شيعة بصرى الشام: لا عودة في الأفق!
ما زال اللواء الثامن من الفيلق الخامس المدعوم روسياً والمسيطر بشكل كامل على مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، يمنع شيعة المدينة المُهجّرين منها من العودة، على الرغم من محاولات المصالحة بين الطرفين.
بصرى الشام
المصدر: سيريا ريبورت
وشيعة بصرى، كانوا قد قدموا من لبنان في ثلاثينيات القرن الماضي، واستقروا في المدينة وأصبحوا جزءاً من نسيجها السكاني والاجتماعي. وكانوا يشكلون نسبة تقارب من 10% من سكان المدينة، بحسب تقديرات أهلية، بتعداد حوالي 5500 نسمة. ويملك شيعة بصرىحوالي1230 عقاراً سكنياً، وعشرات المحال التجارية، يتواجد معظمها في أحياء المدينة القديمة والحي الشرقي.
ومنذ العام 2012 انقسمت مدينة بصرى إلى جزئين؛ الأول خاضع لسيطرة فصائل المعارضة وأبرزها فرقة شباب السنة بقيادة أحمد العودة، والثاني تحت سيطرة النظام وينحصر بالأحياء التي يسكنها الشيعة. وأعقب ذلك مشاركة بعض الشيعة في عمليات القمع التي مارسها النظام، قبل أن تتطور الأحداث باتجاه نزاعات أهلية وطائفية.
في آذار 2015 سيطرت فصائل المعارضة على بصرى بالكامل، فنزح عنها جميع السكان الشيعة وتوزعوا على محافظات السويداء وريف دمشق والعاصمة دمشق، مدفوعين بالخوف من وقوع عمليات انتقامية وثأرية ضدهم.
وتعرضت منازل بعض قادة الميليشيات الشيعة في المدينة للتدمير المتعمد، بعد سيطرة فصائل المعارضة، خاصة أولئك المتهمين منهم بالمسؤولية عن عمليات قتل وخطف ومشاركة في المعارك بين عامي 2011 و2015. كما يسكن عناصر من اللواء الثامن وغالبيتهم من أبناء مدينة بصرى بعض منازل الشيعة النازحين، في حين تم تأجير المحال التجارية لمدنيين من أبناء بصرى وبعض القرى المجاورة. ويُشرفُ اللواء الثامن على عمليات تأجير عقارات النازحين، وجباية الإيجارات.
مصادر أهلية من بصرى قالت لمراسل سيريا ريبورت في المنطقة، إن البعض من شيعة بصرى باعوا عقاراتهم خلال السنوات الماضية بعدما فقدوا الأمل من العودة، وبسبب الأوضاع المادية الصعبة في مناطق نزوحهم. وأشارت المصادر إلى أن معظم عمليات البيع ظلت سرية، يخشى فيها البائع والمشتري من الإعلان عنها، خوفاً من المسلحين من الطرفين. وتسبب ذلك، بصعوبة توثيق معظم عمليات نقل الملكية.
وكان مركز المصالحة الروسية في الجنوب السوري قد طرح أكثر من مرة موضوع عودة النازحين الشيعة إلى المدينة، بعد اتفاق المصالحة في الجنوب 2018 أكثر من مرة. لكن قيادة اللواء الثامن ووجهاء بصرى، رفضوا العروض الروسية، خاصة بعد تصاعد عمليات زرع العبوات الناسفة في المدينة وعلى الطرق المؤدية إليها، والمتهم بالوقوف خلفها ميليشيات الشيعة المسلحة.