ريف اللاذقية الشمالي: لماذا لا تسمح روسيا بعودة المسيحيين؟
يواصل النازحون المسيحيون من ريف اللاذقية الشمالي، الضغط على الجهات الرسمية والكنسية، بغرض السماح لهم بالعودة إلى مناطقهم التي استعادتها قوات النظام من المعارضة منذ نهاية العام 2015. وتسيطر قوات من النظام وميليشيات إيرانية على تلك المناطق، ولا تسمح للأهالي سوى بزيارات قصيرة للتأكد من سلامة بيوتهم.
مصدر الصورة: مركز حلب الإعلامي
وفي معرض ضغطهم للعودة، يواصل ممثلون عن نازحي بلدتي كنسبا والغنيمية، زياراتهم المتكررة إلى المحافظ وفروع الأجهزة الأمنية ومطران الروم الأرثودكس. وتضغط المطرانية بدورها على الجانب الروسي في قاعدة حميميم العسكرية. وقدّم ضباط روس، التقتهم المطرانية، أنفسهم على أنهم حماة للمسيحيين في سوريا، بحسب مراسل سيريا ريبورت في المنطقة.
إلا أن قضية العودة تبدو شديدة التعقيد لحد اللحظة، مع تردد الجانب الروسي في التدخل لصالح عودة الأهالي، بذريعة سيطرة المعارضة على سلسة تلال الكبينة المقابلة لقراهم. ونقلت مصادر أهلية عن الجانب الروسي تبريره صعوبة الموضوع، بإنه يتوجب لتأمين المنطقة عسكرياً، التدخل لدى المعارضة ومن خلفها تركيا، ولدى قوات النظام ومن خلفها إيران، قبل السماح بعودة الأهالي إليها. ولكن، لا يبدو أن الجانب الروسي معني بالتهدئة، بحسب مصادر عسكرية من طرف المعارضة، التي تؤكد أن الروس يقودون معارك تلال الكبينة بشكل مباشر.
منذ عام تقريباً، أوقفت قوات النظام زيارات الأهالي إلى كنسبا والغنيمة، بذريعة التخوّف من إمكانية اندلاع حرب مباغتة مع المعارضة في أي لحظة.
وكان مسيحيو ريف اللاذقية الشمالي يسكنون قبل الحرب بلدات وقرى كنسبا والغنيمية والقصب وشتبغو، وقد نزحوا عنها بعد اشتباكات محدودة في العام 2014 بين قوات النظام والمعارضة. وبعد التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا، نهاية العام 2015، استعاد النظام السيطرة على تلك المناطق، ليسمح بالعودة فقط لنازحي القصب وشتبغو. في حين مُنع الأهالي من العودة إلى كنسبا والغنيمية، الواقعتين على طريق اللاذقية-حلب الدولي M4.
وعانى مسيحيو ريف اللاذقية، خلال الفترة الماضية من تراجع أوضاعهم المعيشية، مع عدم قدرتهم على استثمار أراضيهم الزراعية، واضطرارهم لترك بيروتهم واستئجار بيوت في مدينة اللاذقية، والبحث عن المساعدات من الجمعيات الخيرية والمطرانية، خاصة بعدما تراجع كبير للمساعدات الدولية للنازحين السوريين التي كان يقدمها برنامج الغذاء العالمي، عبر الهلال الأحمر السوري.
مراسل سيريا ريبورت نقل عن بعض الأهالي تخوفهم بأنه بات عليهم أن ينسوا قراهم وبيوتهم وأرزاقهم. فالحرب قد توقفت، ويمكن للروس لو أرادوا إبعاد الإيرانيين، ما سيسمح بعودة المسيحيين إلى ريف اللاذقية الشمالي.