حلب: بدعم روسي.. لواء القدس يشتري عقارات في مخيم حندرات
تحاول روسيا، عبر ميليشيا سورية-فلسطينية موالية لها، التوسع وشراء عقارات في مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين في حلب، بغرض تحويل المنطقة إلى قاعدة عسكرية روسية على مدخل حلب الشمالي.
مصدر الصورة: سوشيال ميديا.
وكان لواء القدس الفلسطيني الموالي لروسيا، قد طلب في نهاية العام 2020 من مجموعات شبابية تابعة له إجراء عملية إحصاء شاملة للسكان في مخيم حندرات، وجرد العقارات جميع العقارات فيه، وتحديد مواقعها وحالتها، ونسبة الدمار فيها، ولمن تعود ملكيتها. وكذلك، تضمن الإحصاء معرفة طرق للتواصل مع جميع أصحاب العقارات، داخل المخيم وخارجه، بغرض تقديم عروض لهم لشراء عقاراتهم، عبر سماسرة وأصحاب مكاتب عقارية مقربين من لواء القدس.
وتأسس لواء القدس في البداية كميليشيا موالية للحرس الثوري الإيراني تضم من بشكل رئيسي لاجئين فلسطينيين من سكان مخيم النيربومخيم حندرات في حلب، وتقاتل إلى جانب قوات النظام ضد المعارضة في حلب الشرقية. وفي العام 2018، أعاد اللواء تموضعه السياسي، بعدما نقص تمويله من الجانب الإيراني، وصار ذراع روسيا العسكرية في حلب.
ويقع مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين، المعروف أيضاً باسم “مخيم عين التل”، شمالي مدينة حلب على الطريق المؤدي إلى السجن المركزي والمنطقة الحرة. ويعود إنشاء المخيم إلى ستينيات القرن الماضي، عندما أقيم على مرتفع صخري وعر قبالة مشفى الكندي. موقع المخيم المرتفع، جعله من الأهداف التي هاجمتها فصائل المعارضة السورية المسلحة بين العامين 2012 و2013، وتمكنت من السيطرة عليه منتصف العام 2013. وتعرض المخيم إلى دمار بنسبة تزيد عن 90% من عمرانه، بسبب المعارك العنيفة التي سبقت استيلاء قوات النظام عليه في العام 2016، بدعم جوي روسي.
القوات الروسية كانت قد أنشأت قاعدة عسكرية روسية شمالي المخيم، وإلى جانبها أقامت معسكراً لتدريب مقاتلي لواء القدس. مراسل سيريا ريبورت نقل عن مصادر أهلية في المخيم قولها، أن القوات الروسية موّلت لواء القدس وطلبت منه شرء أكبر قدر ممكن من العقارات في المخيم، لتحويله إلى منطقة عسكرية بالكامل تحت نفوذها.
وبحسب مصادر أهلية من المخيم، فإن السماسرة أبلغوا أصحاب العقارات بأن ترميم أو إعادة إعمار عقاراتهم “شبه مستحيلة”، وأن إعادة تأهيل البنى التحتية وتخديم المخيم بشبكات الكهرباء والماء والصرف الصحي هي أمور لن تحدث في المدى المنظور. السماسرة قالوا لبعض الأهالي إن مصير المنطقة مجهول، وسيتم هدم عقاراتهم بالكامل لأنه لا يمكن ترميمها، لذلك فإن من الأفضل لهم بيعها والاستفادة من ثمنها في شراء منازل في مناطق أخرى.
مراسل سيريا ريبورت قدّر عدد المنازل التي تمكن لواء القدس من شرائها، خلال الشهور الماضية، بهذه الطريقة بحوالي 70 منزلاً، انطلاقاً من المنطقة المحيطة مباشرة بالقاعدة الروسية. ولم تتمكن سيريا ريبورت من معرفة الأسعار التي يدفعها اللواء لقاء تلك المنازل، لكن بعض المصادر الأهلية أشارت إلى أنها مبالغ هزيلة.
وكان يقطن مخيم حندرات قبل العام 2011 حوالي 8000 لاجئ فلسطيني، وعاد إليه حوالي 2000 شخص تقريباً بعد سيطرة النظام عليه، ليتحول الى أحد أهم معاقل “لواء القدس الفلسطيني” المدعوم من روسيا.
ويعيش فلسطينو المخيم، وهم من الشرائح الأكثر فقراً، في منازل وشوارع شبه مدمرة، وسط صعوبة الترميم على نفقتهم الخاصة، وارتفاع أسعار مواد البناء. ويفرض لواء القدس طوقاً أمنياً حول المخيم، فينا يبدو سياسة مقصودة لإجبار الأهالي على بيع منازلهم، بأسعار رخيصة.