منظمة فرنسية تمول إعادة تأهيل قنوات مائية تروي أراضي غائبين مهجرين قسرياً
بعد سنوات من استثمار محافظة حماة أراضي الغائبين من المهجرين قسرياً عبر المزادات العلنية، قامت منظمة غير حكومية أجنبية بتأهيل قناة ري تساهم في استثمار تلك الأراضي.
في نوفمبر 2022، أعلنت الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب في صفحتها الرسمية في فيسبوك، بأن مديرية الري والصرف التابعة لها قد انتهت من إعادة تأهيل أقنية ري خارجة عن الخدمة بسبب ما وصفته بـ”الأعمال الإرهابية”، وكذلك انتهت من تحسين أداء ورفع كفاءة أقنية أخرى وتصريف مياه الينابيع والأمطار تفادياً لطوفان الأراضي الزراعية شتاءً.
والهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب ذات طابع إداري وخدمي مقرها الرئيسي في مدينة السقيلبية بريف حماة، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري وترتبط بوزير الزراعة والإصلاح الزراعي.
ومن المشاريع التي نفذتها مديرية الري والصرف في الهيئة؛ صيانة القناة ج4 في منطقة قلعة المضيق، بغرض تصريف مياه ينابيع باب الطاقة وقلعة المضيق ومنع غرق الأراضي الزراعية شتاءً. وقامت المديرية بإعادة تأهيل 3060 متراً من القناة ج4 بحجم أعمال بيتونية بلغ 1003 متراً مكعباً، وأعمال حديدية بوزن 1470 كيلوغرام، وتعزيل مصارف ترابية بطول 4.1 كيلومتراً. وكذلك، نفذت المديرية مأخذاً مائياً على القناة ج4 بالقرب من جسر الشريعة بطول 60 متراً.
وبحسب مراسل سيريا ريبورت، فإن قناة ج4 من أهم قنوات التصريف المائي في سهل الغاب وتقوم بتصريف مياه ينابيع جبل شحشبو شتاء بما يمنع غرق الأراضي الزراعية. ويمكن استخدام القناة لري المزروعات الصيفية غربي القناة عن طريق تغذيتها بالماء من سد قلعة المضيق وسد العشارنة.
وقالت الهيئة بأن صيانة القناة ج4 في منطقة قلعة المضيق تمت بالتعاون مع منظمة الإعانة الإسلامية الفرنسية. وتُعرّفُ منظمة الإعانة الإسلامية Secours Islamique France “SIF” عن نفسها بأنها منظمة غير حكومية للتضامن الدولي، تأسست سنة 1991، ذات توجه اجتماعي وإنساني، تعمل في مجال العمل الإنساني والتنموي في فرنسا والعالم. وتعمل المنظمة في سوريا منذ العام 2009. في العام 2013 وقّعت المنظمة مذكرة تفاهم مع وزارة التربية السورية لإعادة تأهيل بعض المدارس ومراكز الإيواء، في محافظتي ريف دمشق وديرالزور. وتدعم المنظمة حالياً مشروع إنارة الطرقات في مدينة السقيلبية. وليس للمنظمة نشاط معروف في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا.
الملفت في مشروع صيانة القناة ج4 في منطقة قلعة المضيق، أنه سيساهم في ريّ مشاريع زراعية ضمن منطقة بعض أراضيها تعود لغائبين مهجّرين قسرياً إلى مناطق المعارضة شمال غربي سوريا. وقد طرحت محافظة حماة خلال السنوات الماضية أراضي أولئك الغائبين للاستثمار بالمزادات العلنية التي تمثل تهديداً جدّياً لحقوق السكن، الأرض والملكية. مراسل سيريا ريبورت في المنطقة أشار إلى الأراضي التي تستفيد من القناة، والممتدة من غربي مدينة قلعة المضيق وحتى بلدة الحواش شمالاً، تعود ملكيتها لفلاحين مهجّرين قسرياً غير قادرين على العودة إليها وزراعتها، وقد عرضتها محافظة حماة خلال السنوات الماضية للاستثمار عبر المزادات العلنية.
كما أوضح المراسل بأن قسماً آخر من الأراضي التي ترويها القناة في بلدات الحواش والحمرا والعمقية، تعود أيضاً لغائبين مهجرين قسرياً، ولكن محافظة حماة لم تعرضها في المزادات العلنية للاستثمار. إذ يسيطر على تلك الأراضي ضباط من قوات النظام، ويرفضون إدراجها في المزادات العلنية باعتبارها مناطق عسكرية مقابلة لمناطق سيطرة المعارضة في سهل الغاب. المراسل أشار إلى أن الضباط اعتادوا خلال السنوات الماضية على زراعة تلك الأراضي وحصادها لمنفعتهم الخاصة. المراسل أشار إلى أن أولئك الضباط واجهوا خلال الموسم الزراعي الماضي مشكلة في ري أراضي بلدة الحواش والحمرا، نتيجة تعطل القناة ج4. ولكن، الآن، وبعد إعادة تأهيل القناة، بات ممكناً استجرار الماء منها وري تلك الأراضي وزراعتها.