منظمات غير حكومية تتخذ من منازل غائبين مقرات لها في خان شيخون
بعد زلزال 6 شباط 2023 زاد نشاط منظمات غير حكومية، وأخرى دولية، في مناطق سيطرة النظام من محافظة إدلب، لتنفيذ مشاريع تنموية وإغاثية. بعض تلك المنظمات تتخذ من منازل مغيبين من المُهجّرين قسرياً من المنطقة مكاتب لها.
في 3 أيار 2023 افتتحت جمعية آفاق السورية للتنمية مقراً لها في مدينة خان شيخون، بحضور محافظ إدلب وأمين فرع حزب البعث الحاكم. وتتخذ كثير من المنظمات غير الحكومية العاملة في مناطق سيطرة النظام في إدلب، مقرات فيها في مدينة خان شيخون، منذ اعتمدتها السلطات في دمشق مركزا إدارياً لمحافظة إدلب منذ نهاية العام 2021.
بحسب مراسل سيريا ريبورت في المنطقة، فإن مقر جمعية آفاق هو منزل لمُهجّر قسرياً من آل حلوم إلى مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري، ويقع في حي البيرة شرقي خان شيخون. المنزل كان قد تضرر بقصف مدفعي من قوات النظام، ولكن الجمعية عملت على ترميمه.
تقول الجمعية إنها استأجرت المنزل من مالكه، وهذا ما لم تتمكن سيريا ريبورت من تأكيده أو نفيه. ويعود ذلك لأن بعض أفراد عائلة حلوم ما زالوا يقيمون في خان شيخون، وبعضهم منتم لقوات النظام. ويعتبر أولئك الأفراد أنهم أوصياء على جميع منازل وأملاك آل حلوم في خان شيخون، بمن فيهم الغائبين من المهجرين قسرياً. وبالتالي، يتصرف أولئك بملكيات آل حلوم في خان شيخون على أنها ملكية لهم.
على أي حال، حتى لو كان المنزل مستأجراً، فإن أصحاب العقار لا يستطيعون استخدامه بسبب تهجيرهم، ما يمكن اعتباره انتهاكاً لحقوق السكن، الأرض والملكية.
جمعية آفاق كانت قد أشهرت بقرار وزارة الشؤون الاجتماعية رقم 477 في 23 شباط 2023، وتعرف عن نفسها بأنها تعنى بالخدمات الاجتماعية من دعم التعليم وتنفيذ مشاريع تنموية، ودعم الأسر العائدة إلى مناطقها في إدلب. الجمعية رغم حداثة تأسيسها، نفذت مشاريع متعلقة بالدعم النفسي والتنشيطي للأطفال في إدلب، بدعم من صندوق الأمم المتحدة للطفولة UNICEF، بحسب ما قاله رئيس مجلس إدارة الجمعية في لقاء تلفزيوني، نشرته الجمعية في صفحتها في فيسبوك في 14 أيار.
من جانب آخر، أعلن محافظ إدلب، عن افتتاح مستوصف للهلال الأحمر العربي السوري، في مطلع أيار 2023، في مدينة خان شيخون، فيه عيادات نسائية وداخلية وأخرى للأطفال، ويقدّم أدوية مجانية. وهناك أنباء، بأن منظمة انترسوس الإيطالية غير الحكومية، تدعم وتمول افتتاح هذا المستوصف. وهناك مستوصف آخر في خان شيخون، ولكنه يتبع لمديرية صحة إدلب، وقد افتتحته في تموز 2021، ويعاني مراجعوه من سوء الخدمات الطبية المقدمة فيه، وصعوبة الحصول على الأدوية.
مصدر على الأرض قال لمراسل سيريا ريبورت، بأن المستوصف الجديد أقيم في عقار يملكه مهجّر قسرياً من آل مهنا إلى مناطق المعارضة في الشمال السوري. ولم تتمكن سيريا ريبورت من تأكيد هذه المعلومة من مصدر مستقل. وليس واضحاً إن كان الهلال الأحمر أو محافظة إدلب قد استأجروا العقار بشكل رسمي من صاحبه. في كل الأحوال، تمنع الدولة عودة النازحين من مناطق المعارضة، إلا بعد الخضوع لتسوية أمنية والالتحاق بالخدمة العسكرية لمن هم في سن التجنيد. وتمنع الدولة على رعاياها التعامل مع المقيمين في مناطق المعارضة. لذلك ، حتى لو تم دفع الإيجار، فإن قرار استخدام تلك الممتلكات سيكون انتهاكاً لحقوق السكن، الأرض والملكية.
ويقع العقار في الحي الشرقي من مدينة خان شيخون، وهو كان منزلاً وليس مخصصاً ليكون مركزاً صحياً. الحي الشرقي في خان شيخون هي منطقة تكثر فيها المقرات الأمنية والعسكرية، لقوات النظام وأيضاً لحلفائها من الروس والإيرانيين. وقد استولت تلك القوات على كثير من بيوت الحي، بوضع اليد، فيما يسمى غصباً للعقارات.
منظمة انترسوس بدأت العمل في سوريا في العام 2019 ضمن مناطق سيطرة النظام، ولها مكتب في شارع عارف الشهابي بالعاصمة دمشق، وبعض مشاريعها ممولة من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. في 30 أيار، زار رئيس منظمة انترسوس في سوريا بيترو كابوروس، والوفد المرافق له، محافظ إدلب، وتم خلال الزيارة مناقشة الخدمات الحالية التي يتم تقديمها مع الهلال الأحمر في ريف إدلب وبحث توسيع الخدمات بحيث تشمل جميع القطاعات، بحسب ما نشرته صفحة محافظة إدلب في فيسبوك. في 15 آذار الماضي، جال وفد من منظمة انترسوس برئاسة مديرها الإقليمي للشرق الأوسط مارتن روسلوت، برفقة رئيس مجلس إدارة فرع الهلال الأحمر العربي السوري في إدلب، على نقطة توزيع الألبسة الشتوية للعائلات المتضررة من الزلزال في معرة النعمان في إدلب، بالإضافة لزيارة العيادة الطبية في بلدة التمانعة التي باشرت بتقديم خدماتها للأسر العائدة إلى المنطقة والمناطق المجاورة لها.