ريف حلب: وحدات الحماية الكردية تحوّل منّغ إلى منطقة عسكرية
حوّلت قوات تحرير عفرين التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية بلدة منغ والقرى التابعة لها في ريف حلب الشمالي، إلى منطقة عسكرية. وما يزال أهالي البلدة وقراها نازحين عنها إلى المخيمات في الشمال السوري، بعد تهجيرهم قسراً في شباط 2016، على يد وحدات الحماية بإسناد جوي روسي.
مصدر الصورة: مراسل سيريا ريبورت.
وتقع البلدة في منطقة سهلية بين مدينتي أعزاز وتل رفعت، شرقي الطريق الدولي حلب-غازي عينتاب، وبالقرب منها يقع مطار منغ للمروحيات الذي كان تابعاً لقوات النظام. سيطرت المعارضة المسلحة على منغ وقراها في العام 2012، وعلى المطار في العام 2013، وخسرتها لصالح وحدات الحماية في العام 2016.
وتتخذ قوات تحرير عفرين حالياً من بعض العقارات التي تركها مُهجّري منغ وقراها مساكن لعناصرها ومخازن للأسلحة والذخائر. كما حوّلت تلك القوات الجامع العمري القديم مخزناً للأسلحة، وهو كان كنيسة في العهد الروماني.
ويبلغ تعدد أهالي بلدة منغ بحدود 19 ألف شخص، بحسب مصادر في مجلسها المحلي تحدثت إلى مراسل سيريا ريبورت في المنطقة، في حين يبلغ تعدد أهالي قرى منغ وهي عين دقنة مرعناز العلقمية والمزرعة والمالكية، بحدود 3 آلاف شخص. وجميع أولئك نزحوا عن ديارهم وانتشروا في مخيمات الإيمان والريان والسلامة وسجو، ويعيش بعضهم في مدينة أعزاز.
وبحسب مصادر المجلس المحلي، فلم يبق في منغ وقراها مدنيون، وقد حولتها قوات تحرير عفرين إلى منطقة عسكرية مغلقة بسبب وقوعها على خط التماس مع فصائل المعارضة المتمركزة على الأطراف الجنوبية لمدينة أعزاز.
وأشارت المصادر إلى أن قوات تحرير عفرين هدمت أكثر من نصف مساكن البلدة، وأعادت تدوير الأنقاض، خاصة حديد التسليح والحجارة، لبناء تحصينات دفاعية على الجبهات مع المعارضة. كما حفرت الوحدات الأنفاق والخنادق في البلدة وقراها.
مراسل سيريا ريبورت أشار إلى أنه في حال انسحبت قوات تحرير عفرين، ووحدات الحماية، من منغ وقراها، فلن يتمكن المُهجّرون قسراً من العودة، لأن دماراً كبيراً لحق بمنازلهم، كما تعرضت السهول الواسعة المزروعة بالزيتون للتحطيب الجائر، على مدار الأعوام الماضية، بغرض استخدام خشبها في التدفئة من قبل عناصر الوحدات.
وكان أهالي منغ وقراها قد نزحوا على عجل تاركين القسم الأكبر من مقتنياتهم خلفهم، لأن تقدم وحدات الحماية نحو المنطقة كان سريعاً ومفاجئاً. وقد استولت الوحدات على كل ما تركوه خلفهم، وقامت بتعفيشه، ونقله لاحقاً إلى بلدة تل رفعت المجاورة التي يتمركز فيها مقاتلو وحدات الحماية مع عائلاتهم، بحسب المراسل.