لواء الباقر يرفض إخلاء منازل في حلب الشرقية يسكنها نازحو كفريا والفوعة
لم يتمكن عدد من النازحين الذين عادوا مؤخراً إلى حلب الشرقية، من إستعادة منازلهم التي قطنها أثناء غيابهم مهجّرون آخرون من بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب. ويرفض لواء الباقر، المليشيا الموالية للحرس الثوري الإيراني والمسيطرة على بعض أحياء حلب الشرقية، إخلاء تلك المنازل من شاغليها وإعادتها لأصحابها الأصليين.
وقد رفع بعض النازحين من أصحاب المنازل العائدين إلى أحياء المرجة والمعادي والصالحين وباب النيرب والفردوس، دعاوى أمام المحاكم المدنية في مدينة حلب، لإخلاء منازلهم من شاغليها، كما حاولوا التوسط لدى زعيم لواء الباقر خالد المرعي وهو أحد شيوخ قبيلة البكارة، من دون نتيجة.
وكان سكان بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام، وهم من الطائفة الشيعية، قد خضعوا لعملية تهجير كاملة، على مراحل، كانت آخرها في تموز 2018. وكان التهجير تنفيذاً لاتفاق المدن الأربع الذي تم التوصل إليه في نيسان 2017، بين الحرس الثوري الإيراني، وبين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية، في الدوحة بقطر. ونص الاتفاق على إخراج متبادل للسكان المحاصرين في بلدتي مضايا والزبداني في ريف دمشق، وكفريا والفوعة في ريف إدلب.
ويزيد عدد النازحين عن بلدتي كفريا والفوعة عن 40 ألفاً، وقد توزعوا على مركز إيواء للنازحين في مناطق سيطرة النظام. ومن هناك، تكفّل لواء الباقر بنقل حوالي 2000 عائلة منهم إلى مناطق سيطرته في أحياء حلب الشرقية، وأسكنهم منازل الغائبين عن حلب الشرقية.
والمنازل المستولى عليها هي لغائبين عن حلب الشرقية، وهم نوعان؛ النازحون الذين هربوا من مجريات القتال فيها 2012-2016، والمهجرون قسرياً وهم من أنصار المعارضة، ومعظمهم من الطائفة السُنّية، وقد تم تهجيرهم خلال الهجوم الأخير لقوات النظام على حلب الشرقية نهاية العام 2016 إلى مناطق سيطرة المعارضة بريف حلب الشمالي. ومعظم العائدين حالياً إلى حلب الشرقية هم من النازحين عنها، في حين تحتاج عودة المُهجرين قسرياً إلى موافقة أمنية.
وكان لواء الباقر قد رممّ بعض المنازل والشقق المتضررة بفعل مجريات القتال وقصف قوات النظام على المنطقة خلال فترة سيطرة المعارضة المسلحة على حلب الشرقية 2012-2016. وجهز اللواء تلك المنازل لتصبح قابلة للسكن، وأصلح شبكات المياه والكهرباء إليها. كما تولى اللواء فرش تلك المنازل بالأثاث، بإشراف فيلق المدافعين عن حلب، المليشيا الموالية للحرس الثوري الإيراني، بغرض إسكان مُهجّري كفريا والفوعة.
أحد النازحين العائدين إلى حي المرجة، قال لمراسل سيريا ريبورت في المنطقة، بأن عناصر من لواء الباقر منعوه من زيارة منزله الذي تقطنه حالياً عائلة مُهجّرة من بلدة الفوعة. وأضاف أن مجموعة من أصحاب المنازل المستولى عليها، راجعوا قيادة لواء الباقر في حي البللورة، للتوسط لهم بالعودة إلى منازلهم، وإخلائها من شاغليها. ولكن، رفضت قيادة اللواء ذلك. يقول النازح العائد إنه اضطر لاستئجار منزل في نفس الحي الذي يقع فيه منزله المستولى عليه.
نازح عائد إلى أحد أحياء حلب الشرقية، قال لمراسل سيريا ريبورت، إنه تقدم بشكوى للمحكمة التي أصدرت حكماً بإخلاء منزله من شاغليه. ولكن، يضيف النازح بأن الحكم لم ينفذ، وأنه تلقى تهديداً من مجموعة تتبع للواء الباقر بالتصفية الجسدية أو الاعتقال في حال تابع مجريات الدعوى القضائية.
ويُشيعُ مسؤولون من لواء الباقر، بأنه إذا توفرت مساكن بديلة في المستقبل مخصصة لاستيعاب نازحي كفريا والفوعة، فسيتم إعادة المنازل التي يشغلونها حالياً إلى أصحابها الأصليين. ويضيف المسؤولون في اللواء، بحسب مراسل سيريا ريبورت، بأنه في هذه الحال، يتوجب على أصحاب المنازل الأصليين دفع تكاليف تأهيلها وترميمها.
من جانب آخر، قال مصدر في مديرية أوقاف حلب، لمراسل سيريا ريبورت، أن إيران تقوم بتجهيز أبنية سكنية على أملاك وقفية في حي جب الجلبي في حلب الشرقية. وأضاف المصدر أنه سيتم نقل نازحي كفريا والفوعة القاطنين حالياً في أحياء حلب الشرقية، إلى مساكن في تلك الأبنية، بموجب عقود إيجار طويلة الأمد. وأنشأت إيران العديد من المنشآت السكنية في حي جب الجلبي، خلال العامين 2020 و2021. وبالقرب من المنطقة، أنشأت أيضاَ مقراً لقنصليتها في حلب.