هل تستثمر روسيا في مشروع مدينة الديماس؟
زار وفد من موظفي وزارة الإعمار والإسكان والخدمات المجتمعية الروسية، في 20 تشرين الثاني، مدينة جديدة قيد الإنشاء في ريف دمشق الغربي. ورافق الوفد الروسي وفد رسمي سوري من وزارة الأشغال العامة والإسكان، والمؤسسة العامة للإسكان التابعة لها.
صورة مخطط مدينة الديماس التنظيمي، المصدر: وزارة الإسكان
الموقع الذي زاره الوفد الروسي تابع لمشروع السكن الشبابي في مدينة الديماس الجديدة الواقعة على بعد 20 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من مركز مدينة دمشق، ويحده من الشمال الغربي طريق دمشق – بيروت. والمشروع محاط بضواحٍ سكنية، معظمها جديد نسبياً كقرى الأسد والحي الدبلوماسي وتنظيم سهل يعفور.
وزير الأشغال العامة والإسكان السورية، كان قد أكد في زيارة سابقة له في حزيران 2019 إلى موقع المشروع، على قدرة القطاع الإنشائي المحلي على التنفيذ المتكامل لأي مشروع. وكانت مؤسسة الإسكان قد نفت في آذار 2019 أنباءً سابقة عن توقيعها عقداً مع شركة ستروي اكسبرت ميدل ايست Storyexport Middle Eastالروسية، لتنفيذ وحدات سكنية في الديماس، بتقنية التشييد السريع.
إلا أن زيارة الوفد الروسي قد تشير إلى إمكانية دخول استثمارات روسية لإكمال المشروع المتعثر منذ سنوات. معاون وزير الإعمار والإسكان والخدمات المجتمعية الروسية، قال خلال الزيارة: “يمكنهم أن يتعلموا منا كيف يجب أن يبدو مشروع تخطيط المنطقة، وكيف يجب أن تقف المنازل”، بحسب ترجمة تناقلتها مواقع إعلامية موالية.
وتبلغ مساحة مدينة الديماس الجديدة 600 هكتار، تتسع بحسب المخططات لـ350 برجاً سكنياً، تضم 26 ألف وحدة سكنية. ومن تلك الوحدات، 12 ألف وحدة مخصصة للسكن البديل لأصحاب العقارات المستملكة، بحسب تصريحات رسمية سابقة. وليس واضحاً ما المقصود بأصحاب العقارات المستملكة، وإن كان يشمل مناطق استملاكات أخرى غير تلك الواقعة في منطقة الديماس. ولا تتوافر أي معلومات عن عدد الوحدات السكنية المنجزة الخاصة بأصحاب السكن البديل، ولا متى بدأ العمل بها.
كما يضم مشروع مدينة الديماس 14300 وحدة سكنية خاصة بالسكن الشبابي، أنجز منها حتى الآن قرابة 1000 وحدة سكنية فقط. وقد تم انتهاء الاكتتاب على حصة السكن الشبابي في المدينة منذ العام 2004، وكان مخططاً تسليمها منجزة للمكتتبين بعد 12 عاماً، أي في العام 2016. والسكن الشبابي هو واحد من أربعة برامج أطلقتها الحكومة على مراحل منذ العام 2002 تحت عنوان دعم الإسكان الاجتماعي، وهي؛ السكن الشبابي، سكن العاملين في الدولة، الادخار من أجل السكن، برنامج الإسكان الحكومي.
مدير مشروع الديماس السكني محمد العلان، كان قد قال في تصريحات سابقة في العام 2018، إن عدد سكان المدينة الجديدة بحسب المخططات هو 130 ألف نسمة. وأضاف أن الاستملاك تمّ وفقاً للقانون 20 لعام 1983، وأن الاكتتاب قد أتيح لشاغلي المخالفات على أرض المشروع، لإعطائهم سكناً بديلاً. ومنحت المؤسسة العامة للإسكان، التابعة لوزارة الأشغال العامة والإسكان، أصحاب العقارات المستملكة حصصاً سهمية للراغبين في السكن البديل تخولهم الاكتتاب على مساكن ضمن المشروع، كما منحت حق شراء مقاسم ضمن المشروع لغير الراغبين بالسكن البديل.
وجميع العاملين في هذا المشروع لحد الآن، مرتبطين بوزارة الأشغال العامة والإسكان، إذ تدير المؤسسة العامة للإسكان المشروع، بينما تنفذ الأبراج كل من الشركة العامة للبناء والتعمير فرع المنطقة الجنوبية والشركة العامة للطرق والجسور فرع دمشق، أما أعمال البنى التحتية والخدمات هي من تنفيذ مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية، وقد تم التعاقد مع بعض المقاولين من القطاع الخاص للمساهمة بجزء من العمل في هذه الأبراج.
وبررت المؤسسة العامة للإسكان تأخيرها بالتنفيذ لحد الآن، لأسباب منها ارتفاع سعر مواد البناء والمحروقات واليد العاملة وضعف الاعتمادات المالية المرصودة، وحل مشاكل تعثر العقود المبرمة مع المقاولين وسحب البعض منها.