هيئة معارضة تتعهد بإعادة عقارات مستولى عليها في مدينة الباب شمالي حلب
في العام 2017، استولت مجموعة مسلحة معارضة على منازل ومزارع لمدنيين في مدينة الباب، بذريعة الضرورات الأمنية والعسكرية. ومنذ ذلك الوقت، لم يتمكن أصحاب تلك العقارات من استعادتها.
ويقود هذه المجموعة المسلحة فادي الصالح الملقب بـ”فادي الديري”، ومعظم عناصرها هم مهجرون قسرياً من حمص وريفها إلى الشمال السوري. نقّلت هذه المجموعة المسلحة ولائها بين فصائل الجيش الوطني المعارض في الشمال السوري.
والمجموعة حالياً معروفة باسم لواء بيازيد المنضوي في فرقة السلطان ملكشاه، إحدى تشكيلات الفيلق الثاني في الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا والذي يسيطر على المنطقة المسماة درع الفرات شمالي حلب. وقبل ذلك، كانت تلك المجموعة منضوية في فرقة السلطان مراد، وانشقت عنها مطلع العام 2020.
في العام 2017 استولت بالغصب هذه المجموعة المسلحة على 25 عقاراً، منها 19 منزلاً و5 مزارع، في مدينة الباب، متذرعة بأن بعضها تعود لأشخاص موالين للنظام، أو لغائبين عن المنطقة. وحولت المجموعة تلك العقارات إلى مقار لها، ورفضت إعادتها لأصحابها متذرعة بأن مواقعها استراتيجية تشرف على مناطق سيطرة قوات النظام.
في 29 أيلول 2022، توصّلت هيئة ثائرون، وهي إحدى مكونات الجيش الوطني المعارض في مدينة الباب، إلى اتفاق مع أصحاب 25 من أصحاب العقارات المستولى عليها، ينص على تسليمهم عقاراتهم خلال مهلة 6 أشهر. ونص الاتفاق على أفضلية هيئة ثائرون في شراء تلك العقارات في حال قرر أصحابها بيعها مستقبلاً. وتم الاتفاق بحضور ممثلين عن مجلس ثوار الباب المعارض، ووجهاء من المدينة. ولم توقع على الاتفاق مجموعة فادي الديري، ولا فرقة السلطان ملكشاه.
وهيئة ثائرون هي تجمّع لبعض فصائل الجيش الوطني، ويهدف لتكوين جسم عسكري موحد في الشمال السوري. وتعمل الهيئة على قضايا متعددة تشغل المعارضة في الشمال السوري ومنها حلّ الخلافات وإعادة الحقوق والدفاع المشترك.
ونص الاتفاق، الذي اطلعت عليه سيريا ريبورت، أيضاً، على أن تتعهد هيئة ثائرون بإعادة المنازل والمزارع لأصحابها، بنهاية مهلة الشهور الستّة، سواء ظلت هيئة ثائرون على اسمها أو حملت اسماً مختلفاً في المستقبل، وسواء كان فادي الديري ضمن صفوف الجيش الوطني أو خارجها. ويشير ذلك إلى مشكلة تتعلق بتغيير مسميات الجماعات المسلحة، وولائها، في الشمال السوري.
وكان أصحاب تلك المنازل والمزارع المستولى عليها قد نظموا مظاهرة في مدينة الباب، في 23 أيلول 2022، مطالبين باستعادة أملاكهم. وقال بعض أصحاب تلك الأملاك، في بيان أصدروه بعد المظاهرة، بأنهم تلقوا تهديدات بالقتل من قبل فادي الديري.
وبحسب مراسل سيريا ريبورت، فقد تلقى أصحاب العقارات مراراً عروضاً من قبل الديري، عبر وسطاء، لبيع عقاراتهم. ويرفض أصحاب العقارات تلك العروض ويصرون على استرجاع أملاكهم.
وسبق أن التجأ أصحاب الحقوق إلى المؤسسة الأمنية التابعة للقيادة العامة للجيش الوطني في مدينة الباب، في العام 2019، خلال فترة انضمام مجموعة الديري إلى فرقة السلطان مراد. وحصل بعضهم من تلك المؤسسة الأمنية على كتاب موجه إلى فرقة السلطان مراد، يطلب منها إخلاء تلك العقارات. وهو ما لم يحدث إذ لم يعد للمؤسسة الأمنية من وجود منذ العام 2020.
كما لم تنفع محاولات أصحاب العقارات توسيط قياديين في الجيش الوطني لحل المشكلة مع مجموعة الديري. قائد الفيلق الثاني محمود الباز، سبق وتعهد في العام 2020، بإعادة الحقوق إلى أصحابها، ولكن من دون نتيجة.