هل تصبح الفيحاء أكبر ضواحي دمشق؟
رغم مرور 44 عاماً على استملاك أرضها، فما زال أهالي قرية غربي دمشق، ممنوعين من ترميم بيوتهم، وعلى ما يبدو من دون تعويض خسائرهم.
ورغم مرور 16 عاماً على استحداث مشروع ضاحية الفيحاء السكنية، في الأرض المستملكة من قرية البجاع بين ضاحية قدسيا والصبورة على طريق دمشق – بيروت الدولي. واذا ما تمّ تنفيذها، ستصبح الفيحاء من أكبر ضواحي دمشق. ولكنها، ما زالت مشروعاً لم تكمل منه إلا 80% من بنيته التحتية، بحسب مدير عام المؤسسة العامة للإسكان التابعة لوزارة الأشغال العامة والإسكان، المستملكة للأرض. ولا زال ينتظر الضاحية أربعة أعوام لإنجاز بقية أعمال البنى التحتية، بحسب وزير الإسكان.
هذه التصريحات الرسمية صدرت أثناء زيارة وفد حكومي رسمي لموقع إنشاء الضاحية، قبل أسبوعين، للإطلاع على مجريات الأعمال، بعد الإقبال الشديد المفاجئ على تداول دفاتر الاكتتاب في الضاحية، خلال الفترة الماضية. ويعود ذلك، إلى توجه العديد من المدخرين بالليرة السورية، إلى شراء شقق سكنية “على المخطط”، في مشاريع مناطق سكنية غير مُنجزة، بغرض حماية مدخراتهم من خسارة قيمتها بسبب تراجع قيمة الليرة.
مصادر أشارت لـThe Syria Report إلى تداول دفاتر الاكتتاب بأسعار تفوق تلك الرسمية الثابتة منذ 2017. الاكتتاب كان قد افتتح في تموز 2017 لمدة شهر واحد، وحددت المؤسسة العامة للإسكان حينها سعر المتر الواحد تقديرياً بـ140 ألف ليرة سورية، (بحدود 300 دولار بحسب أسعار العام 2017) على أن تكون الدفعة النقدية الأولى 3 ملايين ليرة، بقسط شهري 40 ألف ليرة سورية. وبعد اقفال باب الاكتتاب، بقيت هذه الأسعار الرسمية ثابتة نسبياً بالليرة السورية. إلا أن حركة تداول دفاتر الاكتتاب نشطت منذ بداية العام 2020، وباتت تُعامل كما الأسهم في البورصة.
المخطط التنظيمي المعدل لضاحية الفيحاء صدر في نيسان 2015، تحت أحكام قانون التخطيط العمراني 5 لعام 1982، لإقامة 372 مقسماً على مساحة 150 هكتاراً. واستحدثت ضاحية الفيحاء السكنية بقرار من رئاسة مجلس الوزراء في العام 2004، وخصصت لصالح “التعاون السكني”، أي لانشاء بناء منظم تنفذه جمعيات تعاونية سكنية. فعلياً، فإن عدداً كبيراً من الجمعيات السكنية التعاونية من دمشق وريفها والقنيطرة، ستقوم بتنفيذ 334 مقسماً، في حين أن للمؤسسة العامة للإسكان 38 مقسماً فقط.
قرية البجاع وحدها، ورغم استملاكها أيضاً من قبل مؤسسة الإسكان، أعفيت من الضمّ إلى المخطط التنظيمي للضاحية، بسبب وقوعها في منطقة تعتبر حرماً للتوتر الكهربائي العالي المار من المنطقة. أي أن القرية جزء من الأرض المستملكة، لكنها ليست جزءاً من مخطط ضاحية الفيحاء التنظيمي. وما زال سكان البجاع يعيشون فيها، رغم منعهم منذ العام 1977 من البناء أو ترميم منازلهم.
المخطط التنظيمي لضاحية الفيحاء يوزع 11 ألف شقة سكنية على 372 مقسماً، منها 205 مقاسم بارتفاع 9 طوابق، و167 مقسماً بارتفاع خمسة طوابق. وبذلك، فستصبح، إن نفّذت، أكبر ضاحية سكنية في دمشق وريفها.
وللمنطقة أهمية أمنية إضافية، فالحدود السورية اللبنانية وطرقها الرئيسية هي منطقة نفوذ لـ”الفرقة الرابعة” التي يقودها شقيق الرئيس والرجل القوي في النظام اللواء ماهر الأسد. وللفرقة الرابعة حصة من المقاسم السكنية باسم “مقاسم الفرقة الرابعة”، تقوم بتنفيذها جمعيات سكنية تابعة للفرقة الرابعة على أطراف المخطط التنظيمي. ومنذ العام 2019، أشارت تقارير إعلامية إلى إقامة قاعدة روسية في محيط قرية البجاع، في مركز تدريب سابق للفرقة الرابعة. وتضم القاعدة الروسية معسكراً لعناصر القوات الخاصة الروسية، وقواعد إطلاق صواريخ ومقر قيادة وسيطرة ومحطات تشويش وتنصت استراتيجية، ومقر صيانة، إضافة إلى عربات دفاع جوي لحماية القاعدة.
مقاسم الفرقة الرابعة على سبيل المثال، غير مرغوبة كسواها من المقاسم، وأدنى بالقيمة التجارية المتداولة، لوقوعها على أطراف المخطط،عدا عن الوجود الأمني للفرقة الرابعة.