من يستثمر مسامك النازحين عن سهل الغاب؟
مع سيطرة قوات النظام على سهل الغاب في ريف حماة، مطلع العام 2020، تمّ تهجير غالبية السكان إلى مناطق المعارضة في الشمال السوري، ومنهم أصحاب المسامك “مزارع الأسماك”. ويقوم حالياً ضباط في قوات النظام باستثمار بعض تلك المسامك لحسابهم الخاص.
ويتركز انتشار المسامك شمالي بلدة قلعة المضيق، شرقي سهل الغاب، وكانت تتغذى بنظام ريّ خاص من شبكة من الآبار والينابيع، ويتم تفريغ الماء منها في قنوات تصب في نهر العاصي القريب.
بحسب تصريحات رسمية نقلتها صحيفة الوطن شبه الرسمية في أيلول 2021، فإنه بالإضافة إلى سهل الغاب، تنتشر المسامك في مواقع متعددة من محافظة حماة إلى درجة كانت فيها حماة هي الأولى في انتاج الأسماك في سوريا قبل العام 2011. وبحسب الصحيفة، في العام 2011 كان هنالك في سهل الغاب وحده 518 مسمكة (250 أسرية، و153 مرخصة و115 مسمكة غير مرخصة)، تشغل مساحة اجمالية بمقدار 655 هكتاراً. وليس واضحاً ما هي الفروق بين المسامك المرخصة وغير المرخصة. في حين أن المسمكة الأسرية، بحسب مراسل سيريا ريبورت في المنطقة، هي عبارة عن مزرعة أسماك صغيرة تضم أحواضاً متعددة تتراوح مساحة الحوض الواحد منها ما بين هكتار واحد وخمسة هكتارات. وتسمى تلك المسامك بالمزارع الأسرية لأن ملكية الأرض في كل منها تعود لعائلة واحدة من ريف سهل الغاب الشرقي.
في العام 2020، مع تقدم قوات النظام إلى المنطقة، نزح الجزء الأكبر من أصحاب المسامك في سهل الغاب، إلى مناطق سيطرة المعارضة في حلب وإدلب. وبحسب مراسل سيريا ريبورت في المنطقة، فإن ضباطاً من قوات النظام يقومون حالياً باستثمار بضعة مسامك، بعضها أسرية، نزح أصحابها عنها، في بلدتي الحويجة والحمرا. ويقوم الضباط باستثمار تلك المسامك بالتعاون مع تجار السمك في مدينة حماة، مقابل نسبة من الأرباح تصل إلى 50% تقريباً. ويُفضّلُ الضباط استثمار المسامك القريبة من الينابيع بحيث لا يضطرون إلى دفع تكاليف ضخ الماء من الآبار.
وحتى اللحظة، فإن جزءاً كبيراً من المسامك ما زال مهجوراً ومعطلاً. وعدا عن نزوح أصحاب المسامك، فإن عدم القدرة على تشغيل المسامك المهجورة يعود إلى أسباب منها أن أصحاب المسامك نقلوا معهم معدات تربية الأسماك إلى مناطق نزوحهم، بما في ذلك مضخات المياه ومعدات تحضير طعام الأسماك. كما أن نظام الري الخاص الذي كان مصمماً لضح الماء إلى المسامك، بشكل تسلسلي، كان قد تعطل بسبب توقف بعض المسامك عن العمل.