مجلس مدينة حلب يهدم أبنية للمُهجّرين
لأول مرة منذ سنوات، يهدم مجلس مدينة حلب مباني في أحياء حلب الغربية يقول إنها مخالفة أو آيلة للسقوط. ويبدو أن الحملة تستهدف عقارات يملكها غائبون، معظمهم مُهجّرين قسرياً، إلى مناطق المعارضة خارج مدينة حلب.
وقد هدمت مديرية خدمات منطقة السريان التابعة لمجلس مدينة حلب، مطلع آذار، أكثر من 20 بناءً قالت إنها آيلة للسقوط، في منطقة تجميل الخالدية في مدينة حلب. أيضاً، في آذار 2022، أزالت مديرية خدمات السريان ما وصفته بتجاوزات على الأملاك العامة ومخالفات بناء، وأيضاً أبنية آيلة للسقوط في منطقة بني زيد المجاورة لتجميل الخالدية. ويرفض مجلس مدينة حلب إعطاء رخص ترميم للأبنية المتضررة في تلك الأحياء، ما دفع بعض أصحابها إلى ترميمها من دون ترخيص، ما اعتبره المجلس مخالفات بناء.
ومنطقتا تجميل الخالدية وبني زيد هما جزء من حي الخالدية، أحد أحياء حلب الغربية. وكانت أقسام واسعة من تجميل الخالدية قد تحولت إلى خط اشتباك بين قوات المعارضة والنظام ما بين العامين 2012-2016. وقد تعرضت المنطقة لقصف متبادل ما أدى إلى تدمير واسع النطاق ونزوح السكان بشكل شبه كامل.
وحي الخالدية منطقة عمرانية حديثة نسبياً في حلب أقيمت على هضبة جرداء مرتفعة في منتصف القرن العشرين. وأول من سكن المنطقة كان المُدرس الشيخ محمد طه عنجريني الذي أقام مدرسة فيها في العام 1948. وقد اشترى الشيخ عنجريني الأرض التي أقيمت عليها المدرسة من الخواجة موريس عبجي الذي كان يملك معظم أراضي الهضبة. وسرعان ما توسع العمران حول مدرسة الشيخ عنجريني، ليقصدها ويسكنها أبناء ريف حلب الغربي بسبب قربها من مركز مدينة حلب. في العام 1967 اعتبرت بلدية حلب الخالدية أحد أحياء حلب. وسرعان ما أقيمت لاحقاً بجوار حي الخالدية، أحياء الشهباء القديمة والموكامبو، والليرمون.
وأشار مراسل سيريا ريبورت في المنطقة، إلى إن عمليات الهدم والإزالة لم تستهدف فقط الأبنية المخالفة والآيلة للسقوط، بل طالت أيضاَ أبنية متضررة من المعارك ولكنها غير مهددة بالسقوط. ويملك تلك الأبنية مُهجّرون عن المنطقة محسوبون على المعارضة وغالبيتهم من ريف حلب الغربي. وينقل المراسل عن مصادر أهلية، أن الجزء الأكبر من عمليات الهدم لم يكن بسبب الحرص على السلامة الإنشائية، بقدر ما مثّل إجراءات “انتقامية” من أصحاب تلك الأبنية بسبب موقفهم السياسي. المراسل أشار إلى أن عمليات الهدم قد تمددت أيضاً، من دون ضجة إعلامية، نحو حي الليرمون المجاور للخالدية. وتستهدف الحملة في الليرمون كتلاً عمرانية معظم أصحابها مُهجّرون عن المنطقة.