هيئة تحرير الشام تُضيّقُ على الجهاديين المهاجرين في كفريا والفوعة بريف إدلب
تواصل هيئة تحرير الشام، التنظيم الإسلامي الأصولي المسيطر على إدلب، حملة للتضييق على الجهاديين الأجانب بما في ذلك منعهم من السكن في مناطق متعددة بما فيها بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب.
ومنعت هيئة تحرير الشام، جهاديين مهاجرين وعائلاتهم، من الاستئجار والسكن في كفريا والفوعة، أو حتى من الإقامة لدى أقاربهم ومعارفهم في البلدتين. وأخلت الهيئة، خلال آذار الماضي، عشرات المنازل التي يقطنها جهاديون مهاجرون وعائلاتهم في البلدتين، بعدما سبق وأمهلتهم في شباط شهراً واحداً للإخلاء. وأبلغت الهيئة جهاديين مهاجرين آخرين بضرورة الإخلاء بعد عيد الفطر، أي مطلع أيار المقبل. مراسل سيريا ريبورت في المنطقة قال إن الجهاز الأمني في تحرير الشام خصّ مؤخراً جهاديين توانسة ومغاربة بضرورة الإخلاء، والانتقال للسكن في أماكن آخرى لا تشمل مدينة إدلب.
والجهاديون المهاجرون هي صفة تطلق على المقاتلين الأجانب الذين جاؤوا إلى سوريا خلال سنوات الحرب الماضية لنصرة المسلمين فيها، بحسب أقوالهم. وتحاول تحرير الشام اليوم استعادة المنازل التي يقطنها الجهاديون المهاجرون، ووضعها تحت تصرف حكومة الإنقاذ التابعة لها، ويتماشى ذلك مع خطوات مماثلة اتخذتها الهيئة في مدينة إدلب في شباط الماضي.
وفي محاولة للتبرير، أصدرت تحرير الشام بياناً في 19 شباط، قالت فيه أن القسم الأكبر من العقارات المطلوب إخلائها هي ذات ملكية عامة، وبعضها أملاك خاصة يطالب أصحابها باستعادتها.
ولكن، معظم الجهاديين المهاجرين، الذين أبلغتهم الهيئة بضرورة الإخلاء، هم من الذين يطلق عليهم وصف “المستقلين”، بمعنى أنهم لم يعودوا منضوين في أي جماعة مقاتلة، بعدما فككت هيئة تحرير الشام تنظيماتهم الجهادية خلال العامين الماضيين. وعادة ما تركّز الهيئة في عمليات الإخلاء على هؤلاء وأغلبهم من المناهضين للهيئة، بحسب مراسل سيريا ريبورت في المنطقة.
وكان سكان بلدتي الفوعة وكفريا، وأغلبهم من الشيعة، قد خضعوا لعملية تهجير كامل في تموز 2018 تنفيذاً لاتفاق المدن الأربع الذي تم التوصل إليه في نيسان 2017، بين الحرس الثوري الإيراني، وبين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية، في الدوحة بقطر. ونص الاتفاق على إخراج متبادل للسكان المحاصرين في بلدتي مضايا والزبداني في ريف دمشق، وكفريا والفوعة في ريف إدلب.
وبعد تفريغهما من السكان، تقاسمت فصائل معارضة وأخرى إسلامية متطرفة السيطرة على الفوعة وكفريا. واعتبرت الفصائل الإسلامية أملاك المُهجّرين الشيعة غنائم حرب وتقاسمتها، ووزعت بعضها على جهاديين مهاجرين مقاتلين في صفوفها. كما استقطبت بيوت المهجّرين عن كفريا والفوعة، عدداً كبيراً من المُهجرين قسراً من مناطق المعارضة في حمص وريف حماة الشمالي.