فك الارتباط مع محافظة حماة يكرس خان شيخون مركزاً إدارياً لمحافظة إدلب
أعلن محافظ إدلب، نهاية العام 2021، عن فك الارتباط بين محافظتي حماة وإدلب، ما يكرس وضع مدينة خان شيخون كمركز إداري مؤقت لمحافظة إدلب الخارجة بمعظمها عن سيطرة النظام. ويترافق ذلك الإعلان مع حملة إعلامية رسمية لتشجيع عودة النازحين إلى المدينة، ومواصلة افتتاح المقار الرسمية فيها، ولكن وسط غياب لبعض الخدمات الرئيسية.
ومنذ خروج مدينة إدلب عن سيطرة قوات النظام في العام 2015، خصصت حكومة دمشق “مكان عمل” لمديريات وفروع وأقسام محافظة إدلب ضمن نظيرتها في محافظة حماة، ليتمكن أبناء محافظة إدلب المقيمين في مناطق سيطرة النظام من متابعة معاملاتهم الرسمية. وشمل ذلك مديريات الكهرباء والصحة والسجل المدني والعقاري وغيرها، وأيضاً فروع المصارف الرسمية. كل ذلك، مع احتفاظ كل محافظة منهما بميزانيتها وهيكليتها الإدارية.
وما يجري اليوم، بحسب محافظ إدلب، هو استكمال نقل المديريات التابعة لمحافظة إدلب من مدينة حماة إلى مدينة خان شيخون. وقد بدأ العمل بذلك منذ أيار 2020، مع افتتاح مقر لفرع إدلب لحزب البعث في مدينة خان شيخون، وكذلك مقر لمحافظة إدلب، وآخر لقيادة شرطة المنطقة. وبعدها، توالى نقل مديريات الصحة والكهرباء والخدمات الفنية، وفروع اتحاد الفلاحين والمصرف الزراعي. ومعظم تلك المقرات هي مقرات رسمية سابقة أو مدارس، وبعضها منازل لمدنيين جرى الاستيلاء عليها مثل مقر قيادة شرطة ادلب، وفرع شرطة المرور، وقسم الكهرباء، ووحدة المياه.
رئيس مجلس الوزراء خلال زيارته الأخيرة إلى خان شيخون، في كانون الأول 2021، إن الاعتمادات المخصصة لمحافظة إدلب في عام 2022 قد تضاعفت أربع مرات عما خُطط له في عام 2021، بهدف إعادة البنى التحتية والخدمات، وأضاف أن مقرات السلطة التنفيذية والسلطة السياسية قد أصبحت في مدينة خان شيخون.
وتعد مدينة خان شيخون ثالث أكبر مدينة في محافظة إدلب بعد مدينتي إدلب ومعرة النعمان، وتقع على الحدود الإدارية مع محافظة حماة، ويتوسطها طريق حلب-اللاذقية الدولي M5. وسيطرت عليها قوات النظام في 23 آب 2019، لينزح عنها نحو 30 ألف نسمة، إلى شمالي إدلب الذي تسيطر عليه المعارضة. ويقطن في خان شيخون حالياً ما يقارب 100 عائلة فقط يتركز معظمهم في حي البيرة شرقي المدينة.
رئيس مجلس الوزراء ألمح بشكل غير واضح إلى دور منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية، في عملية إعادة التأهيل، قائلاً: “سنوجه المنظمات للمؤازرة”. ويترافق ذلك مع تركيز إعلامي رسمي على النشاطات التي تقوم بها محافظة إدلب لما تصفه بتشجيع عودة الأهالي.
وبعيداً عن تلك الحملة الإعلامية والدعائية، ما زالت مدينة خان شيخون، خاصة أحياؤها الغربية والشمالية، تفتقر لبعض الخدمات الرئيسية، بحسب مراسل سيريا ريبورت في المنطقة. إذ أن معظم شوارع المدينة غير مزفتة، ومجاري الصرف الصحي مكشوفة ومتضررة، وتنتشر الأنقاض والقمامة في كل مكان. كما أن عدم حصول بعض القاطنين في المدينة على الموافقة الأمنية بالسكن في المدينة، بات عائقاً يمنعهم من تلقي المعونات. المراسل أشار إلى أن غياب وسائل المواصلات، يدفع الأطفال للمشي بضعة كيلومترات بين الأنقاض للوصول إلى المدرسة الابتدائية الوحيدة في حي البيرة.
والمثير للاهتمام، هو تركيز عمل الهلال الأحمر السوري وجمعية الرعاية الاجتماعية السورية للتنمية الاجتماعية وهي واحدة من المنظمات غير الحكومية القليلة جداً العاملة في محافظة إدلب، على مدينة خان شيخون، وبلدة التح، مسقط رأس رئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس. وقد وزعت منظمة الرعاية، مؤخراً ما تسميه “منحاً إنتاجية” مكونة من رؤوس أغنام وكميات من الأعلاف، على بعض الأهالي في خان شيخون وبلدة التح، مقدمة من مفوضية الأمم المتحدة. في حين يوزع الهلال الأحمر، بين الحين والآخر سلالاً غذائية على السكان والعائدين.