مفتاح: عشوائيات مدينة حماة
تعتبر مدينة حماة وسط سوريا، من أبرز مواطن العشوائيات. ويعود ذلك إلى عقود من الجمود في الحركة العمرانية في المدينة، بسبب قرارات حكومية غير مفهومة، أوقفت عمليات إفراز الأراضي اعتباراً في العام 1975، وعطّلت توسعة المخطط التنظيمي للمدينة.
في العام 1982، دمّرت قوات النظام بعض الأحياء في مركز المدينة؛ الكيلانية والزنبقي وبين الحيرين والشرقية والبارودية، لقمع الانتفاضة المسلحة حينها. وبعد التدمير وضعت الدولة يدها على تلك الأراضي، ومنعت من بقي حياً من السكان من إعادة إعمارها. وقلل ذلك من المساحة المعمورة النظامية في المدينة.
ومع تواصل النمو السكاني، تسبب كل ما سبق، بارتفاع كبير في أسعار العقارات والشقق السكنية داخل المدينة. ودفع ذلك بالسكان للجوء إلى خيارات بديلة، كإشادة مناطق المخالفات الجماعية “عشوائيات” على أطراف المدينة، والتي يسميها الحمويون بالمشاعات.
تلك العشوائيات بالعموم ظهرت ونمت خلال العقود الأربعة الماضية، وتحولت إلى تجمعات سكانية كبيرة تنقصها الخدمات. ومع انطلاق الانتفاضة السورية في العام 2011، شكلّ بعض تلك العشوائيات مراكز تجمّع للمتظاهرين، ومناطق آمنة يلجأ لها المطلوبين أمنياً. ويعود ذلك بسبب تداخل أبنيتها، وعدم انتظامها، وتخوّف القوى الأمنية من دخولها بسبب كثافتها السكانية وامتدادها الجغرافي المفتوح باتجاه الأرياف الحاضنة للثورة.
وكان في مدينة حماة، بضعة عشوائيات كبرى، شهدت مصائر مختلفة خلال السنوات الماضية:
في العام 2012، وبعد إحكام النظام سيطرته على مدينة حماة بالكامل، تمّ هدم كامل عشوائيتي الأربعين ووادي الجوز، لكونهما مناطق مخالفات خارج المخطط التنظيمي. في حين تؤكد مصادر حقوقية لسيريا ريبورت بأن الهدف وراء الهدم كان سياسياً-أمنياً، بسبب ما شكّلته تلك العشوائيات من حاضنة للانتفاضة.
وعشوائية الأربعين شمالي حي الأربعين، امتدت على مسافة 3 كيلومترات على طول مدخل حماة الشمالي، وكانت تعتبر من أكبر عشوائيات المدينة كموطن لحوالي 40000 نسمة سكنوا منازل غير طابقية، تفتقر بشكل شبه كامل للخدمات. العشوائية كانت مبنية على أراض كانت زراعية ذات ملكية خاصة على الشيوع وغير مشمولة بالمخطط التنظيمي. الأمر ذاته ينطبق على عشوائية طريق حلب المعروفة باسم “وادي الجوز” شمالي المدينة مقابل مساكن الضاهرية.
أيضاً، محافظة حماة، قررت في أيلول 2018، وبذريعة المخالفات، هدم كامل حي النقارنة جنوبي مدينة حماة، بما فيه من سكن عشوائي، ومنطقة السكن المنظم التي سبق وأقامتها جمعيات سكنية. واستمر الهدم لأسبوع كامل. وعشوائية النقارنة، كانت قد أقيمت على أراض زراعية تم استملاكها في العام 1983، لصالح الدولة. مجلس مدينة حماة أصدر في العام 2008 المخطط التنظيمي للأراضي المستملكة في النقارنة، ومنح تراخيص بناء لجمعيات سكنية بغرض إنشاء 1724 وحدة سكنية ضمن مساحة 104 هكتارات.
على عكس العشوائيات السابقة، فقد تمّ الإبقاء على عشوائيتي حارة الطبّ والطيار، اللتين تقطنهما غالبية موالية للنظام وفيهما العشرات من منتسبي اللجان الشعبية. وتجاهلت محافظة وبلدية حماة قرارات الهدم وشق الطرق الحيوية فيهما. لا بل إن تلك العشوائيتان شهدتا توسعاً عمرانياً خلال السنوات الماضية.