نازحو حي التمو في الميادين: كأننا لاجئون في مدينتنا!
بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الميادين في ريف ديرالزور الشرقي في العام 2017، استولت ميليشيات عراقية وأفغانية تابعة لفيلق القدس الإيراني، على حي التمو في المدينة، وما زالت تمنع سكانه من العودة.
المصدر: صفحة الميادين اليوم.
الميادين كانت قد خرجت عن سيطرة النظام نهاية العام 2012، وبقيت تحت سيطرة المعارضة حتى منتصف العام 2014 عندما استولى عليها الدولة الإسلامية وحوّلها إلى عاصمة “ولاية الخير” التي تضم معظم محافظة ديرالزور، مفتتحاً فيها محكمة ودواوين رئيسية. في نهاية العام 2017، سيطرت الميليشيات الموالية لإيران على المدينة، وحولتها إلى مركز رئيسي لها شرقي سوريا.
وينتشر في المدينة كل من لواء أبو الفضل العباس ولواء فاطميون ولواء زينبيون وقوات زينب الكبرى، ولكل منها مقرات عسكرية لها، ومواقع مخصصة لسكن عناصرها.
أبو عمر، مدني نازح عن الحي، قال لمراسل سيريا ريبورت في المنطقة، إن وفداً ممثلاً لأهالي الحي مكون من عشرة أشخاص، كان قد قابل نهاية العام الماضي قادة الميليشيات الإيرانية المسيطرة على حي التمو، وطالبهم بالسماح للأهالي بالعودة إلى منازلهم. ولاقى ذلك الطلب رفضاً من قبل قادة الميليشيا، الذين قالوا للوفد عبر مترجم عراقي الجنسية، إنهم “جاؤوا إلى المنطقة لتأدية واجب الجهاد المقدس”، وأنه “يتوجب على الأهالي أن يحتضنوا المجاهدين”.
وأوضح أبو عمر، أنه لم يسمح لأحد من الأهالي بالعودة إلى الحي وتفقد أملاكهم، وقد اضطر قسم من النازحين إلى استئجار منازل في مناطق أخرى في المدينة، أو النزوح إلى مدن أخرى.
وبلغ عدد سكان الحي قبل العام 2017 قرابة 1500 نسمة، بحسب تقديرات محلية غير رسمية. وجميع سكان الحي من السُنّة، وأغلبهم من عشيرة المشاهدة. وفي الحي منازل طابقية كبيرة وواسعة، تحيط بها بساتين الأشجار المثمرة، ما جعله مناسباً لإخفاء تحركات الميليشيات.
ونزح جميع سكان الحي بسبب القصف العشوائي من قبل الطيران الروسي ومدفعية الميليشيات الإيرانية في أيلول 2017. ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن سكان الحي من العودة إليه. يقول محمد، أحد المًهجّرين قسرياً عن الحي، بأنه اضطر لاستئجار منزل في حي مجاور ضمن مدينة الميادين، بمبلغ 50 ألف ليرة سورية شهرياً. وأضاف في حديثه لمراسل سيريا ريبورت: “أشعر وكأنني لاجئ في مدينتي، لا استطيع السكن في منزلي، وأدفع كامل راتبي الشهري تقريباً كإيجار”.
وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت نهاية العام 2020، إن ميليشيات إيرانية صادرت 11 منزلاً في شارع الجيش و9 منازل في شارع الأربعين، وحوّلتها لمقرات لها. كما أن ميليشيا حيدريون العراقية استولت على 10 منازل في الشارع الرئيسي ببلدة محكان التابعة للميادين، لتأمين طريق الحجاج القادمين من العراق وإيران.