معرة النعمان: العودة ليست قريبة!
استولت قوات النظام على بعض الأملاك العامة والخاصة في مدينة معرة النعمان بريف إدلب، وحوّلت بعضها إلى نقاط عسكرية، ما قد يشير إلى تراجع الأمال بعودة قريبة للأهالي إلى المدينة المهجورة.
المصدر: حسابات ناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي
تقع معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب، وهي ثاني أكبر مدنها بعد مدينة إدلب. ويحد المعرة من الشرق طريق M5الدولي حلب-دمشق الذي أعيد افتتاحه في أيار 2020، بناء على التفاهمات الروسية-التركية.
قوات النظام حوّلت مدينة المعرة إلى منطقة عسكرية بعدما سيطرت عليها في أذار 2020 بعد معارك عنيفة مع المعارضة، نتج عنها نزوح جميع الأهالي عنها. ومنذ ذلك الوقت تمنع قوات النظام الأهالي من العودة إلى المدينة، حتى لمن يقيم منهم في مناطق سيطرة الحكومة السورية.
وتقطن في المدينة حالياً أربع عائلات من ذوي مقاتلين في صفوف قوات النظام. وسبق أن بلغ عدد سكان معرة النعمان 90 ألفاً في العام 2010، و60 ألفاً في العام 2019، بحسب تقديرات عضو في مجلسها المحلي السابق تحدث لسيريا ريبورت.
المخابرات الجوية استولت مؤخراً على 15 منزلاً لمدنيين من أبناء المعرة المُهجّرين قسراً إلى مخيمات النزوح شمالي إدلب. وحوّلت الجوية بعض تلك المنازل إلى نقاط لها، وبعضها إلى مراكز مبيت لعناصرها. ومن غير المعروف لماذا اختارت الجوية تلك المنازل تحديداً، إلا أن ما يجمعها هو أنها منازل كبيرة وسليمة لم تتعرض للدمار، وتقع في مناطق استراتيجية ضمن المدينة. كما استولت الفرقة 11 من قوات النظام على كراج خاص لتصليح السيارات وسط المدينة، وحولته إلى مقر لعناصرها، بحسب مراسل سيريا ريبورت في إدلب.
ورغم مرور 6 شهور على سقوطها بيد قوات النظام، فما زالت تتواصل عمليات التعفيش في المعرة لما تبقى من مواد يمكن إعادة تدويرها، على غرار ما يحدث في مدينة سراقب المجاورة. وحالياً تقوم ورشات متعاقدة مع قوات النظام على استخراج الكابلات المعدنية الخاصة بتمديدات شركتي الكهرباء والهاتف.
قوات النظام استولت أيضاً على 6 مبانٍ عامة. الفرقة 25 مهام خاصة مكافحة الإرهاب،حوّلت متحف المعرة الوطني إلى مقر عسكري لها، وكذلك حوّلت بئر الماء التابع للمجلس البلدي شمال غربي المدينة إلى رحبة للدبابات والآليات العسكرية.
وانتشرت صور في وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فيها مجموعة تابعة للفرقة 25 تجري تدريبات عسكرية داخل مدرسة عبدالفتاح قزيز في المعرة. والفرقة 25 كانت تُعرف سابقاً بقوات النمر، ويقودها العميد سهيل الحسن المقرب من القوات الروسية. وفي صورة يعود تاريخها إلى 10 أيلول، تأكد مراسل سيريا ريبورت من صحتها، تظهر المدرسة خالية من الأثاث، وكذلك من دون نوافذ أو أبواب.
وتزامن نشر الصور مع ذكرى اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 أيلول.
كما تم تحويل المشفى الوطني في المعرة إلى نقطة طبية عسكرية، لاستقبال جرحى قوات النظام المنتشرة في محيط إدلب، قبل نقلهم إلى مستشفيات حماه وحلب. واستولت الفرقة التاسعة دبابات على مركز الدفاع المدني، الذي كان سابقاً مقراً لمديرية الزراعة. في حين استولت مليشيا الدفاع الوطني على مبنى شعبة حزب البعث.