مجمع سكني في ريف حلب للنازحين المُعادين من تركيا
وضع وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، في 24 أيار، حجر الأساس لمشروع قرية سكنية قرب بلدة الغندورة بريف منطقة جرابلس، في ريف محافظة حلب الشمالي الشرقي الخاضع لسيطرة الحكومة السورية المؤقتة المدعومة من تركيا. ويأتي ذلك كخطوة تركية ضمن عملية إعادة اللاجئين السوريين من تركيا إلى مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.
الوزير التركي قال: “سيستقر لاجئون سوريون يعيشون في تركيا في المنازل، في اطار العودة الطوعية والتي تحفظ كرامتهم”، وذلك خلال كلمة قصيرة ألقاها أمام حشد من نازحين سوريين وأفراد من قوات الشرطة وفصائل المعارضة السورية المنضوية في الجيش الوطني.
على لوحة إعلانية كبيرة في موقع التدشين، كتب باللغتين العربية والتركية “مشروع العودة الطوعية الآمنة والمشرفة” مرفقة بشعارات هيئة الكوارث والطوارئ التركية آفاد، التي تعمل تحت إشراف وزارة الداخلية التركية، وصندوق قطر للتنمية وجمعية العيش الكريم التركية، بحسب تقرير نشرته وكالة “أ ف ب” الفرنسية.
في حين أوردت وكالة الأنباء القطرية، أن وزير الداخلية التركي، ومدير صندوق قطر للتنمية خليفة الكواري، وضعا حجر الأساس لإنشاء مدينة متكاملة في الشمال السوري تستهدف 50 ألف شخص، وتضم 5 آلاف شقة، ومرافق عامة، ومسجداً ومركزاً تجارياً و3 مدارس ومركزاً صحياً، وأنه سيجرى تطوير البنية التحتية للمدينة عبر إنشاء طرق وحدائق عامة وشبكة كهرباء وخزانات مياه لتوفير سبل العيش الكريم للنازحين واللاجئين السوريين ودعم صمودهم.
الوزير صويلو قال أيضاً خلال التدشين، أنه سيتم بناء 240 ألف منزل في المنطقة، آملاً إنجاز المشروع في غضون ثلاث سنوات. في حين سبق وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أيار 2022، بأن حكومته تعمل على إنشاء ما بين 200 ألف إلى 250 ألف وحدة سكنية، في 13 منطقة ضمن الأراضي السورية، بتمويل من المنظمات الدولية، وذلك لإعادة أكثر من مليون لاجئ سوري من تركيا. ويعيش حوالي 3.7 مليون سوري في تركيا تحت الحماية الدولية.
مصادر سيريا ريبورت في المنطقة، أوضحت بأن مشروع الغندورة يفترض أن يضم 12 ألف شقة فقط، سيتم بنائها على ثلاث مراحل؛ الأولى منها تهدف لبناء 5000 شقة ويفترض أن تنتهي مع نهاية العام 2023. وقد بدأت هذه المرحلة بالفعل، بعد زيارة صويلو إلى المنطقة، وتتضمن أيضا أعمالاً انشائية لتجهيز الأساسات والبنى التحتية وفرش أرضية الموقع.
مسؤول محلي في بلدة الغندورة قال لمراسل سيريا ريبورت، أن المشروع يجري بناؤه على أرض مساحتها 58 هكتاراً، وهي أملاك عامة، كانت سابقاً قبل العام 2012 مطاراً زراعياً. وأضاف المسؤول أن مساحة المطار الزراعي تبلغ 110 هكتاراً، وقد استولى على بعضها قادة في فصائل المعارضة المسلحة منذ سيطرت المنطقة أواخر العام 2012، ويستثمرونها في الزراعة منذ ذلك التاريخ.
أشار المسؤول في مجلس الغندورة المحلي، إلى أن البعض من أولئك القادة قد تبدل أكثر من مرة مع الوقت، بسبب تناوب السيطرة على الأرض من قبل الفصائل. المنطقة برمتها وقعت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ما بين العامين 2014-2017. وبعدما طردت قوات الجيش الوطني، مدعومة من تركيا، داعش من المنطقة، عاد قادة الفصائل للتنازع على الأرض. وقد تمكن المجلس المحلي من استعادة 58 هكتاراً من الأرض، بدعم تركي، وهي المساحة التي خصصها لإقامة مشروع القرية السكنية. وأضاف أن هناك إمكانية لتوسعة المشروع، بحيث يغطي كامل مساحة المطار الزراعي القديم، فور انتهاء العمل الحالي بمراحله الثلاثة.
مسؤول في مجلس جرابلس المحلي، قال لسيريا ريبورت، إن مساحة ومواصفات الشقق السكنية في مشروع القرية غير محدد بعد. وأشار إلى أن السلطات المحلية تعمل على وضع مخططات هندسية جديدة للتجمعات السكنية، وتحديد شروط ومواصفات البناء، ومواد الإكساء. وأكد أن منظمة آفاد هي من سيشرف مباشرة على تنفيذ هذا المشروع.
وسيتم توزيع الشقق عن طريق المجالس المحلية في المنطقة، وهو إجراء جديد تركي، تم فرضه بعد زلزال 6 شباط. ولن يكون بموجب هذا القرار التركي الجديد، للمنظمات والجمعيات التي تبني قرى سكنية، إمكانها توزيع المساكن بنفسها، بل بحسب لوائح موجودة لدى المجالس المحلية. المسؤول في مجلس الغندورة المحلي، أكد أن توزيع المساكن في مشروع بلدة الغندورة سيتم فور تجهيزها، عن طريق مجلس الغندورة المحلي. وأوضح أن المشروع برمته مخصص فقط للاجئين السوريين الراغبين بالعودة من تركيا. المسؤول أكد أن المشروع لن يستقبل نازحين داخلياً.