عودة النازحين البدو إلى بلدة ذيبين في السويداء
توصل النازحون البدو عن بلدة ذيبين جنوب غربي السويداء، إلى اتفاق مع أهالي البلدة، في نيسان 2022، للعودة إليها بعد خمس سنوات على نزوحهم عنها. وبدأ النازحون بإصلاح بيوتهم وتجهيزها خلال الأيام الماضية، بغرض العودة والاستقرار في البلدة.
وكان حوالي 300 شخص من عشيرة الشنابلة البدوية يسكنون ما يطلق عليه “حارة البدو” جنوبي بلدة ذيبين، ولهم فيها عقارات وبيوت. في تموز 2017 قُتلت أربع نساء من دروز البلدة على يد مسلحين مجهولين، على طريق البلدة الرئيسي الذي كان يشهد حينها وقوع عمليات خطف متكررة. واتهم ذوو الضحايا أفراداً من بدو ذيبين بالمشاركة في الجريمة. وعلى إثر ذلك نزح البدو عن ذيبين إلى ريف درعا، تخوفاً من حدوث عمليات انتقامية. في يوم تشييع القتلى، هاجم مسلحون دروز حارة البدو، وأحرقوا 17 منزلاً خالياً للنازحين.
استقر بعد ذلك بدو ذيبين في في محيط مدينة بصرى الشام، شرقي درعا. وفي مطلع العام 2022 طلب النازحون من وساطات اجتماعية ودينية درزية، التوسط مع أهل البلد للسماح لهم بالعودة. في آذار 2022 عُقدَ اجتماع في مدينة صلخد، ضم ممثلين عن الطرفين بحضور الوسطاء الدروز. ووافق ذوو ضحايا ذيبين، على عودة البدو إلى البلدة، باستثناء عائلتين مُتهمتين بتورط أفراد منهما في الجريمة. وصدر عن الاجتماع ما سموه “اتفاقية عودة”، تتضمن كيفية العودة وشروطها.
في نيسان الجاري، عُقد اجتماع، بين ممثلين عن ذوي الضحايا وبدو ذيبين، بحضور رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في المنطقة الجنوبية التي تضم السويداء ودرعا والقنيطرة وجزءاً من ريف دمشق الجنوبي. ووافق الطرفان على شروط اتفاقية العودة، ووقعوا عليها. رئيس اللجنة الأمنية وقع على الاتفاقية وطلب من محافظ السويداء تأمين الخدمات اللازمة لعودة الأهالي، وكذلك طلب من رؤساء الاجهزة الامنية “اتخاذ الإجراءات اللازمة” لتنفيذ الاتفاقية.
وتضمنت الاتفاقية بنوداً نصت على السماح بعودة عشيرة الشنابلة إلى بلدة ذيبين ما عدا عائلتين ينتمي إليهما أفراد متهمين بارتكاب جريمة القتل. كما نصت الاتفاقية على إمكانية عودة تلك العائلتين، وأيضاً المتهمين شخصياً بالجريمة، فقط بعد إثبات براءتهم أمام القضاء. وحتى ذلك الوقت، منعت الاتفاقية العائدين من إيواء المتهمين في بيوتهم في البلدة. وفي المقابل، أسقط البدو حقهم في الإدعاء أمام القضاء عن الأضرار التي لحقت بمنازلهم وأملاكه
صورة لاتفاقية العودة. المصدر: مراسل سيريا ريبورت في المنطقة