سكان خيام في تجمع مخيمات أطمه مهددون بالإخلاء
يواجه سكان 40 خيمة في القسم الغربي من “مخيم أطفالنا تناشدكم” ضمن تجمع مخيمات أطمه شمالي إدلب، احتمال إخلائهم من دون تأمين أي بديل لهم.
ويتألف تجمع مخيمات أطمه قرب الحدود السورية-التركية من عشرات المخيمات التي يضم كل منها بدوره عشرات الخيام. قسم من تلك المخيمات مقام على أراضي يملكها قاطنو المخيم، وقسم منها مُستأجر من أصحاب الأرض بإيجارات سنوية وصلت في بعض الحالات إلى 500 دولار للهكتار الواحد. وغالباً ما يتم التعامل بالدولار أو الليرة التركية في إدلب. كما أن بعض المخيمات في التجمع مقامة على أملاك عامة. وبخصوص هذه المخيمات المقامة على الأملاك العامة، فمنذ منتصف العام 2020 فرضت حكومة الإنقاذ المسيطرة على إدلب، على سكان كل خيمة دفع 50 ليرة تركية سنوياً كإيجار لتلك الأراضي.
قاطنو القسم الغربي من “مخيم أطفالنا تناشدكم” كانوا قد أقاموا خيامهم منذ ثلاث سنوات على تلك الأرض البالغ مساحتها 0.6 هكتار، ظناً منهم بأنها أملاك عامة. إلا أن مالك الأرض، حصل في كانون الثاني الماضي، على قرار من محكمة أطمه بالإخلاء الفوري لأرضه. المحكمة عادت وأمرت باحتجاز 16 شخصاً من سكان الخيم لرفضهم تطبيق قرار الإخلاء. وقد اُطلِقَ سراح أولئك بعد موافقة صاحب الأرض على منح قاطني المخيم مهلة 3 شهور للإخلاء. ورغم انتهاء المهلة نهاية آذار الماضي، لم يخلي قاطنو الخيام الأرض بعد نتيجة انعدام الخيارات أمامهم. ويتوقع قاطنو الخيام معاودة مالك الأرض الطلب من المحكمة تنفيذ الحكم، بحسب مراسل سيريا ريبورت في المنطقة.
وكان سعر الأراضي والعقارات قد ارتفع في المنطقة التي تشغلها مخيمات أطمه خلال السنوات الماضية، خاصة بعد تنفيذ منظمات غير حكومية لمشاريع خدمية، من تعبيد للطرقات وإنارتها وتمديد الصرف الصحي. ودفع ذلك أصحاب الأراضي للمطالبة بإخلاء أراضيهم من المخيمات، أو شراء الأرض بأسعار وصلت أحياناً إلى 15 دولار للمتر المربع الواحد.
ويجد سكان القسم الغربي من “مخيم أطفالنا تناشدكم” أنفسهم في وضع صعب. عدا عن أن إيجاد مساكن جديدة ليس بالأمر السهل، فإن مغادرتهم لمخيمات أطمة قد تتسبب بحرمانهم من المساعدات الشهرية التي توزعها منظمات غير حكومية بالتعاون مع المنظمات الدولية.
وفي كل الأحوال، يحتاج النازحون في حال قرروا مغادرة منطقة مخيمات أطمه إلى براءة ذمة من إدارة المُهجّرين التابعة لوزارة الإدارة المحلية في حكومة الإنقاذ. ولكن، قد تصل مدة الحصول على براءة الذمة إلى سنة كاملة بعد الانتقال إلى مكان إقامة جديد. وفقط بناءً على براءة الذمة، يمكن لهم الحصول مجدداً على المساعدات.
ويكون الإخلاء أكثر صعوبة في حالة النساء؛ كالأرامل القاطنات لوحدهن في المخيمات، أو عندما ترتبط عملية تغيير المسكن بالتزامات أسرية ومجتمعية، أو عندما تعتمدن بشكل كامل على المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية.
مخطط لتجمع مخيمات أطمه. المصدر: مراسل سيريا ريبورت في المنطقة.