حلب الشرقية: القاطرجي تشتري مساكن المُهجّرين بالإكراه
زادت مؤخراً عمليات شراء العقارات بالإكراه في عدد من أحياء مدينة حلب الشرقية. وتولت مجموعات ميليشياوية مسلحة إتمام الصفقات، لصالح شركات التطوير والاستثمار العقاري. واستحوذت شركة القاطرجي للتطوير والاستثمار العقاري، على الحصة الأكبر من المنازل والعقارات المشتراة بهذه الطريقة من المُهجّرين قسراً والنازحين داخلياً.
الصورة: براء الحلبي.
تركزت عمليات بيع المنازل في الأحياء الواقعة على جانبي اوتوستراد المحلق الشرقي لمدينة حلب، والأحياء القريبة من منطقة المطار شرقي المدينة. أي في أحياء كرم الميسر وكرم الطراب وكرم الجزماتي وجبل بدرو والأرض الحمرا وكرم الطحان ومساكن الشباب وكرم القاطرجي، التي شهدت النسب الأعلى من الدمار في أحياء حلب الشرقية.
ونسبة العائدين إلى تلك الأحياء قليلة مقارنة ببقية أحياء حلب الشرقية، لا بسبب الدمار فقط، بل أيضاً بسبب إهمال الحكومة والمحافظة ومجلس المدينة لها، بحسب مراسل سيريا ريبورت في المنطقة. إذ لم تتم إعادة التيار الكهربائي ولا إصلاح شبكة المياه، وسط غياب للخدمات البلدية. القسم الأكبر من أنقاض المباني المدمرة في تلك الأحياء ما زال متروكاً في الشوارع.
وتتقاسم السيطرة على تلك الأحياء ميليشيات موالية لفيلق القدس الإيراني؛ لواء الباقر وحزب الله وفيلق المدافعين عن حلب، بالإضافة إلى ميليشيا الدفاع الوطني وقوات الفرقة الرابعة، وبعض الميليشيات العشائرية المحلية. ويبدو أن ذلك هو السبب الرئيسي المانع لعودة المهجرين، وأغلبهم من المعارضين للنظام.
تواصل مراسل سيريا ريبورت مع عدد من مالكي المنازل والعقارات التي بيعت خلال الشهرين الماضيين في تلك الأحياء. ويبدو من تلك الشهادات أن الميليشيات اتبعت وسائل متعددة لإجبار أصحاب العقارات على بيعها، بالتهديد بالاعتقال، والاتهام بقضايا إرهاب ودعم المعارضة. ويشمل ذلك النازحين داخلياً في أحياء حلب الأخرى الذين تتولى الميليشيات عملية اقناعهم بالبيع بعد زيارات غير ودية لأماكن إقامتهم الجديدة. في حين تتواصل الميليشيات مع المهجّرين خارج حلب عن طريق أقاربهم لإقناعهم بأن منازلهم تم تصنيفها كمخالفات عشوائية مصيرها الهدم، ومن الأفضل بيعها، قبل صدور المخطط التنظيمي الجديد لمدينة حلب.
ويبدو أن نسبة من المُهجَرين إقتنعت بضرورة البيع، وأغلبهم ممن فقدوا الأمل بالعودة. ويفضل أولئك بيع عقاراتهم بالأسعار المعروضة عليهم من الميليشيات على أن يخسروها نهائياً.
وتعطي شركة القاطرجي للميليشيات المبلغ المدفوع من قبلها لشراء العقار، بالإضافة إلى زيادة بنسبة 25% منه. وتراوحت أسعار العقارات المباعة، ما بين 15-25 مليون ليرة سورية، بحسب المساحة.
وتأسست شركة قاطرجي للتطوير والاستثمار العقاري في آب 2017، وهي جزء من مجموعة شركات قاطرجي الدولية التي يملكها عضو مجلس الشعب حسام قاطرجي وأخوته، ومعظمها تحت العقوبات الدولية. وتطمح الشركة للاستحواذ على حصة كبيرة من العقارات في الأحياء الشرقية التي يُتوقع طرحها قريباً كمناطق للاستثمار والتطوير العقاري من قبل مجلس مدينة حلب.