معرض سيارات الدوير: الاكتتاب بالإكراه
بعد سنتين من وضع حجر الأساسلمدينة معارض السيارات بريف دمشق، صادق رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس، في تشرين الثاني 2020، على العقد المبرم بين محافظة ريف دمشق وبين الشركة العامة للبناء والتعمير التابعة لوزراة الأشغال العامة والإسكان، لتنفيذ أعمال شبكة الطرق في المدينة.
وتقع مدينة معارض السيارات على مسافة 15 كيلومتراً من مركز مدينة دمشق، في الدوير التابعة إداريا لمنطقة دوما. وتعود ملكية الأرض التي ستقام عليها المدينة لمجلس مدينة دوما، وتحاذي طريق دمشق-حلب الدولي M5، وتمتد على مساحة 200 هكتار. والهدف من إقامتها هو تنظيم مهنة تجارة السيارات في محافظتي دمشق وريف دمشق، ومنع مزاولتها خارج مدينة المعارض الجديدة، بحسب التصريحات الرسمية. إذ تعمل محافظتا دمشق وريفها على حصر كل المهن المتعلقة بتجارة السيارات وتصنيعها في مكان واحد.
وكان رئيس الوزراء السابق عماد خميس، قد وضع حجر الأساس لمشروع مدينة المعارض نهاية العام 2018، بعد إحداث إدارة مشتركة بين محافظتي دمشق وريفها لهذه المدينة. ويضم مخطط المدينة مباني إدارية حكومية خاصة بتمليك السيارات، وحلبة تجريب، ومضمار تعليم للقيادة، ومراكز صيانة، وقسم شرطة مرور، ومركز النافذة الواحدة، ومكتب لدائرة النقل.
محافظتا دمشق وريفها اتفقتا أيضاً في العام 2018 على إدارة مشتركة لإعادة تأهيل مدخل دمشق الشمالي، وإزالة مناطق المخالفات فيه، وأيضاً إزالة سوق السيارات القديم في حرستا. وحتى العام 2011 كان السوق الممتد ضمن مدينة حرستا على طريق دمشق-حلب، تحت وصاية وحماية ابن عمة الرئيس ذو الهمة شاليش، الذي يبدو أنه قد فقد نفوذه خلال السنوات الماضية. وقد تعرض السوق للدمار خلال المعارك والقصف أثناء فترة سيطرة المعارضة على المنطقة بين العامين 2013-2018.
وبحسب مراسل سيريا ريبورت في المنطقة، فإن الإدارة المشتركة أجبرت أصحاب المعارض في حرستا على التعهد بعدم المطالبة بأي تعويض، و أن يتوجهوا للاكتتاب في مدينة معارض السيارات بالدوير إذا ما أرادوا مزاولة العمل بتجارة السيارات. كما تم توجيه إنذار لكل أصحاب محال السيارات في المناطق المنذرة بالهدم، على امتداد المدخل الشمالي لدمشق، بضرورة الاكتتاب في مدينة المعارض الجديدة.
ولدفع أصحاب معارض السيارات للاكتتاب في الدوير، شنت محافظتا دمشق وريفها، خلال العامين الماضيين، حملات متكررة على مكاتب بيع السيارات، وأغلقتا العديد منها بالشمع الأحمر. وأبلغتا أصحاب المهن المتعلقة بالسيارات بضرورة الإغلاق الفوري لمحالهم، أو تبديل نشاطهم التجاري أو الصناعي إلى أنشطة لا تتعلق بالسيارات.
مدير مدينة معارض السيارات، كان قد أشار في آب الماضي، إلى أن المخطط التنظيمي للمدينة أنجز وفق قانون التخطيط العمراني رقم 5 لعام 1982 وتعديلاته، وأن أعمال البنية التحتية للمدينة قد بدأت ويجري العمل في المرحلة الأولى على 80 هكتاراً منها. وأضاف إلى أنه تم منح أمر المباشرة بأعمال البنى التحتية من شبكات المياه والصرف الصحي للشركة العامة للبناء والتعمير.
وكانت الإدارة المشتركة لمدينة المعارض قد فتحت أول مرة باب الاكتتاب بين 19 أيار و27 حزيران 2019، ولكنها عادت ومددتها إلى آب 2019، ثم إلى تشرين الأول 2020، ثم إلى نهاية العام 2020. وكانت الإدارة المشتركة قد اضطرت إلى تخفيض سعر المتر المربع من 215 ألف إلى 135 ألف ليرة، بسبب ضعف الإقبال.