قوات النظام والمعارضة تدمر العقارات على خط التماس في تادف بريف حلب
أحرقت قوات النظام وهدمت منازل متاخمة لخط التماس مع فصائل المعارضة في بلدة تادف بريف حلب، وفي المقابل فجّرت فصائل المعارضة منازل ومحال تجارية من جهتها على خط التماس. وبذلك، يعمل الطرفان على تثبيت نقاط التماس وحماية خطوطهم الدفاعية، داخل أحياء البلدة التي شهدت مواجهات عنيفة بينهما مؤخراً.
وكانت فصائل المعارضة قد سيطرت على الجزء الأكبر من تادف في العام 2017 في إطار عملية درع الفرات التي دعمها الجيش التركي، والتي طردت تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف من المنطقة. وفي الوقت ذاته، سيطرت الفرقة 25 مهام خاصة “قوات النمر” من قوات النظام، المدعومة روسياً، على الجزء المتبقي من البلدة. ومنذ ذلك الوقت، والبلدة مقسمة بين الطرفين. القسم الخاضع لسيطرة النظام خالٍ من السكان وفيه كثير من المقرات العسكرية ومخازن الأسلحة لقوات النظام. ومعظم مهجري هذا القسم نزحوا إلى مناطق المعارضة في ريف حلب الشمالي.
مع بداية تموز، بدأت عمليات الهدم تتصاعد في الجزء الخاضع لسيطرة قوات النظام مع وصول المزيد من التعزيزات العسكرية إلى البلدة. وفي المقابل عززت الفصائل من وجودها العسكري وعملت على توسعة مقارها العسكرية وبناء خط دفاعي على أنقاض المنازل المهدّمة بسبب عمليات الهدم والتحصين. وترافق ذلك مع اندلاع مواجهات عسكرية وقصف متبادل بين الطرفين.
وقال مصدر من سكان بلدة تادف، لمراسل سيريا ريبورت، بإن قوات النظام أحرقت وهدمت أكثر من 30 منزلاً ومحلاً تجارياً بالقرب من خطوط التماس، بسبب ما وصفته بـ”دواعٍ عسكرية ضرورية”. ويبدو بأن الهدف من ذلك كان لمنع قوات المعارضة من حفر الأنفاق والقيام بعمليات تسلل ضد مواقع قوات النظام في البلدة. وتتيح عمليات الجرف وهدم العقارات لقوات النظام برصد وحماية خطوطها الدفاعية.
وكانت قوات من الفيلق الثالث المعارض، قد فجّرت في 5 أيلول، منزلاً في البلدة تتحصن فيه قوات النظام. ويُظهرُ مقطع نشرته المعارضة لحظة نسف المبنى، وقالت إنّ قوات من النظام وقنّاصين كانوا يتمركزون بداخله.
مصدر من فصائل المعارضة تحدث لمراسل سيريا ريبورت، وأوضح أن عملية التفجير نفّذتها وحدات الهندسة التابعة للفيلق الثالث، ما تسبب بتدمير المبنى بشكل كامل، وقتل عناصر من قوات النظام بداخله. وأضاف المصدر بأن وحدات الهندسة تمكنت من حفر نفق تحت الأرض وصولاً إلى المبنى، حيث قامت بتفخيخ أساساته ومن ثم تفجيره.
ولطالما اتبعت قوات النظام والمعارضة أساليب حفر الأنفاق، وتفجير الأبنية، أثناء سيطرة المعارضة على أحياء مدينة حلب الشرقية، خاصة في أحياء المدينة القديمة ومحيط قلعة حلب. وشهدت الفترة ما بين العامين 2012 و2016، أكثر من 20 تفجيراً تحت الأرض استهدفت مقار ونقاطاً عسكرية لكلا الطرفين. وتسبب ذلك بزيادة كبيرة بالدمار في قلب المدينة القديمة مقارنة ببقية الأحياء الواقعة على خطوط التماس.
وقامت قوات النظام بتفخيخ وتفجير منشأة تبريد للفواكه والخضار، على أطراف المدينة، مساحتها تزيد عن 2000 متر مربع، لأن صاحبها مُتهم بدعم المعارضة ومقيم في مدينة الباب بريف حلب. الملفت بأن قوات النمر قامت قبل تفجير المنشأة بتفكيك معداتها، وتعفيشها، بما في ذلك الأحجار والحديد، وبيعها.
كما قامت المعارضة بتفخيخ وتفجير مبنى من طابقين، فيه شقق ومحال تجارية، بسبب وقوعه على خط التماس. المبنى كان قد تضرر باشتباكات سابقة، وتبادلت المعارضة والنظام السيطرة عليه أكثر من مرة. وفضلت المعارضة مؤخراً تدميره، بغرض توسيع مجال الرؤية والرصد لخطوط التماس.