عفرين: اقتتال فصائل المعارضة على عقارات المُهجّرين
اندلع اقتتال داخلي بين فصائل مُعارضة في ناحية جنديرس التابعة لمنطقة عفرين بريف حلب الشمالي، في 10 كانون الأول، بسبب نزاع على عقار.
وكانت مجموعة من نور الدين زنكي التابعة للجبهة الوطنية للتحرير، قد اعتقلت نازحاً من الغوطة الشرقية رفض إخلاء منزل يقطنه في جنديرس. وعلى إثر ذلك قامت مجموعة تتبع لجيش تحرير الشام الذي يضم مقاتلين من مُهجّري غوطة دمشق الشرقية، بمهاجمة مقر عسكري للزنكي. وتتألف نور الدين زنكي من نازحين هجّرتهم هيئة تحرير الشام قسراً من ريف حلب الغربي مطلع العام 2019.
وسرعان ما تطورت الأمور إلى اشتباكات مسلحة بين الطرفين، أسفرت عن مقتل أربعة مسلحين. ولم تتوقف إلا بعدما تدخلت قوات فض نزاع من الجيش الوطني، أجبرت الطرفين على وقف إطلاق النار.
وتتكرر حوادث الاقتتال الفصائلي في عفرين، وغالباً ما تكون بسبب النزاعات على منازل وأملاك المُهجّرين الأكراد من أبناء المنطقة، التي يقطنها حالياً نازحون من مناطق سورية مختلفة. إذ إن مضايقات الفصائل ومحاولات سيطرتها على منازل المُهجّرين، وإخلائها من شاغليها الحاليين، لا تستهدف مهجري الغوطة الشرقية بل هي سياسة متبعة تشمل كل القاطنين حالياً في عفرين.
ولجميع الفصائل مكاتب اقتصادية، تدير أملاك مُهجري عفرين خاصة التي تعود المحسوبين على وحدات حماية الشعب الكردية أو المتعاونين معها. وقد تولت المكاتب الاقتصادية للفصائل إحصاء واستثمار أملاك المُهجّرين الأكراد، وفرضت على شاغلي تلك الأملاك من النازحين إلى عفرين، دفع إيجارات شهرية. وبالعادة تفرض الفصائل على شاغلي المساكن من النازحين، إيجارات تتراوح بين 100-200 ليرة تركية شهرياً، أو ما يعادلها بالليرة السورية. ومن يرفض الدفع ولا يخلي العقار، قد يتعرض للاعتقال.
وكانت فصائل المعارضة المدعومة من تركيا قد سيطرت على عفرين شمالي حلب في العام 2018، في عملية غصن الزيتون. وقُسّمَت المنطقة لقطاعات نفوذ، في كل منها ينتشر عناصر فصيل مسلح وعائلاتهم وهم غالباً من النازحين إلى الشمال السوري. والفصيل المسيطر على القطاع، يكون مسؤولاً أمنياَ ومدنياً في منطقة نفوذه، ويتدخل في الخدمات المقدمة للسكان وفي عمل المنظمات والمجالس البلدية. ولكل فصيل في قطاعه، مكاتب إدارية واقتصادية وأمنية.
منطقة عفرين تعتبر من المناطق الكبيرة في ريف حلب، وتضم مركز المنطقة في مدينة عفرين، وحوالي 340 قرية وبلدة ومزرعة تتوزع ادارياً على ست نواحي. ويتجمع العدد الأكبر من أبناء الغوطة الشرقية في قطاعات سيطرة فيلق الرحمن وجيش الإسلام، في حين يتركز انتشار الزنكي في ناحية جنديرس.
وعلى سبيل المثال، يهيمن فصيل لواء السلطان سليمان شاه التابع للجيش الوطني، على مركز ناحية شيخ الحديد، ويتزعمه محمد الجاسم الملقب بأبو عمشة، المتهم بارتكاب انتهاكات بحق أبناء المنطقة. ويسكن في هذا القطاع نازحون من ريف حماة الشمالي والشرقي. في حين تتقاسم مدينة عفرين، التي يسكنها خليط من النازحين، كل من الجبهة الشامية وفرقة الحمزة والسلطان مراد.
صورة لآثار الاشتباكات على منزل في عفرين.