبلدة مخطط تنظيمي قديم، لم تلتزم أي سلطة بلدية به، كما لم يلتزم أحد بمعايير السلامة الإنشائية للأبنية خلال جميع فترات السيطرة المختلفة. 

بحسب مراسل سيريا ريبورت في المنطقة، يمكن تقسيم بلدة جنديرس إلى ثلاثة أقسام؛ قسم يعود بناؤه إلى ما قبل العام 2011، وقسم إلى فترة سيطرة الوحدات الكردية 2012-2018، وقسم بني خلال فترة السيطرة الحالية للمعارضة وهو الأكبر والأكثر تضرراً. القسمين الثاني والثالث هما في معظم الحالات عبارة عن مناطق توسع عشوائي حول البلدة القديمة. 

العشوائيات التي ظهرت بعد العام 2012، أقيمت على ملكيات زراعية خاصة يملكها سكان المنطقة الأصليين. بعد العام 2018، اشترى نازحون جدد إلى المنطقة بعض تلك الأراضي الزراعية وبنوا عليها أبنية طابقية غير مرخصة، شبه متماثلة. كما استولى بعض النازحين الأخرين على بعض أراضي الغائبين عن المنطقة وقاموا بالبناء عليها بنفس الطريقة. في الحالتين، غالباً ما يتم البناء بالاستعانة ببعض متعهدي البناء المعروفين محلياً باسم معلمي العمار أو نجاري الباطون. وهؤلاء، هم في الغالب من أصحاب الخبرة في البناء، ولكن من غير الحاصلين على تأهيل علمي. 

وإن كان الدمار قد تركز في العشوائيات المبنية بعد العام 2018، إلا أن الأضرار طالت جميع أقسام البلدة. مهندس انشائي في المنطقة قال لمراسل سيريا ريبورت إنه خلال مختلف مراحل السيطرة، لم تقم أي سلطة بلدية أو لجنة هندسية مستقلة، باختبار التربة، أو دراسة ميكانيك التربة. واختبار التربة هو الأداة العلمية التي تساعد على تقييم وتحليل الخصائص الفيزيائية والهندسية للتربة، والتأكد من قدرتها على التحمل في حالة البناء فوقها، وتحديد نوعية الأساسات المناسبة لها لتجنب مخاطر الانهيار، مع الأخذ بعين الاعتبار لعوامل الحماية من الزلازل. 

المهندس الانشائي أشار إلى أن معظم أساسات الأبنية في البلدة لم تكن تصل إلى القشرة الصخرية، ولم يجرِ التأسيس الهندسي المناسب للأبنية في هذه الحالة. كما أن البناء متعدد الطبقات، خاصة في مرحلة سيطرة المعارضة، لم يراعِ الأحمال الزائدة على التربة في ظل غياب التأسيس المناسب لها.  وأضاف المهندس، بأن عدم قيام أي سلطة بلدية، خلال مراحل السيطرة المختلفة، بفرض الترخيص الإجباري للأبنية، بما يراعي اشتراطات الكود العربي السوري لتصميم وتنفيذ المنشآت بالخرسانة المسلحة لتكون مقاومة للزلازل. وكان لذلك أن يحمي الكثير من الأبنية في الانهيار، وبالتالي تقليل عدد الضحايا، والخسائر في الممتلكات.

وكانت نقابة المهندسين الأحرار فرع حلب، قد حاولت منذ العام 2021، فرض وجود جهة فنية مختصة لمراقبة ترخيص وتنفيذ الأبنية في مناطق سيطرة الحكومة السورية المؤقتة، ولكن لم تلق تلك المحاولة استجابة بسبب الفوضى والعشوائية التي تسود قطاع البناء في المنطقة لتلبية الضغط الكبير والحاجة الكبيرة للسكن. 

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-02-14 22:47:062023-02-14 22:47:06جنديرس بريف عفرين: فاتورة الزلزال الأكبر في مناطق المعارضة

آثار الزلزال في مدينة اللاذقية

14-02-2023/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

من أصل 50 مبنى انهارت بشكل كامل في محافظة اللاذقية، تسبب زلزال 6 شباط 2023، بانهيار 16 بناءً في مدينة اللاذقية على الأقل. وظهرت التصدعات في عشرات الأبنية الأخرى. معظم الأبنية المنهارة كانت غير مرخصة في مناطق عشوائية وبالتالي غير مراعية لمعايير الحماية من الزلازل. إلا أن بعض الأبنية المنهارة كانت مرخصة في مناطق منظمة، ما يشير إلى التلاعب بمواد البناء والفساد في تنفيذها.

الرمل الجنوبي 

انهارت عشرة مبانٍ، في عشوائية الرمل الجنوبي جنوبي مدينة اللاذقية، قتل على أثرها حوالى 40 شخصاً. وكل المباني المنهارة كانت طابقية مؤلفة بالحد الأدنى من أربعة طوابق، وأغلبها مسكونة بالكامل. بعض الأبنية المنهارة قديمة شُيدت منذ عشرين عاماً، وأحدثها بني منذ خمسة أعوام. كما ظهرت تصدعات على 30 بناء آخر على الأقل في الرمل الجنوبي، بعضها بات آيل للسقوط بحسب المشاهدات العينية من الخارج، في حين أن بعضها الآخر يحتاج إلى فرق فنية تقوم بالكشف عليها لتحديد سلامتها الانشائية.

والرمل الجنوبي هو مخيم غير رسمي للاجئين الفلسطينيين، يقع على امتداد الواجهة البحرية جنوبي مدينة اللاذقية. تأسس المخيم في الخمسينيات على أرض مستملكة لصالح الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، التابعة لما كان يسمى حينها بوزارة الشؤون المحلية والعمل السورية، على العقار رقم 1140، بالمرسوم رقم 2316. وكان يسكنه حوالي 10 آلاف فلسطيني قبل العام 2011. المخيم عبارة عن عشوائية ذات كثافة سكانية عالية، وأبنية متلاصقة ومحشورة، وليس فيه سوى شارع رئيسي واحد يسمى طريق البحر. ويعاني الحي من الإهمال الخدمي، ويعد واحداً من أفقر أحياء اللاذقية. وتبلغ مساحة المخيم 2.2 هكتار، وقد نشأ على طرفه الشمالي امتداد توسعي عشوائي يُعرفُ باسم الرمل الشمالي. 

المشروع العاشر

وعلى عكس المنطقة العشوائية في الرمل الجنوبي، سقط بناءان في المشروع العاشر وتوسعه، وهي منطقة منظمة تقع ضمن توسعة المخطط التنظيمي لمدينة اللاذقية. البناءان المنهاران مرخصان، ومكونان من خمسة طوابق لكل منهما. ويقع المشروع وتوسعه شمال شرقي مدينة اللاذقية قرب الكورنيش الشرقي. المشروع وتوسعه هما تابعان لقطاع السكن التعاوني، وقد قامت عشرات الجمعيات التعاونية ببناء مشاريع سكنية لأعضائها فيهما، بشكل تدريجي منذ الثمانينيات.

وبالإضافة إلى البنائين المرخصين في المشروع وتوسعه، سقط بناء غير مرخص في منطقة مواجهة لمدخل المشروع، ما تسبب بمقتل عائلة كاملة من سبعة أشخاص.

إحدى اللجان الهندسية التابعة لمحافظة اللاذقية، المشكلة بعد الزلزال، والمكلفة بالكشف على سلامة الأبنية، أخلت خلال الأيام الماضية، سكان 10 أبنية في منطقة المشروع العاشر، لظهور تصدعات فيها، وخطورتها على السلامة الإنشائية للأبنية. أربعة من الأبنية التي ظهرت عليها تصدعات، عمرها حوالي ثلاثة عقود، والبقية أحدث وعمرها لا يتجاوز عشرة أعوام. 

مراسل سيريا ريبورت في المنطقة، نقل عن مصادر أهلية من سكان المشروع، أن الجهات المنفذة لم تلتزم تنفيذ الأبنية وفق مخططاتها الهندسية. وبحسب المخططات، كان يفترض إنشاء جدران قص Shear wall في جميع الطوابق، لمقاومة الأحمال الناتجة عن الحركات الزلزالية. ولكن، عند التنفيذ تم تجاهل تنفيذ تلك الجدران في الطوابق العليا، غالباً لأسباب تتعلق بالفساد وتلاعب الجهات المنفذة بكميات مواد البناء. 

 دمسرخو

وفي مدخل مدينة اللاذقية الشمالي، في منطقة دمسرخو، سقطت ثلاثة أبنية ما تسبب بمقتل حوالي 20 شخصاً. أحد الأبنية المنهارة يقع داخل دمسرخو، واثنان على طوقها الخارجي؛ أحدهما قرب الفرن، والثاني على طريق المتحلق الشمالي. كما تصدعت أيضاً عشرة أبنية في المنطقة على الأقل. 

ورغم أنها تقع ضمن توسعة مخطط اللاذقية التنظيمي، إلا أن دمسرخو تضم بعض العشوائيات. وتسود مخالفات البناء في المنطقة، رغم محاولات محافظة اللاذقية ومجلس مدينتها المتكررة لقمعها. ويعود ذلك بشكل رئيسي بسبب استقواء بعض مرتكبي المخالفات في دمسرخو على المؤسسات الرسمية مستعينين بعلاقاتهم القوية مع أجهزة الأمن والجيش.

 وجميع الأبنية التي تأثرت بالضربة الزلزالية في دمسرخو غير مرخصة، أو مخالفة للترخيص. على سبيل المثال، أحد الأبنية المنهارة هو بناء سكني يضم متجراً كبيراً لبيع الأثاث، وكان ترخيصه الأساسي عبارة عن مبنى من ثلاثة طوابق. لكن، صاحب المبنى أضاف ثلاثة طوابق إضافية عليه. 

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-02-14 22:36:472023-02-14 22:36:47آثار الزلزال في مدينة اللاذقية

اقرأ أيضًا

  • مراكز الإيواء في مدينة اللاذقية
  • ترحيل الأنقاض في مناطق المعارضة
  • خسائر زلزال 6 شباط
  • سكن مؤقت لمتضرري الزلزال
HelpAbout usContact usAdvertise with The Syria ReportTerms & conditions
Copyright © 2022 The Syria Report – all rights reserved. Your use of this website is subject to our legal terms & conditions
Scroll to top

This site uses cookies. By continuing to browse the site, you are agreeing to our use of cookies.

Ok

Cookie and Privacy Settings



How we use cookies

We may request cookies to be set on your device. We use cookies to let us know when you visit our websites, how you interact with us, to enrich your user experience, and to customize your relationship with our website.

Click on the different category headings to find out more. You can also change some of your preferences. Note that blocking some types of cookies may impact your experience on our websites and the services we are able to offer.

Essential Website Cookies

These cookies are strictly necessary to provide you with services available through our website and to use some of its features.

Because these cookies are strictly necessary to deliver the website, refuseing them will have impact how our site functions. You always can block or delete cookies by changing your browser settings and force blocking all cookies on this website. But this will always prompt you to accept/refuse cookies when revisiting our site.

We fully respect if you want to refuse cookies but to avoid asking you again and again kindly allow us to store a cookie for that. You are free to opt out any time or opt in for other cookies to get a better experience. If you refuse cookies we will remove all set cookies in our domain.

We provide you with a list of stored cookies on your computer in our domain so you can check what we stored. Due to security reasons we are not able to show or modify cookies from other domains. You can check these in your browser security settings.

Other external services

We also use different external services like Google Webfonts, Google Maps, and external Video providers. Since these providers may collect personal data like your IP address we allow you to block them here. Please be aware that this might heavily reduce the functionality and appearance of our site. Changes will take effect once you reload the page.

Google Webfont Settings:

Google Map Settings:

Google reCaptcha Settings:

Vimeo and Youtube video embeds:

Privacy Policy

You can read about our cookies and privacy settings in detail on our Privacy Policy Page.