مفتاح: الوصية للنساء الدرزيات وغرفة المقاطيع
يبدو الميل المجتمعي لتقليص حقوق المرأة الدرزية من الملكية العقارية الآيلة إليها بالوصية، مُستمدّاً من الأعراف والعادات المتوارثة لا من التعاليم الدينية.
وفي المذهب الدرزي تُعتبرُ الوصية فرضاً وواجباً على كل مؤمن. المادة 307 من قانون الأحوال الشخصية رقم 59 لعام 1953، منحت الدروز حق تنظيم بعض مسائل الأحوال الشخصية الخاصة بهم، وأقرت بالوصية. ويعني ذلك منح المُوصي الحق في توزيع ماله بالكيفية التي يراها مناسبة.
وبحسب ما قاله لسيريا ريبورت رجل دين درزي، يساوي المذهب الدرزي بين الجنسين، ويحرص على العدل بينهما. وللمرأة نصف أملاك زوجها في حال طلقها برغبةٍ منه من دون وجود مبرر شرعي. ويتوجب في هذه الحالة على الرجل الدرزي أن يُقاسم زوجته في كل ما يملك “حتى في الثوب الذي على بدنه”.
عملياً هذا الأمر لا يجد طريقه للتطبيق دائماً. إذ أن المجتمع الدرزي فلاحيّ في منطقة تعاني أصلاً من تفتت الملكية وصغرها. ويعود ذلك إلى طبيعة الأرض الوعرة والجبلية، بالإضافة إلى قلة الأمطار والاعتماد على الزراعة البعلية، في محافظة السويداء التي يتركز فيها وجود الدروز في سوريا.
لذا، تميل العائلات للحفاظ على ملكيتها الزراعية بتوريثها للذكور فقط. إذ أن توريث الأرض للنساء، بحسب العرف الاجتماعي، يعني التنازل عنها لعائلات أخرى. لذا، في كثير من الحالات، خاصة في الأرياف، يتم تجاهل حقوق النساء الدرزيات في الملكية، بعدم تخصيصهن بالأرض في الوصية.
الوصية في المذهب الدرزي تنقسم إلى ثلاثة أقسام من منظور حقوق المرأة: الأولى؛ الوصية المانحة، وهي التي تمنح المرأة بموجبها كامل حقوقها بالتساوي مع الرجل بموجب وصية المورث. والثانية؛ وصية الضِرَار، وهي التي يوصي فيها المورث بالتركة للذكور فقط. والثالثة؛ الوصية المقيّدة، وذلك عندما تورث المرأة شيئاً محدداً من التركة، مع تقييد حقها في التصرف به، كأن تمنح حق الانتفاع بعقار من عقارات التركة.
غرفة المقاطيع
في الأعراف الدرزية، غرفة المقاطيع هي غرفة في منزل، أو شقة صغيرة، تكون محددة في الوصية، لتسكنها وتنتفع منها المرأة غير المتزوجة، أو الأرملةً والمطلقة. في كثير من الأحيان، تعطى النساء حق الانتفاع بهذه الغرفة، في الوصية التي يتركها الآباء أو الأخوة الذكور. في أحيان قليلة تعطى النساء أيضاً حق الرقبة أو الملكية لهذه الغرفة. وغالباً ما توصف غرفة المقاطيع لدى النساء الدرزيات بالمنفى، أو بغرفة انتظار الموت.