قوات النظام تفجر منازل معارضين في طفس بدرعا
بعد التوصل إلى هدنة في 11 تموز، بين قوات النظام ومسلحي المعارضة المتحصنين في بضعة جيوب في مدينة طفس بريف درعا الغربي، فخخت قوات النظام وفجّرت مجموعة منازل تعود لمعارضين في محيط المدينة، في إجراء انتقامي.
قوات النظام بدأت حملة أمنية غربي مدينة درعا، بين بلدات اليادودة والمزيريب وطفس، في 3 تموز. وهذه هي المرة الأولى التي تنجح فيها قوات النظام باقتحام هذه المنطقة، بعد عدة محاولات فاشلة، منذ اتفاق المصالحة في الجنوب منتصف العام 2018. وشهدت الحملة الأخيرة مداهمات لجيوب يتحصن فيها مسلحون من فصائل معارضة لم تصالح النظام جنوبي مدينة طفس. في 11 تموز، توصل الطرفان إلى هدنة، عبر وسطاء من وجهاء درعا، تضمنت اتفاقاً على سحب قوات النظام من محيط طفس، والتهجير القسري لمجموعة من المطلوبين لقوات النظام منهم بعض أفراد آل الزعبي من أهالي المدينة.
مراسل سيريا ريبورت قال إن قوات النظام فخخت وفجرت في 12 تموز، منزل القائد السابق لكتيبة في فرقة فجر الإسلام المعارضة خلدون الزعبي. في آب 2022 قُتِلَ خلدون على حاجز لقوات النظام، بعد خروجه من اجتماع مع قادة في الأمن العسكري بغرض حل الأزمة في طفس. وسبق أن قتلت قوات النظام خلال سنوات الحرب 5 من إخوة خلدون.
منزل خلدون، كان خالياً وقت تفجيره. إذ نزح سكانه، وهم عائلة خلدون المكونة من 8 أشخاص بينهم 4 أطفال، بعدما اقتربت الاشتباكات منهم، ولجأوا إلى منزل أحد الأقارب في مدينة طفس. والمنزل هو عبارة عن بيت عربي، فيه قبو وطابق أرضي، ومساحته الإجمالية حوالي 500 متر مربع، مشاد في مزرعة مساحتها حوالي 20 دونماً.
كما فجرت قوات النظام بيتاً عربياً مجاوراً، لأحد أخوة خلدون الزعبي، مساحته 125 متراً مربعاً، ومشاد ضمن مزرعة تزيد مساحتها على 5 دونمات. العائلة التي كانت تقطن المنزل اضطرت للنزوح عنه قبل أيام مع اقتراب الاشتباكات من المنطقة. والعائلة مكونة من 6 أفراد وهي مُهجّرة من منطقة اللجاة شمالي درعا، سبق لقوات النظام أن هدمت منزلها وجرفته في العام 2018. حينها فجّرت قوات النظام عدداً من المنازل في اللجاة، بالتنسيق مع قوات موالية للحرس الثوري الإيراني التي اتخذت من المنطقة مواقعاً لقواتها.
مصادر من عائلة الزعبي، قالت لمراسل سيريا ريبورت، إن تفجير قوات النظام لمنزلي خلدون وشقيقه، هو إجراء انتقامي بسبب احتفاظ المجموعة التي كان يقودها خلدون بسلاحها ورفضها المصالحة.
كما أقدمت قوات النظام على تفجير مبنى حكومي في طفس، تابع للمديرية العامة للري في محافظة درعا، يعود تأسيسه إلى حقبة الوحدة بين سوريا ومصر، نهاية خمسينات القرن الماضي. المبنى مؤلف من 3 غرف، ومساحته 150 متراً مربعاً، مشاد على أرض مساحتها 4 دونمات، يحيط بها سور اسمنتي. وقد سبق وتمركزت في المبنى مجموعة معارضة يقودها محمد قاسم الصبيحي، أبرز المطلوبين لقوات النظام في طفس. ويتهم النظام الصبيحي بالانتساب لتنظيم الدولة الإسلامية. مراسل سيريا ريبورت قال نقلاً عن مصادر أهلية بأن قوات النظام فجّرت هذا المبنى بغرض منع مجموعة الصبيحي فيه من العودة إليه.
وتقع الأبنية الثلاثة التي تم تفجيرها في منطقة معروفة محلياً باسم صمخ بين بلدات المزيريب واليادودة وطفس. وتقسم صمخ إلى جزئين؛ جنوبي وشمالي يفصل بينها طريق المزيريب-طفس. الجزء الواقع جنوبي الطريق غير منظم، ويعتبر ضمن منطقة الحماية لمخطط مدينة درعا التنظيمي، وفيه تقع الأبنية الثلاثة. الجزء الشمالي منظم ويقع ضمن مخطط مدينة درعا التنظيمي.
مصادر سيريا ريبورت من مدينة طفس، قالت بأن قوات النظام كانت قد استهدفت في 10 تموز، منزل أحد أفراد آل الزعبي، داخل مدينة طفس، بقصف جوي من طائرة مسيرة، ما أسفر عن أضرار مادية في المبنى المؤلف من طابقين، وتسكنه عائلة مكونة من 9 أفراد. وسبق لقوات النظام أن استهدفت منزل والد خلدون الزعبي، مطلع العام الجاري، بقصف جوي من طائرة مسيرة، من دون وقوع أضرار كبيرة. المنزل مؤلف من طابقين، ويسكنه أكثر من 15 شخصاً بينهم أطفال ونساء.
صباح الأحد 16 تموز، وقبل انسحابها على أثر اتفاق الهدنة، فجرت قوات النظام ثلاثة منازل في منطقة صمخ. مراسل سيريا ريبورت أشار إلى أن تفجير تلك المنازل جاء لأغراض عسكرية لتسهيل عمليات التمشيط لاحقاً. وسبق تفجير تلك المنازل، نهب قوات النظام وتعفيش لمحتوياتها، بما في ذلك ألواح ومنظومات الطاقة الشمسية المشغلة للآبار في المنطقة.
كما تعرضت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، تمتد على أكثر من 200 دونم مزروعة بالخضروات، للنهب والتخريب المتعمد خلال أكثر من 10 أيام من التصعيد العسكري. جزء من المحاصيل قامت قوات النظام بقطافها وبيعها، وجزء آخر من المحاصيل تم تجريفها باستخدام الآليات العسكرية كالدبابات والعربات المدرعة.
بحسب المصادر، المنازل المستهدفة داخل مدينة طفس مرخصة ومسجلة في السجلات العقارية، بينما معظم المنازل التي تم تفجيرها في منطقة صمخ غير مرخصة.