Visit The Syria Report Subscribe to our mailing list
EN ع
  • Twitter
Syria Report
  • All articles
  • News
  • Analysis & Features
  • Reports & Papers
  • Regulations
  • Directory
  • Search
  • Menu Menu
Home1 / جندرة2

Posts

زوجات المناضل وبناته.. بلا سكن

03-10-2023/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

تبقى انتهاكات حقوق السكن الأراضي والممتلكات للنساء، الأكثر شيوعاً في سوريا وتتخذ أشكالاً متعددة. تلك النظرة السلبية لحقوق النساء في السكن الأرض والملكية، تنتشر لدى جميع الطبقات الاجتماعية، مهما كانت خلفياتها الثقافية. حتى أنها، تنتشر كممارسة لدى شريحة من المثقفين، كما يشير النص التالي، وهو قصة حقيقية.

لم يكن رجلاً تقليدياً، على الأقل هذا ما بدا عليه في البداية. إذ كان يلقي على مسامعها محاضرات في الحرية والاشتراكية، وسلطة رأس المال على حياة الأشخاص البسيطين. حتى أنه أقنعها بأنه يدرس في كلية التجارة والاقتصاد بالجامعة، ليحارب المنظومة من الداخل.

كانت صغيرة، لم تتجاوز التاسعة عشرة من عمرها، وكان يكبرها بخمس سنوات. كانت تراه في قريتها كل عطلة نهاية الأسبوع، وفي عطلة الصيف. كانا يلتقيان مع أصدقائهما المشتركين في تجمعات محلية تهدف لتثقيف جيل القرية الجديد.

سنتان من الحب، قررا من بعدها الزواج. بالطبع، لم يوافق أهلها في البداية، لم يكن أحد غيرها مقتنع بأهلية رجل مثله للزواج وبناء أسرة. هو لا يعمل، ولم ينته بعد من دراسته الجامعية، وليس لديه سوى لسان فصيح، لا يصنع الخبز. لكنها لم تقتنع، وأصرت على الزواج به. فعلياً، تزوجته في المحكمة دون حفل أو عرس، وانتقلت للعيش معه في بيت مؤجر في أحد أحياء المدينة الشعبية الفقيرة القريبة من قريتهم.

في سنة الزواج الأولى، اكتشفت غلطها، فالرجل لا يعمل، ولا يدرس، ويقضي وقته في شرب الكحول وإلقاء المحاضرات على أصحابه وأهله حول مسؤولية الإمبريالية عن تفقيره. لا بل كان يضع اللوم على تخلف المجتمع غير المؤهل لتوظيف خبرته وذكائه. الرجل كان عنيفاً، لا يسمح لأحد أن يخالفه الرأي، يشتم ويعنف ويضرب كلما غضب.

بعد السنة الأولى اكتشفت الزوجة أنها حامل، وبدأت تفكر بشكل جديّ بمصير طفل في هذا البيت الذي يفتقر إلى الأساسيات. قرر أهلها مساعدتها، وتكفلا بغرفة الطفل ومصروفه. الأهل حاولا تأمين عمل لصهرهما في مؤسسة الإسكان العسكرية التابعة لوزارة الدفاع. بالفعل توظف الرجل، وبحكم علاقات سوريا مع الاتحاد السوفييتي في نهاية الثمانينيات، تم تكليفه بمهمة في موسكو، وسافر غيبة طويلة.

طيلة فترة غيابه، لم يرسل مالاً لزوجته التي ولدت ابنتها في غيابه. لم يأت للزيارة. كان يرسل رسائل بريدية مقتضبة كل فترة يخبرها فيها عن سوء وضعه المادي، وأنه ربما يتمكن من العودة قريباً. لم تتمكن الزوجة من دفع الأجرة، فطردها صاحب الشقة، مع طفلتها الصغيرة، لتعودا للسكن في منزل والديها القروي.

بعد سنتين من عودتها، وما يقارب 5 رسائل من الزوج، انهار الاتحاد السوفياتي. اضطر الزوج حينها للعودة إلى سوريا. الزوجة المخدوعة، اكتشفت بعد عودته أنه طُرِدَ من عمله منذ زمن طويل، وكان خلال غيبته كان قد تزوّج سيدة روسية وعاش معها.

الزوجة طلبت منه الطلاق، فقبل، بشرط أن يكون من خلال دعوة تفريق تعفيه من جميع مسؤولياته المادية تجاهها وتجاه ابنتها، ومن ذلك عدم مسؤوليته عن تأمين منزل لهما. مقابل ذلك فقط، لن يطالب بحضانة ابنته.

قبلت الزوجة مرغمة، فذهبا إلى المحكمة وأعفته من نفقتها ونفقة ابنتها، وعادت إلى منزل والديها. الزوج تفاخر بطلاقه الحضاري، الذي انهى زواجه، من دون مشاكل وفضائح.

بعد شهور قليلة. قدمت السيدة الروسية التي كان يعيش معها الزوج إلى سوريا، لتعيش معه في منزل أهله في  القرية ذاتها. الجميع توقعوا أن قدوم الزوجة الجديدة الأجنبية سيغيره، وسيدفعه لإيجاد عمل. لكن العطار لا يصلح ما أفسده الدهر. بقي الزوج بلا عمل، وكانا يعيشان من مدخرات الزوجة الروسية. بعد سنتين شارفت مدخرات الزوجة الروسية على النفاذ، بعد ولادة ابنتهما. 

الزوجة الروسية، قررت إعالة عائلتها الجديدة في بلد غريب. ببعض العربية التي تعلمتها، بدأت تعليم الأطفال دروساً في الرسم والموسيقى. الزوجة الروسية كانت تعمل يومياً منذ الصباح وإلى المساء، لتأمين مصروف العائلة. الزوجة كانت تخطط وتجمع من دخلها الصغير مبلغاً لتأمين مصروف ابنتها في الجامعة في روسيا، أو هذا ما اعتقدته. إذ قبل السفر بأيام، اختفت حصيلة عمر الزوجة الروسية المخصصة لدراسة الابنة، من دون معرفة السارق.

الزوجة الروسية أخذت ابنتها وعادت إلى روسيا، وأقامت فترة عند عائلتها حتى تمكنت من إيجاد عمل، واستئجار منزل صغير، وإلحاق ابنتها في إحدى الجامعات بمساعدة جدتها.

الابنة الثانية كبرت أيضاً، وسافرت وتعلمت. بينما لا يزال الأب، في منزل أهله في القرية، يجمع حوله بعض المريدين، يُلقي خطباً في الاشتراكية وخطر الامبريالية والغول الأميركي على حقوق البشر وخياراتها. ما زال بدون عمل، ومن دون بيت، ولم يمنح أياً من زوجتيه أو ابنتيه منها، أي فرصة للسكن في مكان آمن. فهو مناضل، لا يريد لهذه التفاصيل أن تلهيه عن القضية.

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-10-03 12:15:552023-10-04 12:22:17زوجات المناضل وبناته.. بلا سكن

ماذا يخبئ بيت العائلة الكبير من انتهاكات لحق السكن للنساء؟

26-09-2023/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

في الماضي، كان جزء كبير من الفلاحين السوريين يسكن ضمن عائلات كبيرة ممتدة، في مساكن كبيرة عربية. يعود ذلك بشكل رئيسي، إلى ضرورات وحاجات الزراعة. لكن، ومع تطور المجتمعات، وتوسع المدن، غدت الاستقلالية حاجة لكل أسرة. الأم والأب يربيان الأبناء، ويعملان في وظائف لم تعد كثير منها مرتبط بالزراعة. مع الوقت، تراجعت تلك الحاجة للعائلة الكبيرة الممتدة، وللسكن الجماعي التشاركي في البيوت.

لكن، خلال الحرب السورية، وأثرها المهول على العمران والاقتصاد، دفعت الحاجة بالعائلات للتجمع مجدداً في بيوت صغيرة، لتوفير مصاريف السكن، الايجار، واقتسام الضروريات للحياة. عودة هذا الشكل من السكن الجماعي، باتت عبئاً ثقيلاً على العائلات التي اعتادت الاستقلالية، وأجبرت على قبوله على مضض. 

عفراء، سيدة أربعينية، تزوجت سالم بعد قصة حب طويلة قبل الحرب السورية بسنوات قليلة. عفراء وسالم، استأجرا منزلاً صغيراً في مدينة حمص، حيث رزقا بابنتهما. الحياة لم تكن وردية تماماً، إذ تخللتها مشاكل كثيرة مرتبطة بعدم رضا عائلتي عفراء وسالم عن زواجهما لأسباب طائفية ومناطقية. فعفراء سنيّة من حمص، بينما سالم علوي من ريف اللاذقية. العيش بشكل مستقل في مدينة حمص والعمل فيها، كان أمراً مساعداً على تجاوز ضغط العائلتين. لكن ذلك لم يدم طويلاً.

في العام 2019 اضطرت عفراء وزوجها لمغادرة منزلهما، بعدما أصبح أيجاره أمراً غير مقدور عليه. سالم، طلب من والديه، انتقال عائلته معه والسكن معهما في بيتهما الواسع في ريف اللاذقية. لم يتردد الأهل في قبول ذلك، إذ أن سالم ابنهما، وهما يحبان حفيدتيهما ويرحبان بهم. لكن، هذا القرار حول حياة عفراء لجحيم مستمر. إذ بدأت المشاكل بتدخل الجدين في تربية البنات، ماذا تلبسان وكيف تتكلمان وتضحكان، مع من تتحدثان ومن هم أصدقائهم.

 ثم تطور الأمر ليصبح تدخلاً مباشراً بحياة عفراء، ملابسها وطريقة كلامها وعاداتها اليومية. حتى منعوها من استقبال ضيوف في منزلهما لأنهما لا يطيقان “محيطها”، ولم يرحبا بزيارات أهلها إلى منزلهما، وحاولا منعها من الخروج من المنزل لزيارة أهلها. بعد وقت قصير، طالبها حموها، بالتخلي عن وظيفتها. وحين رفضت عفراء ذلك، تصاعدت المشكلة حتى هددها حموها بالطرد من المنزل.

عفراء، تعيش حيرة كبيرة، مخيّرة بين ترك العمل أو ترك المنزل. بينما، يقف سالم حائراً بين مراضاة والده العجوز الذي فتح بيته له ولأسرته، وبين محاولات إقناع عفراء بالرضوخ ريثما يتحسن الوضع ويتمكنوا من الاستقلال مجدداً. تقول عفراء: “لست متأكدة أننا سنتمكن من العيش بمفردنا، خاصة إذا تركت عملي، كيف يمكننا استئجار بيت لنا في ظل هذه الأسعار”.

الخلاف انتقل مؤخراً إلى العلاقة بين عفراء وسالم. وتخشى عفراء أن يصل الأمر إلى الطلاق. حينها، ستضطر إلى العودة مع بناتها إلى منزل والديها، حيث يسكن معهما أيضاً أخوها مع عائلته. 

في قانون الأحوال الشخصية السوري، يحق للزوجة طلب سكن مستقل إذا أثبتت تعرضها للإيذاء في منزل الحموين. و يحق للمرأة طلب الطلاق في حال لم يؤمن لها زوجها مسكناً بشروط محددة: قابل للعيش الكريم، مستقل بذاته، في بيئة مريحة ومحترمة. لكن، المشكلة تتعلق بشكل مباشر بسوء الأوضاع المعاشية في سوريا اليوم. إذ ليس بمقدور سالم تأمين مثل هذا المسكن. وليس بإمكان عفراء، تأمين منزل مستقل لها ولبناتها.

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-09-26 20:11:482023-09-26 20:11:48ماذا يخبئ بيت العائلة الكبير من انتهاكات لحق السكن للنساء؟

لم يدعم أحد ريم في طلاقها فباتت حبيسة منزل زوجها

01-08-2023/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

تزوجت المهندسة ريم منذ 15 عاماً من زميلها على مقاعد الدراسة الجامعية، وعاشا حياة مكافحة في مدينة اللاذقية، لتأمين عيش لائق لهما وأطفالهما. خلال تلك السنين، حرصت ريم وزوجها، على الادخار، وشراء محل تجاري كانت ريم تديره بعد عملها الوظيفي في إحدى المؤسسات الحكومية.

بعد 7 سنوات من زواجهما، ازدهر المحل التجاري، فطلب الزوج من ريم الاستقالة من عملها والتفرغ لإدارة المحل. كان هذا الطلب بداية الخلافات بين ريم وزوجها. فهي رفضت في البداية، لكن زوجها وعائلتها مارسوا عليها ضغطاً اجتماعياً حتى ترضخ. تقول ريم: “كان خطأي منذ البداية أني رضخت لهذا الضغط، كان عمر أطفالي أصغر، وكنت أشعر بالخوف، لكن رضوخي وقتها هو ما أوصلني إلى حالي الآن”.

استقالت ريم من وظيفتها وتفرغت لإدارة المحل ورعاية أطفالها وشؤون المنزل، بينما بقي زوجها في عمله في مكتبه الهندسي الخاص. ومع السنين ازدهرت تجارتها، وتمكنت من توسعة المحل وزيادة عدد العاملين فيه. استطاعت ريم أن تحقق نجاحاً في التجارة رغم عدم علاقته بمجال اختصاصها الدراسي، حتى أصبح دخل المحل وحده كافياً لضمان استقرار الأسرة مادياً. 

ورغم أن ريم أثبتت نفسها بقوة في إدارة عملها الجديد، لكن المشاكل تزايدت بينها وبين زوجها. في السنة الثامنة من الزواج، وبعد مشاجرة كلامية مع زوجها، تعرضت ريم إلى ضرب مبرح، هربت بسببه إلى منزل أهلها. تقول ريم: “لم تمض ساعات على وصولي معنفة ومصابة إلى منزل والدي، حتى تكلم أخي مع زوجي وطلب منه القدوم لأخذي. وحين أتى، طلب منه والدي ببرود، ألا يكرر ما فعله ثانية، وأنه يمكنه تأديبي بطريقة أقل خشونة. كما حرص والدي على تذكيري بأهمية امتصاص الخلافات والمشاكل، لأن قلبه الضعيف لا يحتمل وجود ابنة مطلقة في منزله”.

كان هذا الحادث مؤشراً لريم على عدم حصولها على أي دعم من أهلها ومحيطها في حال فكرت في الطلاق. في الوقت ذاته، سمح موقف العائلة المتراخي بتصاعد العنف من قبل زوج ريم، “الذي بدأ يفقد السيطرة على أعصابه كلما غضب، فيبدأ بإهانتي ثم ضربي بعنف. حاولت ريم مراراً الهروب من عنف زوجها واللجوء إلى أهلها أو أصدقاءها، لكنها كانت تجد نفسها وحيدة، لا أحد يدعمها. تقول: “الكل يخاف من الطلاق، الطلاق جحيم أشد من جحيم العنف في مجتمعنا”.

في السنة العاشرة لزواجها، وبعد تعرضها أحد المرات للضرب المبرح على يد زوجها، حاولت ريم التقدم بدعوى تفريق أمام المحكمة لعلة الضرر. لكن المحكمة رفضت الدعوى، لعدم وجود شهود، رغم أن تقرير الطبيب يؤكد تعرض ريم للإصابة. القاضي رفض الأخذ بالتقرير بحجة أن الإصابة ليست بالضرورة ناتجة عن عنف زوجي. تقول ريم أن زجها تمكن من رشوة القاضي، ودفعه إلى رفض دعوى التفريق، بينما لم يرض أحد من أسرتها أو معارفها أو جيرانها الشهادة لصالحها في المحكمة. فخسرت ريم القضية. 

تزايد شعور ريم بالخوف من زوجها، كما تزايد بالمقابل عنفه تجاهها. فقد منعها من الخروج من المنزل حتى إلى المحل التجاري. ولم تعد تستطيع زيارة أهلها أو أصدقاءها. الزوج رفض تطليقها، وبات يعنفها، ويجبرها على معاشرته. وقد بقيت ريم حبيسة منزلها، تحاول تجنب غضب زوجها بشتى الطرق في محاولة لإيجاد وسيلة للهروب، وحين أصابها اليأس، قررت التواصل مع إحدى المحاميات لمساعدتها.

نصحت المحامية ريم برفع دعوى مخالعة رضائية، تتنازل فيها عن كامل حقوقها من المسكن والنفقة والمهر. وهو ما لم تقبل به ريم، مفضلة البقاء حبيسة منزل زوجها. تقول ريم: “أنا الآن حبيسة منزلي. حين أخبرت أهلي قراري عارضوني وهاجموني، وأصر أبي أنه لن يستقبلني في منزله لا أنا ولا أولادي في حال تم الطلاق”. 

رغم تعديل قانون الأحوال الشخصية السوري في العام 2019، إلا أن أوضاع النساء الاجتماعية والاقتصادية في بعد الطلاق لا تزال مثيرة للجدل. الكلمة العليا للطلاق في سوريا هي للزوج، ولا بنود تضمن حقوق الزوجة المادية في حال طلبت الطلاق. في حالة ريم، التي استثمرت مدخراتها وجهدها لتبني مع زوجها استقرار الأسرة المادي، فقد باتت هي مهددة بخسارة كل شيء بسبب رغبتها بالطلاق.

لا تزال ريم حتى الآن في منزل زوجها، غير قادرة على رفع دعوى المخالعة الرضائية كي لا تخسر مسكنها، حيث لا مكان آخر تلجأ له مع أطفالها. وفي ظل الفساد القائم في سوريا حالياً، تواجه دعاوى التفريق تمييزاً وانحيازاً بحسب الواسطة والرشوة. زوج ريم يهددها دائماً بأنه سيرشو القاضي في حال فكرت برفع دعوى ثانية. كل ذلك، والزوج مدعوم بانحياز مجتمعي، بينما ريم وحيدة، لا دعم عائلي أو مجتمعي لها.

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-08-01 19:23:392023-08-01 19:23:39لم يدعم أحد ريم في طلاقها فباتت حبيسة منزل زوجها

ما الذي ساعد ميادة على الطلاق وعدم السكن في غرفة المقاطيع؟

04-07-2023/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

ميادة من إحدى قرى محافظة السويداء، تزوجت قبل تخرجها من كلية الهندسة في دمشق بفترة قصيرة، لكنها أصرت على إتمام دراستها. تقول ميادة لسيريا ريبورت أن “صوتها الداخلي طالما أشار لها بضرورة التخرج من الجامعة”. وبالفعل، بعد سنة من زواجها أنجبت طفلها الأول، وبعدها تابعت دراستها وتخرجت واستطاعت الحصول على وظيفة في القطاع العام. في السنة الخامسة على زواجها كان ميادة قد رزقت بثلاثة أطفال.

قد تبدو الصورة جميلة، عائلة مثالية، أب وأم وثلاثة أطفال، لكن الحقيقة مختلفة. إذ منذ السنة الأولى لزواجها، شعرت ميادة بحدة الخلافات مع زوجها. فعلياً، لم يكن الزوج عنيفاً، لكنه سريع الغضب وشديد الانفعال. الزوج لم يكن بخيلاً أيضاً، لكنه كان يحسم أي موقف بعبارة: “هذا ما سيحصل لأنني قررت أنه سيحصل”، دون أن يفكر بسماع رأيها.

 تقول: “كان زوجي يرى الحياة من وجهة نظر واحدة، علينا أن نكون جميعاً متشابهين، لدينا نفس الاحتياجات ونفس المشاعر، إذا مرضت أنا أو أحد من اولادي فعلينا ألا نستسلم للمرض، علينا أن ننهض ونمارس حياتنا بشكل طبيعي لأن الضعف عيب، لا حاجة لنا للقيام بتصليحات أو تجديدات في البيت، حتى لو لم نكن مرتاحين، فالغاية من البيت باب يقفل علينا وحيطان تسترنا”.

بعد 15 عاماً من الزواج، كانت ميادة برفقة زوجها وأولادها في زيارة تهنئة بأحد الأعياد. حينها، حصل خلاف بينها وبين زوجها، فانفعل الزوج وأهانها، وعائلتها. تقول ميادة: “في هذا اليوم شعرت بأني لم أعد أحتمل، وبأن علي أن أبتعد”. لم تعد ميادة في ذلك اليوم إلى المنزل، بقيت مع أطفالها الصغار في بيت أهلها، بينما عاد ابنها الكبير مع والده إلى المنزل. 

تقول ميادة: “رغم أن عائلتي كانت شاهدة على الإهانات التي تعرضت لها، والإهانات التي تعرضت العائلة لها، إلا أنها شعرت بالغضب مني عندما علمت برغبتي في الطلاق. لم يساندني أحد من أخوتي، فقط شقيقتي”. 

في العام 2009، رفعت ميادة دعوى تفريق في المحكمة المذهبية للموحدين الدروز في السويداء، بسبب تعذر استكمال الحياة الزوجية. ميادة، كانت محظوظة، وقد حصلت في النهاية على الطلاق. 

وبالطبع، طلب أشقاء ميادة منها أن تعود إلى بيت أهلها، وتسكن غرفة تخصص لها ولأطفالها، تسمى بغرفة المقاطيع. في الأعراف الدرزية، غرفة المقاطيع هي غرفة في منزل، أو شقة صغيرة، تكون محددة في الوصية، لتسكنها وتنتفع منها المرأة غير المتزوجة، أو الأرملةً والمطلقة. في كثير من الأحيان، تعطى النساء حق الانتفاع بهذه الغرفة، في الوصية التي يتركها الآباء أو الأخوة الذكور. في أحيان قليلة تعطى النساء أيضاً حق الرقبة أو الملكية لهذه الغرفة.

لم ترض ميادة بهذا الحل، واستأجرت منزلاً في دمشق لتسكنه مع أولادها. الأخوة الذكور رضوا بتركها وشأنها على مضض، خاصة لأن ابنها الكبير، وعمره حينها كان 14 عاماً، سيعيش معها، وبالتالي سيكون “هناك رجل” يحميها من الناس والجيران والشارع.

المحكمة أقرت لميادة بالنفقة من زوجها، لها ولطفليها الصغيرين، بما مقداره 1000 ليرة سورية شهرياً حينها. تقول ميادة: “من حسن حظي أنني أعمل، وأن طليقي لم يكتف بالنفقة وحاول مساعدتنا أولادي وأنا بشتى السبل. هو الآن متزوج ولديه عائلة اخرى، لكنه حافظ على علاقة طيبة بأولاده”.

تشعر ميادة بالفخر لأنها أصرت على استكمال دراستها والحصول على عمل. ذلك، سمح لها التمسك بقرارها حتى النهاية، وتحمل مسؤولية أطفالها، والسكن في منزل مستقل. هذه المزايا، ليست من نصيب كثير من النساء اللواتي يعشن حالات مماثلة لميادة.

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-07-04 17:57:062023-07-04 17:57:06ما الذي ساعد ميادة على الطلاق وعدم السكن في غرفة المقاطيع؟

شهادة: حرموا سامية من منزلها واستمرت الحياة طبيعية في القرية

14-06-2023/in حقوق السكن والأراضي والممتلكات, في العمق /by Rand Shamaa

سامية، من مواليد ستينات القرن العشرين، هي الابنة السادسة لوالدين فلاحين كانا يعيشان في قرية في جبال طرطوس الساحلية. القرية كانت تسكنها عائلة واحدة، في عدد من البيوت لا يتجاوز أصابع اليدين. أهل المنطقة علويّون، يعملون في الزراعة. في سبعينيات القرن العشرين، أتيح لعدد من حاملي الشهادات الثانوية بينهم، ولاحقاً الجامعية، الحصول على وظائف حكومية في مؤسسات القطاع العام والوزارات، في حين ظلت البقية تعمل بالزراعة.

لا زالت سامية تتذكر رحلتها اليومية إلى مدرسة القرية المجاورة. المنطقة ظلت شبه معزولة في طفولتها؛ لا مواصلات، ولا طرق معبدة. فقط، أسراب من الأطفال بأحذية مهترئة يخوضون في الشتاء بالطين والماء.

 والد سامية آمن بحقها وأخواتها البنات بالتعلم، إلى حدّ ما، وذلك لتأمين مستقبل أفضل لهن. ولكن، بينما سافر الأخوان الكبيران بعد تحصيلهما الشهادة الثانوية إلى مدينة أكبر للدراسة الجامعية، بقيت الأخوات البنات في القرية “بانتظار النصيب” والزواج. ومع الوقت، كل الأخوة الذكور تزوجوا، وانتقلوا من بيت العائلة، وعمروا بيوتاً قريبة سكنوها. الأخوات البنات أيضاً تزوجن، وسكنّ مع أزواجهم في القرية. في حين لم يقبل الأب تزويج سامية قبل أن تنهي دراستها الثانوية، فمرت السنين وبقيت لوحدها معه ومع أمها في المنزل.

وبوساطة من صديق أحد إخوتها، تمكنت سامية من الحصول على عمل في إحدى مؤسسات الدولة في طرطوس. وباتت حياتها على الشكل التالي: امرأة عزباء موظفة، تعتني وتعيل والديها الذين يشيخان ويعجزان عن إعالة نفسيهما، وتربي أبناء أخوتها، وتساعد زوجاتهن في أعمالهن. سامية وأخواتها البنات المتزوجات، ظللن يعملن بالزراعة في أرض العائلة.

تقول سامية إنها راضية عن حياتها، وتتقبلها، وتضيف أنه كانت محظوظة لأن والدها سمح لها بالتعلم ما مكّنها من الحصول على وظيفة تعينها على وحدتها، وهي التي تعيش بين والديها وأبناء أخوتها وبناتهم، ومحاطة بالجيران. جددت سامية منزل العائلة، وبنت مطبخاً حديثاً، واشترت تلفازاً ملوناً، وأضافت غرفة خارجية لاستقبال الأقارب والضيوف. ومرت الأيام رتيبة متشابهة، حملت ألفة وطمأنينة، وازداد عدد البيوت والسكان في القرية.

تقول سامية: “الحياة اليومية تغشي عيوننا عن تفاصيل لا نريد الانتباه لها. والدي بدأ يشيخ، وكثرت أحاديث أخوتي معه على انفراد. لكنني لم أرد الانتباه”.

في بداية الألفينات، بدأت الرتابة في حياة سامية بالتغيّر، إذ أن الوالد الذي شعر بدنو أجله، قرر التنازل عن كل أملاكه لأبنائه الذكور. وكل أملاكه، هي عبارة عن قطعة أرض كبيرة، فيها منزل العائلة، وبيوت الأخوة الذكور المجاورة. الوالد قسّم الأرض وما عليها بين أبنائه الذكور، وتنازل عنها لهم. وبالطبع، لم يكن العرف يقضي بأن يترك شيئاً للبنات، ولا لسامية. تقول سامية: “نحن، وإن كنا الآن نسكن في قرية فيها ما يزيد عن خمس عشرة بيتاً، إلا إننا لا نزال عشيرة كانت تعمل بالزراعة. والنساء في العشائر لا تورّث أرضاً، فالأرض للذكور القادرين على زراعتها وحمايتها وعدم التفريط بها”.

وتكمل: “رغم أنني، وأخواتي البنات، وبناتهن، وبنات أخوتي الذكور، أضعنا عمرنا في هذه الأرض التي لا يتدخل أخوتي الذكور المتعلمين بشؤونها إلا عند تقاسم المحصول، الآخذ بالتناقص سنوياً”. تضيف سامية: “ومع ذلك، الأخوة الذكور هم الأولى بالأرض، لا بأس، فهذا عرف قديم يسري علينا جميعاً، وأنا لا أحتاج الأرض، لكنني أحتاج المنزل”.

تتهكم على الواقع وعلى وضعها، وتقول: “كأية امرأة أصيلة في مجتمعي، لم أفكر، ولم أناقش، فطالما أعيش في ظل أبي، ماذا يمكن أن أحتاج أكثر”. ولكن، “المكتوب ما منه مهروب”، إذ توفي والد سامية مطلع العام 2012، وتوفيت بعده بأشهر قليلة والدتها.

بعد انتهاء العزاء بوالدتهم، وقبل أربعينها، طلب الأخ الكبير من سامية ترك منزل العائلة ليجهزه لتزويج ابنه الكبير. تقول: “هكذا بكل بساطة. لا نقاش. لا جدال. وكمكرمة منه عرض عليّ السكن في غرفة ملحقة بمنزله، كان تستخدم سابقاً للمؤونة”.

رفضت سامية العرض. لن تسكن في غرفة قديمة في منزل أخيها، ولن تترك منزل عائلتها الذي ولدت فيه وأعادت بناؤه، وجددته. “لكني كنت كمن يصرخ في بئر”، كما تقول. طلبت سامية من أخيها تعويضاً مالياً يساعدها على بناء غرفة خاصة بها على أرض والدها. رفض الأخ مستنكراً جرأة الطرح. تقول سامية: ” أذكر لحظة مطالبتي أخوتي بتعويض مالي. عم الصمت حينها الغرفة، وبدا الذهول على وجه أحي الكبير، وكأنه رأى شبحاً. زوج أحد أخواتي، حاول تلطيف الموقف، ولقنني محاضرة حول المرأة الأصيلة الراضية المرضية، وأن أعصابي متعبة بسبب رحيل والديّ، ولهذا أنطق بهذا الجنون”.

في نهاية الاجتماع، أعطى الأخ الكبير، سامية مهلة أسبوعين لمغادرة منزل العائلة.

تقول سامية: في الأيام القليلة التالية، زارني الجميع؛ وتذكروني فجأة، كل العشيرة. الأخوة والأخوات وأولاد وبنات الأعمام والعمات، والأخوال والخالات، والجيران والجارات والأقرباء القريبين والبعيدين. كلهم جاءوا لإصلاح حالي، أنا المرأة التي سمحت لنفسها بمحاصصة اخوتي الذكور في تركتهم. أحد منهم لم يكترث بأن هذه المرأة الوحيدة، فقدت منزلها، وخصوصيتها وأمانها، ومستقبلها.

خسرت سامية المعركة، واضطرت لمغادرة المنزل الذي ولدت فيه وعاشت. المنزل الذي جددته ورممته، وحسّنته وحافظت عليه. خسرت حقها بالدفاع عنه. تقول: “بعد ذلك، مرة أخرى، عادت الحياة رتيبة إلى القرية وكأن شيئاً لم يكن”.

سامية، رفضت العيش في الغرفة الملحقة بمنزل أخيها، وتقدمت بطلب قرض، بضمان وظيفتها، واشترت منزلاً صغيراً في قرية مجاورة. تضيف: “لم أنته من إيفاء أقساطه حتى الآن”.

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-06-14 14:07:332023-06-14 14:07:33شهادة: حرموا سامية من منزلها واستمرت الحياة طبيعية في القرية

مفتاح: الوصية للنساء الدرزيات وغرفة المقاطيع

03-01-2023/in حقوق السكن والأراضي والممتلكات, في العمق /by Rand Shamaa

يبدو الميل المجتمعي لتقليص حقوق المرأة الدرزية من الملكية العقارية الآيلة إليها بالوصية، مُستمدّاً من الأعراف والعادات المتوارثة لا من التعاليم الدينية. 

وفي المذهب الدرزي تُعتبرُ الوصية فرضاً وواجباً على كل مؤمن. المادة 307 من قانون الأحوال الشخصية رقم 59 لعام 1953، منحت الدروز حق تنظيم بعض مسائل الأحوال الشخصية الخاصة بهم، وأقرت بالوصية. ويعني ذلك منح المُوصي الحق في توزيع ماله بالكيفية التي يراها مناسبة.

وبحسب ما قاله لسيريا ريبورت رجل دين درزي، يساوي المذهب الدرزي بين الجنسين، ويحرص على العدل بينهما. وللمرأة نصف أملاك زوجها في حال طلقها برغبةٍ منه من دون وجود مبرر شرعي. ويتوجب في هذه الحالة على الرجل الدرزي أن يُقاسم زوجته في كل ما يملك “حتى في الثوب الذي على بدنه”.

عملياً هذا الأمر لا يجد طريقه للتطبيق دائماً. إذ أن المجتمع الدرزي فلاحيّ في منطقة تعاني أصلاً من تفتت الملكية وصغرها. ويعود ذلك إلى طبيعة الأرض الوعرة والجبلية، بالإضافة إلى قلة الأمطار والاعتماد على الزراعة البعلية، في محافظة السويداء التي يتركز فيها وجود الدروز في سوريا.

لذا، تميل العائلات للحفاظ على ملكيتها الزراعية بتوريثها للذكور فقط. إذ أن توريث الأرض للنساء، بحسب العرف الاجتماعي، يعني التنازل عنها لعائلات أخرى. لذا، في كثير من الحالات، خاصة في الأرياف، يتم تجاهل حقوق النساء الدرزيات في الملكية، بعدم تخصيصهن بالأرض في الوصية. 

الوصية في المذهب الدرزي تنقسم إلى ثلاثة أقسام من منظور حقوق المرأة: الأولى؛ الوصية المانحة، وهي التي تمنح المرأة بموجبها كامل حقوقها بالتساوي مع الرجل بموجب وصية المورث. والثانية؛ وصية الضِرَار، وهي التي يوصي فيها المورث بالتركة للذكور فقط. والثالثة؛ الوصية المقيّدة، وذلك عندما تورث المرأة شيئاً محدداً من التركة، مع تقييد حقها في التصرف به، كأن تمنح حق الانتفاع بعقار من عقارات التركة.

غرفة المقاطيع 

في الأعراف الدرزية، غرفة المقاطيع هي غرفة في منزل، أو شقة صغيرة، تكون محددة في الوصية، لتسكنها وتنتفع منها المرأة غير المتزوجة، أو الأرملةً والمطلقة. في كثير من الأحيان، تعطى النساء حق الانتفاع بهذه الغرفة، في الوصية التي يتركها الآباء أو الأخوة الذكور. في أحيان قليلة تعطى النساء أيضاً حق الرقبة أو الملكية لهذه الغرفة. وغالباً ما توصف غرفة المقاطيع لدى النساء الدرزيات بالمنفى، أو بغرفة انتظار الموت.

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-01-03 17:14:442023-01-03 17:14:44مفتاح: الوصية للنساء الدرزيات وغرفة المقاطيع

اعتقلوها بتهمة التعامل مع إسرائيل.. حتى تتنازل عن ورثتها

06-12-2022/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

اعتقلت إحدى الأجهزة الأمنية السيدة غفران بركة، أرملة مسؤول رفيع سابق، بتهمة التعامل مع اسرائيل. ولكن، يبدو بأن هذه التهمة مفبركة تقف وراها أجهزة الأمن، وقد جاءت بعد خلاف بين الورثة على التركة.

وبركة، 44 عاماً، درزية من أهالي بلدة حضر في ريف القنيطرة، وهي أم لثلاث بنات وابن واحد، من زوجها الراحل زيد حسون، الذي شغل منصب محافظ إدلب ما بين العامين 1984-2000. ولزيد حسون أبناء وبنات من زواج سابق انتهى بالطلاق.

وبدأ النزاع بين الطرفين في العام 2019 مباشرة بعد وفاة الزوج زيد حسون، على التركة المؤلفة من شقتين في مدينة جرمانا بريف دمشق، وشقة في حي المزة الدمشقي، ومطعم، وسيارة، وأراضٍ ومشاريع زراعية في بلدتي بيت جن وحضر بريف دمشق، بحسب ما نقله مصدر مقرب من العائلة لمراسل سيريا ريبورت في المنطقة.

وكان حسون قد أوصى بشقة المزة، والأراضي الزراعية في حضر، إلى زوجته غفران، وأبنائه منها. حسون أوصى ببقية التركة لأبنائه من طليقته. ويبدو أن النزاع يدور على حصة غفران، وهي شقة المزة، العقار الأعلى سعراً في التركة، وكذلك المشروع الزراعي في بلدة حضر الذي يضم 900 دالية عنب.

المادة 307 من قانون الأحوال الشخصية رقم 59 منحت طائفة الدروز حق تنظيم بعض مسائل الأحوال الشخصية الخاصة بهم، وأقرت لهم بالوصية. ويعني ذلك منح الموصي الحق في توزيع ماله بالكيفية التي يراها مناسبة. ويرتبط ذلك عند الدروز بإرادة الشخص أساساً، فله أن يوصي بالميراث لمن يشاء ويحرم من يشاء.

وفعلياً، يجب تثبيت الوصية تمهيداً لتنفيذها. أي أنها لا تصبح نافذةً قانوناً إلا بعد صدور حكمٍ قضائي بذلك. وهنا، يجب على المُوصى لهم، أو أحدهم، رفع دعوى قضائية بطلب تثبيت الوصية أمام المحكمة المذهبية للموحدين الدروز في مركز مدينة السويداء، أو أمام المحكمة المذهبية الثانية في أشرفية صحنايا بريف دمشق.

أبناء حسون من زواجه السابق اعترضوا، بحسب المصدر، على تثبيت الوصية. ويتيح لهم ذلك، إن ردّ القاضي دعوى تثبيت الوصية، تطبيق أحكام الإرث المستمدة من الشريعة الإسلامية. وبالتالي، سيصبح جميع الورثة شركاء في كامل التركة. 

ولا تبدو الأسانيد والدفوع التي قدمها أبناء حسون من زواجه الأول، كافية لدفع القاضي إلى رفض دعوى تثبيت الوصيّة. ولذا، لجأ أبناء حسون من زواجه السابق، إلى مسؤولين في أحد الأجهزة الأمنية بدمشق، ممن تربطهم بهم علاقة جيدة. وتدخل أولئك المسؤولون لتعطيل صدور قرار محكمة النقض المثبّت للوصية. 

وفي هذه الأثناء، عرض أبناء طليقة حسون، على السيدة غفران اعطائها شقة في جرمانا، بدل شقة المزة، لتسوية النزاع. لكن السيدة غفران رفضت ذلك. ومباشرة بعد ذلك، في أيلول 2022، تلقت السيدة غفران استدعاءً من الجهاز الأمني إياه، من دون وجود أي تهمة بحقها.

مطلع تشرين الأول، اتصل وسيط من ذات الجهاز الأمني، مع السيدة غفران، وقال لها إن ابنة زوجها من طليقته، طلبت منه التوسط بينهما لإنهاء النزاع. كما أخبر الوسيط السيدة غفران بأنه سيحل قضيتها مع الجهاز الأمني إن وافقت على لقائه. 

ووافقت السيدة غفران على الاجتماع بالوسيط الأمني نهاية تشرين الأول الماضي بالقرب من مدينة جرمانا بريف دمشق. وبعد اللقاء، اختفت السيدة غفران. وعقب اسبوع، قدّمت ابنتها بلاغاً لدى الشرطة، ضد الوسيط الأمني، وأختها غير الشقيقة، بتهمة خطف والدتها. وليس واضحاً لحد الآن إن كانت الشرطة قد تقدمت بأي خطوة في التحقيق. 

قبل أيام، طلبت عائلة السيدة غفران، من وجهاء ورجال دين وقادة مجموعات مسلحة في السويداء ذات الغالبية الدرزية، التوسط والتدخل لمعرفة مصيرها. وبالفعل، وبعد تدخل الوسطاء، أقرت الاجهزة باعتقال السيدة غفران بتهمة “التخابر مع العدو الإسرائيلي”. ولكن الوسطاء رفضوا التهمة وأكدوا بأن المشكلة تتعلق بخلاف على الميراث، وحذّروا من تصعيد محتمل في حال استمرار الأجهزة في توقيفها بشكل غير قانوني.

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2022-12-06 20:41:312022-12-06 20:41:31اعتقلوها بتهمة التعامل مع إسرائيل.. حتى تتنازل عن ورثتها

نساء أُجبرن على التنازل عن حقوقهن بسبب زواجهن من رجال من طوائف أخرى

22-11-2022/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

كثيراً  ما تتعرض النساء للتميز ضدهنّ في حقوق السكن والأرض والملكية، إذا ما اخترن الزواج من شخص مختلف في الدين أو المذهب. في بعض الحالات تصل الأمور إلى حد الاحتجاز القسري، وتلفيق الاتهامات، وتزوير الأدلة.

وهذا، يبدو واضحاً في قصة مروة، المهندسة التي كانت تعمل في إحدى شركات البناء الكبيرة قبل ثورة العام 2011 في سوريا. مروة سليلة إحدى كبريات عائلات درعا السنّية، وأكثرها نفوذاً وغنى. ولتجنب رفض محتمل من عائلتها، أخفت مروة قضية زواجها من زميلها في الدراسة لأنه علوي. 

لدى مروة 5 أخوات بنات، وأخوان اثنان، وجميعهم من المتعلمين تعليماً جامعياً. توفي والدهم قبل 15 عاماً، ورغم كثرة عدد الورثة، فقد كانت حصة مروة كبيرة من أراض وعقارات.

مروة وزوجها انحازا لثورة العام 2011، ونشطا في العمل الإغاثي. ونتيجة لذلك فقد تعرضا للاعتقال. مروة بقيت في المعتقل لشهرين، وقد تمكنت عائلتها من إطلاق سراحها بعد دفع رشوة كبيرة لضابط رفيع في الأجهزة الأمنية. في حين دام اعتقال زوجها 6 أشهر، وأُلحِقَ من بعدها مباشرة بالخدمة العسكرية الإلزامية.

وبعد إطلاق سراحها اكتشفت العائلة قضية زواج مروة السري. وهنا، بدأت معاناتها الحقيقية، إذ اعتبرت العائلة أن مروة ارتكبت خطأين لا يغتفران، الزواج من شخص علوي، والانخراط في عمل ثوري ليس من اختصاص النساء. العائلة كانت بطبيعة الحال منحازة للثورة، لكنها اعتبرت النشاط السياسي حكراً على الذكور. إذ لطالما ارتبط النشاط السياسي في سوريا بمخاطر كبيرة، ليس أٌقلها الاعتقال السياسي وما قد يتبعه من انتهاكات جسدية، وأحياناً جنسية، وهو الأمر الذي قد ينقلب إلى وصمة عار في حالة النساء. 

العائلة الغاضبة احتجزت مروة بعد إطلاق سراحها في غرفة قديمة كانت تستخدم كحظيرة للحيوانات في منزل العائلة الصيفي. وتجدر الإشارة إلى أن موقف العائلة لم يكن موحداً، بل اصطفت الأم والأخ الأكبر ضد مروة، في حين وقفت الأخوات البنات والأخ الأصغر مناصرين لها. وفي قسمة عائلية كهذه، ساد موقف الأم والأخ الأكبر.

بعد عشرين يوماً من الاحتجاز في الحظيرة، عرض الأخ الأكبر على مروة ما اعتبره صفقة لمسح العار؛ إطلاق سراحها والزواج برجل مناسب هو اختاره لها، مقابل تنازلها عن كل أملاكها. الأخ هدد مروة بأنها إن رفضت العرض، ستبقى حبيسة تلك الحظيرة مدى حياتها، وبأنه سيتصرف بأملاكها كما يريد، شاءت أم أبت. 

مروة وافقت مرغمة على العرض، وقبلت التنازل عن أملاكها بموجب عقود بيع وشراء لأخيها. كما قبلت مروة بالزواج من الشخص “المناسب” الذي اختاره لها أخوها. الزواج هذه المرة، تم وفق عقد زواج عرفي، من دون تسجيله في مديرية الأحوال المدنية (النفوس).

وبعد فترة من التنقل في أماكن مختلفة ضمن محافظة درعا التي كانت تعيش حروباً متنقلة بين المعارضة والنظام، نزحت مروة وزوجها الجديد إلى الأردن، وبعدها تمكنا من اللجوء إلى إحدى الدول الأوروبية. وبمجرد حصولها على الإقامة، انفصلت مروة عن زوجها الجديد، ولكنها لم تتمكن من استعادة أملاكها.

أيضاً، نعرض قصة مماثلة، لعبير، العلوية من ريف اللاذقية، التي تزوجت خلال دراستها في جامعة حلب، من زميلها السنّي، رغم رفض عائلتها. وبضغط من عائلة زوجها المُحافظة وضعت عبير الحجاب، الأمر الذي زاد من موقف والديها السلبي ضد زواجها، إلى حد مقاطعتها حتى وفاتهما. عبير أكملت تعليمها، وأنجبت ثلاثة أولاد. 

خلال المعارك في حلب، كانت خسارة عبير كبيرة جداً؛ قُتِلَ زوجها بانفجار قذيفة، وتعرض منزلها للتدمير بسبب القصف. حينها، قررت عبير العودة إلى اللاذقية، والبدء من الصفر مجدداً، محاولة التواصل مع ذويها، للبحث عن أي دعم ممكن منهم. لكن، رفضت العائلة مساعدتها بشكل مطلق.

الأمر الملفت أن والد عبير، لم يكن قد وزع أملاكه على أبناءه، وبالتالي وبحسب أحكام الإرث في قانون الأحوال الشخصية، يجب أن ترث عبير مثل أخواتها البنات. والميراث كبير ويضم منزلاً وشاليهاً على البحر، وأراض زراعية في قريتهم، وكلها بقيت باسم والدهم، من دون إجراء حصر إرث شرعي. ومع ذلك، رفضت العائلة مجتمعة، حصول عبير على أي شيء، بسبب زواجها من شخص مختلف الدين عنهم. وبالتالي، رفضت العائلة مشاركة “أولاد الحلبي” أملاكهم، على حد وصف عبير في حديثها لمراسلة سيريا ريبورت.

وعندما رفعت عبير دعوى أمام القضاء لإجراء حصر الإرث، وبالتالي تحصيل حقوقها من الميراث، شنّت العائلة حملة ضدها لتشويه سمعتها، واتهموها بالاضطراب العقلي، بل وزورواً توقيعها على عقد بيع لحصتها من الميراث. وحين لم ترضخ عبير، كتبوا تقريراً أمنياً كيدياً ضد ابنها الشاب، ما تسبب باعتقاله شهراً، ما كان كافياً لسحب الدعوى وتنازل عبير عن حقوقها. 

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2022-11-22 20:22:192022-11-22 20:22:19نساء أُجبرن على التنازل عن حقوقهن بسبب زواجهن من رجال من طوائف أخرى

تنازل النساء بالإكراه عن أملاكهن

04-10-2022/in اخبار, حقوق السكن والأراضي والممتلكات /by Rand Shamaa

في بعض الحالات تواجه النساء ما يفوق التهميش لحقوقهن في السكن، الأرض والملكية، إلى حدّ يصل إلى تهديدهنّ نفسياً وجسدياً للتنازل عن ملكياتهن.

مثلاً، عفراء فتاة أربعينية، موظّفة في إحدى المؤسسات التعليمية الحكومية، تعيش في منزل والدها المكون من طابقين تحيط به أرض مساحتها نصف هكتار، في إحدى قرى ريف اللاذقية الشمالي. 

في العام 2012 توفيت والدة عفراء، وبقي والدها أسير الفراش للسنوات العشر التالية مصابا بالشلل النصفي. عفراء، وحدها من بين أخوتها الذكور وأختها المتزوجة، قامت برعاية والدها طيلة فترة مرضه حتى وفاته مؤخراً. 

الأب، وقبل وفاته، وكتعبير عن ردّ الجميل والعرفان، وهب المنزل والأرض حوله، فقط لابنته عفراء، من دون علم بقية الأخوة. أيضاً وهب الأب، بقية أبناءه، باستثناء عفراء، منزلاً كان يملكه في مدينة اللاذقية وأرضاً زراعية.

وعندما عرف بقية الأخوة بما حدث، بمن فيهم الأخت المتزوجة، ثارت ثائرتهم على عفراء، واتهموها بالتلاعب بالأب المريض قبل وفاته، لتستأثر بمنزل القرية. وفجأة، انتقل الأخ الكبير للسكن في منزل القرية مع عفراء، رغماً عنها. وطالبها بالتنازل عن ملكية المنزل، مقابل الاحتفاظ بحق الانتفاع به فقط طيلة حياتها. وعندما رفضت عفراء، قام الأخ باحتجازها في مستودع ضمن المنزل للأدوات الزراعية، ومنعها من الذهاب إلى عملها، وأخذ منها هاتفها الخليوي ومنعها من التواصل مع أحد. خلال احتجازها تعرضت عفراء للضرب المبرح وحُرمت لفترات من الطعام.

غياب عفراء غير المبرر عن العمل أثار قلق زملائها. ورغم محاولتهم السؤال عنها، وزيارة منزلها في القرية، لم يصلوا إلى أي نتيجة مع ادعاء أخيها بعدم معرفة مكانها. وبعد شهر، أبلغ أحد زملاء عفراء الشرطة عن اختفائها، وقدم شكوى بحق الأخ. الشرطة داهمت منزل الأخ في مدينة اللاذقية، ومن ثم منزل القرية حيث وُجِدَت عفراء محتجزة في المستودع وآثار العنف بادية عليها. 

الملفت أن عفراء لم تتقدم بشكوى أمام الشرطة ضد أخوها، من شدة خوفها منه. وبعد ذلك، تنازلت عن ملكية العقار له، مقابل إعطائها الحق بالانتفاع به. تقول عفراء لمراسلة سيريا ريبورت إنها تعرضت للرعب والترهيب، ولم تعد ترغب إلا بالعيش بسلام فقط، مستغنية عن حقوقها. أشارت عفراء إلى أن حقها بملكية العقار كادت تتسبب بخسارتها لحياتها.

أيضاً وفي قصة مشابهة، سامية امرأة أربعينية، من ريف حماة، متزوجة من ضابط في الجيش، ولديهما ثلاث بنات. الزوج، سجّل في العام 2012 المنزل باسم سامية، تحسباً لاحتمال مقتله خلال مجريات القتال، وبالتالي حرصاً منه على أن لا يصبح إخوته في عداد ورثته إذا ما مات. وإذا أصبح الأخوة ورثة، سيصبح لهم حصة في المنزل ينازعون بها زوجته وبناته.

الحرب انتهت في سوريا، والزوج ظل حياً. لكنه، قرر الزواج من امرأة أخرى، بسبب رغبته بالحصول على ولد ذكر. وطلب الزوج من سامية إعادة ملكية المنزل له، وهنا بدأت المشكلة. 

إذ حاول الزوج الضغط على سامية اجتماعياً، وأرسل رجل دين ليقنعها بأن من حق الزوج استعادة ملكية المنزل. وتقول سامية، لمراسلة سيريا ريبورت، بأن زوجها حاز على تأييد وسطهم الاجتماعي، إذ ليس شائعاً أن يمنح الزوج منزلاً لزوجته في منطقتهم. لا بل ضغط عليه كثير من الأقارب لاستعادة ملكه للعقار، والتزوج ثانية، والاسراع بإنجاب طفل ذكر “يحمل اسمه”.  

سامية حاولت إقناع زوجها بأن يبني طابقاً اضافياً فوق المنزل، بشكل مخالف، ويسكن فيه مع زوجته الجديدة، على أن يبقى المنزل الأصلي من حق البنات. الزوج رفض الحل، وتصاعدت حدة الأزمة مع سامية التي تعرضت وبشكل متواصل منذ ذلك الوقت للضرب المبرح، هي والبنات. 

وما زاد مستوى الخوف لدى سامية، أن الزوج الضابط، يحتفظ في غرفة النوم بمجموعة من المسدسات والأسلحة الآلية الرشاشة، والقنابل. وهنا بدأ الكابوس، عندما احتجز الزوج سامية والبنات، في غرفة النوم، وهددهم برمي قنبلة يدوية عليهنّ، بحضور المحامي الذي جلب معه عقد بيع للعقار، يجب على سامية أن توقع عليه. وهذا ما حصل. 

https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2022-10-04 12:49:382022-10-04 12:49:38تنازل النساء بالإكراه عن أملاكهن

اقرأ أيضًا

  • مسابقة لتقديم دراسات تخطيطية وتصميمية لمشروعي السكن الشبابي في إدلب
  • لا سكن بديلاً للحلبيين المتضررين من زلزال شباط
  • توقيف محافظ سابق بسبب مخالفات بناء في اللاذقية
  • في استجابة لكارثة الزلزال نقابة المهندسين السوريين توصي بتعديل كود البناء
HelpAbout usContact usAdvertise with The Syria ReportTerms & conditions
Copyright © 2022 The Syria Report – all rights reserved. Your use of this website is subject to our legal terms & conditions
Scroll to top

This site uses cookies. By continuing to browse the site, you are agreeing to our use of cookies.

Ok

Cookie and Privacy Settings



How we use cookies

We may request cookies to be set on your device. We use cookies to let us know when you visit our websites, how you interact with us, to enrich your user experience, and to customize your relationship with our website.

Click on the different category headings to find out more. You can also change some of your preferences. Note that blocking some types of cookies may impact your experience on our websites and the services we are able to offer.

Essential Website Cookies

These cookies are strictly necessary to provide you with services available through our website and to use some of its features.

Because these cookies are strictly necessary to deliver the website, refuseing them will have impact how our site functions. You always can block or delete cookies by changing your browser settings and force blocking all cookies on this website. But this will always prompt you to accept/refuse cookies when revisiting our site.

We fully respect if you want to refuse cookies but to avoid asking you again and again kindly allow us to store a cookie for that. You are free to opt out any time or opt in for other cookies to get a better experience. If you refuse cookies we will remove all set cookies in our domain.

We provide you with a list of stored cookies on your computer in our domain so you can check what we stored. Due to security reasons we are not able to show or modify cookies from other domains. You can check these in your browser security settings.

Other external services

We also use different external services like Google Webfonts, Google Maps, and external Video providers. Since these providers may collect personal data like your IP address we allow you to block them here. Please be aware that this might heavily reduce the functionality and appearance of our site. Changes will take effect once you reload the page.

Google Webfont Settings:

Google Map Settings:

Google reCaptcha Settings:

Vimeo and Youtube video embeds:

Privacy Policy

You can read about our cookies and privacy settings in detail on our Privacy Policy Page.