ماذا سيحدث لأهالي مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين؟
مع التوتر العسكري الذي تشهده مدينة درعا، عاد مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين إلى واجهة الأحداث بسبب موقعه الاستراتيجي بين مناطق سيطرة المعارضة والنظام. وقد استهدفت قوات النظام المخيم القريب من الحدود السورية-الأردنية، خلال الأيام الماضية بالأسلحة المتوسطة، وضيّقت على حركة سكانه. ويخشى سُكان المخيم من عمليات اقتحام قد تقوم بها قوات النظام ينتج عنها تهجير من تبقى منهم.
ويتمتع مخيم درعا بموقع استراتيجي جنوبي مدينة درعا، ويُعتبر صلة وصل بين شطريها؛ درعا البلد الواقعة تحت سيطرة المعارضة، ودرعا المحطة تحت سيطرة النظام. ولا يفصل المخيم عن مركز مدينة درعا سوى مسافة كيلومتر واحد. ويمتد المخيم من حي طريق السد في درعا البلد وصولاً إلى سوق الهال والمدينة الصناعية بالقرب من مركز المدينة.
وقد تم تأسيس المخيم في العام 1950 لإيواء أول موجة لجوء فلسطينية إلى سوريا بعد حرب العام 1948. وأقيم المخيم على الأرض تبلغ مساحتها 4 هكتارات، وتضخمت مساحته مع موجة اللجوء الفلسطينية الثانية في أعقاب حرب حزيران 1967. ووصل عدد سكان المخيم قبل العام 2011، إلى 10.500 لاجئ فلسطيني، وبلغت مساحته 130 هكتاراً، بحسب أرقام وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين “أونوروا”. مصادر أهلية قالت لسيريا ريبروت إن عدد سكان المخيم مطلع العام 2011 بلغ قرابة 15 ألف نسمة، بعد احتساب المقيمين فيه من النازحين السوريين من الجولان المحتل. ويتألف المخيم من ثلاثة أقسام: الشمالي والطارئ والقديم.
وقد تعرض مخيم درعا لدمار شديد، بين العامين 2013- 2018، جراء المعارك بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام، لتنزح عنه غالبية سكانه إلى مخيمات المزيريب واليادودة وجلّين، وأيضاً إلى أحياء درعا المحطة. وفي نهاية العام 2018، عادت 400 عائلة من اللاجئين الفلسطينيين إلى المخيم. مصادر سيريا ريبورت أشارت إلى أن من يقطنون المخيم اليوم أقل من 5 آلاف نسمة فقط.
وتتخوف مصادر أهلية تحدثت لسيريا ريبورت، من استغلال التوتر العسكري الراهن بغرض تهجير من تبقى من سكان المخيم، وذلك بغرض إزالته بالكامل وتنفيذ مخطط تنظيمي جديد له. وكان محافظ درعا السابق، قد كشف في العام 2018، أن المخيم بات ضمن المخطط التنظيمي الجديد لمدينة درعا. وأكد المحافظ حينها أنه “لا نية في الوقت الحالي لإخراج الأهالي القاطنين حالياً في مخيم درعا”، ولكن الأوامر صدرت بأن “يعود أهالي كافة المناطق والبلدات في درعا ما عدا سكان المخيم”.
وأضاف المحافظ أنه “من المقرر أن يعاد بناء المخيم المدمر بنسبة 90%، وفق مخطط تنظيمي حديث يتضمن حدائق عامة وأبراج طابقية”. وأوضح أن “إعادة إعماره مكلفاً على السكان والدولة السورية، لذلك اتخذ قرارٌ بإعادة تنظيم المخيم وبناء مدينة حديثة عوضا عنه”.