Visit The Syria Report Subscribe to our mailing list
EN ع
  • Twitter
Syria Report
  • All articles
  • News
  • Analysis & Features
  • Reports & Papers
  • Regulations
  • Directory
  • Search
  • Menu Menu
Home1 / حقوق السكن والأراضي والممتلكات2 / في العمق3 / شهادة: حرموا سامية من منزلها واستمرت الحياة طبيعية في القرية4
Print Friendly, PDF & Email

شهادة: حرموا سامية من منزلها واستمرت الحياة طبيعية في القرية

14-06-2023/in حقوق السكن والأراضي والممتلكات, في العمق /by Rand Shamaa

سامية، من مواليد ستينات القرن العشرين، هي الابنة السادسة لوالدين فلاحين كانا يعيشان في قرية في جبال طرطوس الساحلية. القرية كانت تسكنها عائلة واحدة، في عدد من البيوت لا يتجاوز أصابع اليدين. أهل المنطقة علويّون، يعملون في الزراعة. في سبعينيات القرن العشرين، أتيح لعدد من حاملي الشهادات الثانوية بينهم، ولاحقاً الجامعية، الحصول على وظائف حكومية في مؤسسات القطاع العام والوزارات، في حين ظلت البقية تعمل بالزراعة.

لا زالت سامية تتذكر رحلتها اليومية إلى مدرسة القرية المجاورة. المنطقة ظلت شبه معزولة في طفولتها؛ لا مواصلات، ولا طرق معبدة. فقط، أسراب من الأطفال بأحذية مهترئة يخوضون في الشتاء بالطين والماء.

 والد سامية آمن بحقها وأخواتها البنات بالتعلم، إلى حدّ ما، وذلك لتأمين مستقبل أفضل لهن. ولكن، بينما سافر الأخوان الكبيران بعد تحصيلهما الشهادة الثانوية إلى مدينة أكبر للدراسة الجامعية، بقيت الأخوات البنات في القرية “بانتظار النصيب” والزواج. ومع الوقت، كل الأخوة الذكور تزوجوا، وانتقلوا من بيت العائلة، وعمروا بيوتاً قريبة سكنوها. الأخوات البنات أيضاً تزوجن، وسكنّ مع أزواجهم في القرية. في حين لم يقبل الأب تزويج سامية قبل أن تنهي دراستها الثانوية، فمرت السنين وبقيت لوحدها معه ومع أمها في المنزل.

وبوساطة من صديق أحد إخوتها، تمكنت سامية من الحصول على عمل في إحدى مؤسسات الدولة في طرطوس. وباتت حياتها على الشكل التالي: امرأة عزباء موظفة، تعتني وتعيل والديها الذين يشيخان ويعجزان عن إعالة نفسيهما، وتربي أبناء أخوتها، وتساعد زوجاتهن في أعمالهن. سامية وأخواتها البنات المتزوجات، ظللن يعملن بالزراعة في أرض العائلة.

تقول سامية إنها راضية عن حياتها، وتتقبلها، وتضيف أنه كانت محظوظة لأن والدها سمح لها بالتعلم ما مكّنها من الحصول على وظيفة تعينها على وحدتها، وهي التي تعيش بين والديها وأبناء أخوتها وبناتهم، ومحاطة بالجيران. جددت سامية منزل العائلة، وبنت مطبخاً حديثاً، واشترت تلفازاً ملوناً، وأضافت غرفة خارجية لاستقبال الأقارب والضيوف. ومرت الأيام رتيبة متشابهة، حملت ألفة وطمأنينة، وازداد عدد البيوت والسكان في القرية.

تقول سامية: “الحياة اليومية تغشي عيوننا عن تفاصيل لا نريد الانتباه لها. والدي بدأ يشيخ، وكثرت أحاديث أخوتي معه على انفراد. لكنني لم أرد الانتباه”.

في بداية الألفينات، بدأت الرتابة في حياة سامية بالتغيّر، إذ أن الوالد الذي شعر بدنو أجله، قرر التنازل عن كل أملاكه لأبنائه الذكور. وكل أملاكه، هي عبارة عن قطعة أرض كبيرة، فيها منزل العائلة، وبيوت الأخوة الذكور المجاورة. الوالد قسّم الأرض وما عليها بين أبنائه الذكور، وتنازل عنها لهم. وبالطبع، لم يكن العرف يقضي بأن يترك شيئاً للبنات، ولا لسامية. تقول سامية: “نحن، وإن كنا الآن نسكن في قرية فيها ما يزيد عن خمس عشرة بيتاً، إلا إننا لا نزال عشيرة كانت تعمل بالزراعة. والنساء في العشائر لا تورّث أرضاً، فالأرض للذكور القادرين على زراعتها وحمايتها وعدم التفريط بها”.

وتكمل: “رغم أنني، وأخواتي البنات، وبناتهن، وبنات أخوتي الذكور، أضعنا عمرنا في هذه الأرض التي لا يتدخل أخوتي الذكور المتعلمين بشؤونها إلا عند تقاسم المحصول، الآخذ بالتناقص سنوياً”. تضيف سامية: “ومع ذلك، الأخوة الذكور هم الأولى بالأرض، لا بأس، فهذا عرف قديم يسري علينا جميعاً، وأنا لا أحتاج الأرض، لكنني أحتاج المنزل”.

تتهكم على الواقع وعلى وضعها، وتقول: “كأية امرأة أصيلة في مجتمعي، لم أفكر، ولم أناقش، فطالما أعيش في ظل أبي، ماذا يمكن أن أحتاج أكثر”. ولكن، “المكتوب ما منه مهروب”، إذ توفي والد سامية مطلع العام 2012، وتوفيت بعده بأشهر قليلة والدتها.

بعد انتهاء العزاء بوالدتهم، وقبل أربعينها، طلب الأخ الكبير من سامية ترك منزل العائلة ليجهزه لتزويج ابنه الكبير. تقول: “هكذا بكل بساطة. لا نقاش. لا جدال. وكمكرمة منه عرض عليّ السكن في غرفة ملحقة بمنزله، كان تستخدم سابقاً للمؤونة”.

رفضت سامية العرض. لن تسكن في غرفة قديمة في منزل أخيها، ولن تترك منزل عائلتها الذي ولدت فيه وأعادت بناؤه، وجددته. “لكني كنت كمن يصرخ في بئر”، كما تقول. طلبت سامية من أخيها تعويضاً مالياً يساعدها على بناء غرفة خاصة بها على أرض والدها. رفض الأخ مستنكراً جرأة الطرح. تقول سامية: ” أذكر لحظة مطالبتي أخوتي بتعويض مالي. عم الصمت حينها الغرفة، وبدا الذهول على وجه أحي الكبير، وكأنه رأى شبحاً. زوج أحد أخواتي، حاول تلطيف الموقف، ولقنني محاضرة حول المرأة الأصيلة الراضية المرضية، وأن أعصابي متعبة بسبب رحيل والديّ، ولهذا أنطق بهذا الجنون”.

في نهاية الاجتماع، أعطى الأخ الكبير، سامية مهلة أسبوعين لمغادرة منزل العائلة.

تقول سامية: في الأيام القليلة التالية، زارني الجميع؛ وتذكروني فجأة، كل العشيرة. الأخوة والأخوات وأولاد وبنات الأعمام والعمات، والأخوال والخالات، والجيران والجارات والأقرباء القريبين والبعيدين. كلهم جاءوا لإصلاح حالي، أنا المرأة التي سمحت لنفسها بمحاصصة اخوتي الذكور في تركتهم. أحد منهم لم يكترث بأن هذه المرأة الوحيدة، فقدت منزلها، وخصوصيتها وأمانها، ومستقبلها.

خسرت سامية المعركة، واضطرت لمغادرة المنزل الذي ولدت فيه وعاشت. المنزل الذي جددته ورممته، وحسّنته وحافظت عليه. خسرت حقها بالدفاع عنه. تقول: “بعد ذلك، مرة أخرى، عادت الحياة رتيبة إلى القرية وكأن شيئاً لم يكن”.

سامية، رفضت العيش في الغرفة الملحقة بمنزل أخيها، وتقدمت بطلب قرض، بضمان وظيفتها، واشترت منزلاً صغيراً في قرية مجاورة. تضيف: “لم أنته من إيفاء أقساطه حتى الآن”.

Post Views: 34
Tags: جندرة
Share this entry
  • Share on Facebook
  • Share on Twitter
  • Share on WhatsApp
  • Share on LinkedIn
  • Share by Mail
https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png 0 0 Rand Shamaa https://hlp.syria-report.com/wp-content/uploads/2022/07/Logo-300x81.png Rand Shamaa2023-06-14 14:07:332023-06-14 14:07:33شهادة: حرموا سامية من منزلها واستمرت الحياة طبيعية في القرية

اقرأ أيضًا

  • ماذا يخبئ بيت العائلة الكبير من انتهاكات لحق السكن للنساء؟
  • مجلس مدينة حلب يضيّق على شاغلي دكاكين سوق قسطل الحجارين لمصلحة شركة القاطرجي
  • حكومة الإنقاذ تعدل ضابطة البناء في إدلب وترفع رسوم الترخيص
  • محافظة دمشق تعلن مزايدة لتدوير الأنقاض في التضامن والقابون الصناعية
HelpAbout usContact usAdvertise with The Syria ReportTerms & conditions
Copyright © 2022 The Syria Report – all rights reserved. Your use of this website is subject to our legal terms & conditions
Testimony: They Barred Samia From her Home Explained: New Judicial Fees Law Adds Financial Burden to Real Estate Lawsu...
Scroll to top

This site uses cookies. By continuing to browse the site, you are agreeing to our use of cookies.

Ok

Cookie and Privacy Settings



How we use cookies

We may request cookies to be set on your device. We use cookies to let us know when you visit our websites, how you interact with us, to enrich your user experience, and to customize your relationship with our website.

Click on the different category headings to find out more. You can also change some of your preferences. Note that blocking some types of cookies may impact your experience on our websites and the services we are able to offer.

Essential Website Cookies

These cookies are strictly necessary to provide you with services available through our website and to use some of its features.

Because these cookies are strictly necessary to deliver the website, refuseing them will have impact how our site functions. You always can block or delete cookies by changing your browser settings and force blocking all cookies on this website. But this will always prompt you to accept/refuse cookies when revisiting our site.

We fully respect if you want to refuse cookies but to avoid asking you again and again kindly allow us to store a cookie for that. You are free to opt out any time or opt in for other cookies to get a better experience. If you refuse cookies we will remove all set cookies in our domain.

We provide you with a list of stored cookies on your computer in our domain so you can check what we stored. Due to security reasons we are not able to show or modify cookies from other domains. You can check these in your browser security settings.

Other external services

We also use different external services like Google Webfonts, Google Maps, and external Video providers. Since these providers may collect personal data like your IP address we allow you to block them here. Please be aware that this might heavily reduce the functionality and appearance of our site. Changes will take effect once you reload the page.

Google Webfont Settings:

Google Map Settings:

Google reCaptcha Settings:

Vimeo and Youtube video embeds:

Privacy Policy

You can read about our cookies and privacy settings in detail on our Privacy Policy Page.