مناطق النظام في إدلب غير مؤهلة لعودة السكان
في 2 أكتوبر 2023، قال محافظ إدلب ثائر سلهب، لصحيفة الوطن شبه الرسمية، إن عدد القاطنين في مناطق سيطرة حكومة دمشق في إدلب صار نحو 70 ألف شخص.
ولسبب غير مفهوم، ربط المحافظ بين هذا الرقم الكبير، وبين إعادة عشرات النازحين مؤخراً من مراكز إيواء مؤقتة في مدينة حماة، إلى مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان في محافظة إدلب. في العام 2015 افتتحت محافظة حماة 11 مركز إيواء مؤقت لنازحي إدلب إلى مناطق سيطرة النظام في محافظة حماة. ومن تلك المراكز 5 في مدينة حماة، أهمها مدارس ناصح علواني، محمد علي بريدي والثانوية البيطرية، ويسكنها حوالي 100 شخص فقط بحسب مراسل سيريا ريبورت في المنطقة. وهذه هي المراكز التي تم إخلاؤها فقط. في حين أن بقية المراكز في ريف حماة مأهولة يسكنها نازحون مناطقهم الأصلية في إدلب ما زالت تحت سيطرة المعارضة.
مراسل سيريا ريبورت أوضح أنه تم نقل 10 عائلات (بحدود 50 شخصاً) من مراكز الإيواء في مدينة حماة إلى مدينة معرة النعمان، ومثلهم إلى خان شيخون. وجميع أولئك هم أقارب لعناصر قوات النظام والموظفين الحكوميين من مدينتي المعرة وخان شيخون. وتم توزيع أولئك على مساكن تعود ملكيتها لمهجرين قسرياً عن المنطقة، سبق وتولى الهلال الأحمر السوري تأهيلها. أي أن المنازل التي أعطيت لهؤلاء النازحين المعاد توطينهم ليست ملكاً لهم. وليس واضحاً ما هي آلية توزيع المساكن ولا الإطار القانوني الذي تستند إليه، في عملية إعادة توطين النازحين.
من جهة أخرى، يبدو بأن رقم 70 ألف ممن يسكنون حالياً مناطق سيطرة النظام في إدلب مبالغ به، نظراً لأن مدينة خان شيخون وهي المركز المؤقت لمحافظة إدلب، يسكنها حوالي 7 آلاف شخص فقط، وهي المدينة الأكثر سكاناً في مناطق سيطرة النظام في إدلب. وضع بقية المناطق أسوأ بكثير. إذ لا يسكن حالياً مدينة المعرة أكثر من 50 عائلة (250 شخص). والمدينة ما زالت مدمرة إلى حد بعيد، ولم تتم إعادة الخدمات الأساسية لها من شبكات صرف صحي وكهرباء. في المدينة حالياً مدرسة واحدة للتعليم الأساسي، بينما يتوجب على طلاب المراحل التعليمية الإعدادية والثانوية السفر يومياً إلى مدينة خان شيخون على بعد 25 كيلومتراً. حتى أن غالبية المدرسين والموظفين في مدرسة ذات النطاقين للتعليم الأساسي في معرة النعمان، يسكنون في مدينة حماة، وينتقلون يومياً على نفقتهم الخاصة.
ولا تزال الأوضاع الأمنية مضطربة في معرة النعمان، ومع هبوط الظلام، يمنع التجول فيها. وحدها قوات النظام تتمتع بحرية الحركة خاصة في الحي الشمالي والغربي، حيث تنتشر مقرات عسكرية للفرقة 25 مهام خاصة المدعومة من روسيا، والفرقة 11 والحرس الجمهوري من قوات النظام، ومستودعات ذخيرة. في 15 آب الماضي، قُتل أحد سكان المدينة العائد إليها منذ 6 أشهر فقط، على يد عناصر من الفرقة 25، بسبب اعتراضه على عدم تأمين الخبز والمياه في المدينة. وسلّمت جثة القتيل إلى ذويه، وأشار تقرير الطب الشرعي إلى أن الوفاة حدثت بسبب احتشاء في عضلة القلب.
من جهتها، تعمل الأمانة العامة لمحافظة إدلب على تأمين بعض الخدمات الرئيسية في مدينة خان شيخون، وتركز على تعبيد وتأهيل الطرقات مع بقية القرى والبلدات في ريف إدلب الخاضع لسيطرة النظام. في حين أن مناطق سيطرة النظام في إدلب تخلو من المشافي التي يمكن لمرضى الحالات الباردة والمزمنة تلقي الخدمات الطبية، ويضطرون للتداوي في مدينتي حماة وحلب، بينما مرضى السرطان يتداوون في مدينة دمشق.