مفتاح: من يسكن كفريا والفوعة؟
سيطرت فصائل إسلامية معارضة على بلدتي كفريا والفوعة شمالي مدينة إدلب، بعد إخلاء سكانهما الشيعة في تموز 2018، بموجب اتفاق المدن الأربع. ومنذ ذلك الوقت، تشهد البلدتان نزاعات واشتباكات على أحقية السكن في بيوت المُهجّرين، بين المدنيين السُنّة النازحين إليهما، وبين الفصائل المسلحة المسيطرة عليهما. وقد قُسّمت البلدتان إلى قطاعات اختص كل فصيل مسلّح مسيطر بواحد منها.
وتم التوصل لاتفاق المدن الأربع، في نيسان 2017 بوساطة قطرية في الدوحة، بين ممثلين عن هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام من جهة، والحرس الثوري الإيراني من جهة ثانية. ونصّ الاتفاق على إخراج رافضي المصالحة في مضايا والزبداني بريف دمشق إلى الشمال السوري، مقابل إخراج أهالي كفريا والفوعة. وكانت جميع تلك المدن خاضعة للحصار من قبل قوى مختلفة في ذلك الوقت. وشهد الاتفاق محطات متعددة واخفاقات متتالية، وإضافة مناطق جديدة وشروط مختلفة عليه، قبل الانتهاء من تنفيذه في تموز 2018.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على أكثر من نصف المنازل في كفريا، بينما يتقاسم النصف الآخر الحزب الإسلامي التركستاني وأنصار التوحيد. وغالباً ما يسكن تلك المنازل عوائل عناصر الفصائل المسلحة، إذ أعطيت الأولوية في الإسكان للعناصر المتزوجين. بينما تتقاسم السيطرة على بلدة الفوعة المجاورة كل من هيئة تحرير الشام وجيش الأحرار وفيلق الشام وأحرار الشام وتجمع أبناء دمشق. وتسيطر كل قوة منها على قطاع كامل بما فيه من منازل ومحال تجارية.
من جهة ثانية، يقطن أيضاً في البلدتين نازحون مدنيون لا علاقة لهم بالفصائل المسلحة، ويشكلون أكثر من نصف السكان. وأغلب أولئك المدنيين من مُهجّري بلدتي مضايا والزبداني، والغوطة الغربية بشكل عام، والذين تعتبر حاجتهم للسكن في المنطقة أولوية. وغالباً ما لا يدفع أولئك النازحون ايجاراً لأي جهة كانت مقابل سكنهم.
في بعض الحالات، نزح إلى الفوعة وكفريا مدنيون من مناطق أخرى، واستأجروا في قطاعات القوى المسيطرة. ولكن الحاجات السكنية لعناصر تلك القوى غالباً ما تقود إلى مشاكل ونزاعات مع هذه الشريحة من النازحين المدنيين. على سبيل المثال، في أيلول الماضي طلب الحزب الإسلامي التركستاني من أحد النازحين إلى بلدة كفريا بإخلاء بيت يستأجره. مقاتلو الحزب التركستاني هم مهاجرون من المسلمين الإيغور الصينيين. ومعظم أولئك المقاتلين أتوا مع عوائلهم إلى سوريا على مراحل منذ العام 2012، ويتركزون في ريف إدلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي.
وذلك النازح من بلدة اللطامنة بريف حماة، وهو واحد من أصل 15 عائلة نازحة من اللطامنة إلى كفريا. تطور الموقف بعد رفض المُستأجر الإخلاء، ما استدعى تدخل القوة الأمنية في هيئة تحرير الشام المسيطرة على إدلب والمكلّفة بحل النزاعات في منطقتي كفريا والفوعة. الأمنية تدخلت لصالح الحزب التركستاني، واجبرت جميع نازحي اللطامنة على إخلاء المنازل التي يستأجرونها، متذرعة بتوجيه إنذارات سابقة لهم بالإخلاء.
وسبق ذلك إقدام قوة تابعة لأحرار الشام الإسلامية على طرد أرملة من منزل تقطنه في بلدة الفوعة، في أيار 2020. وواجهت تلك القوة محتجين مدنيين على طرد المرأة، بإطلاق الرصاص في الهواء لتفريقهم.