ريف اللاذقية الشمالي: هل عاد فعلاً أهالي قسطل معاف؟
واكبت وسائل إعلامية رسمية سورية، قبل أيام، ما قالت إنه عودة الأهالي إلى بلدة قسطل معاف التركمانية في ريف اللاذقية، وذلك بحضور محافظ اللاذقية وقيادات فرع حزب البعث العربي الاشتركي. إلا أن تلك العودة المحتفى بها، قد لا تكون لسكان البلدة الأصليين.
مصدر الصورة: صحيفة الوطن.
وبلدة قسطل معاف هي مركز ناحية ذات أغلبية تركمانية، انتفضت ضد النظام منذ العام 2011. ومع حلول العام 2012 انضم عدد كبير من التركمان إلى فصائل المعارضة السورية، وشكل بعضهم ميليشيات تركمانية، للدفاع عن مناطقهم. وتعرضت قسطل معاف لهجمات متصاعدة نفذتها قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام، ذات الغالبية العلوية، ما بين العامين 2012-2013. وتسبب ذلك بنزوح أغلب سكان قسطل معاف تدريجياً نحو تركيا حيث تربطهم علاقات إثنية؛ قرابية ولغوية. في حين نزح بعض تركمان قسطل معاف نحو مدينة اللاذقية، وأغلبهم من أصحاب العقارات في حي علي جمال ذي الغالبية التركمانية في المدينة.
المعارضة تمكنت من السيطرة على كامل ريف اللاذقية الشمالي منذ العام 2013 وحتى العام 2018 عندما تمكنت قوات النظام وميليشيات إيرانية، بدعم جوي روسي، من استعادة السيطرة على كامل ناحية قسطل معاف. ومع ذلك، قوات النظام سمحت فقط للأهالي بزيارة قصيرة لقسطل معاف، للمرة الأولى عام 2020، ليكتشفوا دماراً وتخريباً واسع النطاق لعمرانهم ومزارعهم.
مراسل سيريا ريبورت في اللاذقية نقل عن مصادر حقوقية قولها إن التركمان في سوريا ما زالوا منذ العام 2011 يواجهون سياسية تمييزية بحقهم بسبب علاقاتهم الإثنية مع تركيا. وقد وثّقت تلك المصادر اعتقال الكثير من التركمان بذرائع العلاقة مع المعارضة، أو التواصل مع الجانب التركي. ولم تتوقف حتى اليوم هذه المعاملة التمييزية بحق الأقلية التركمانية الموجودة في مناطق النظام.
مراسل سيريا ريبورت، أشار نقلاً عن مصادر أهلية تركمانية من قسطل معاف، إلى أن الجزء الأكبر ممن أظهرهم الإعلام الرسمي، قبل أيام، على أنهم أهالي بلدة وناحية قسطل معاف العائدين إليها، ليسوا منها بالأصل. ولم يتمكن المراسل من تحديد هوية من ظهروا في الفيديوهات التي نشرها الإعلام الرسمي. إلا أن مصادر أهلية متقاطعة، أشارت إلى أن معظمهم من أبناء بعض القرى العلوية الصغيرة المتاخمة لناحية قسطل معاف، والذين كانوا قد عادوا إلى قراهم منذ سنتين.
وكانت مؤسسات خيرية تنشط في ريف اللاذقية الشمالي قد استهدفت بالدعم أهالي تلك القرى الصغيرة العلوية المحاذية لناحية قسطل معاف، ومنها بسقين، بيت فارس، الميدان والرمادية. وأشار مصدر من أحد تلك المؤسسات في حديثه لسيريا ريبورت، إلى أن عدد المستفيدين من خدماتهم من سكان بلدة قسطل معاف الأصليين الذين عادوا، لم يتجاوز عشرين أسرة فقط أغلبها من العجائز.