حلب: الزلزال دمّر الأبنية المتضررة بقصف النظام السابق.. وميليشيات موالية للحرس الثوري تزيل الأبنية المتضررة
تركزت الأضرار التي خلفها زلزال 6 شباط، على أحياء مدينة حلب الشرقية، ومعظم الأبنية التي انهارت فيها كانت متصدعة بالأصل وبعضها آيل للسقوط، بسبب القصف السابق لقوات النظام على المنطقة.
محافظ حلب قال في مؤتمر صحفي، في 19 شباط، إن 53 مبنى انهارت بشكل كلي بسبب الزلزال. مصدر في مجلس مدينة حلب، قال لمراسل سيريا ريبورت، إن من المباني الـ53 التي انهارت، 50 منها في مناطق سيطرة المعارضة السابقة في حلب الشرقية. جزء من تلك المباني كان غير مأهولة وآيل للسقوط. كما انهارت في حلب الشرقية أيضاً، بشكل جزئي، 10 مساجد وعدد كبير من المدارس، وكلها متضررة سابقاً بقصف قوات النظام على المنطقة.
الأبنية الثلاثة الأخرى التي انهارت بفعل الزلزال، قديمة ومتهالكة، تقع في حيي سيف الدولة والعزيزية وسط مدينة حلب. كما تعرضت بعض الجدران الداخلية في قلعة حلب لأضرار جزئية. في حين لم يسجل انهيار أي مبنى في أحياء حلب الغربية التي بقيت خارج الصراع المسلح طيلة السنوات الماضية.
محافظ حلب قال في مؤتمره الصحفي في 19 شباط، بأن 220 بناء آيل للسقوط تم هدمها، ولكنه لم يحدد مواقع تلك الأبنية. مراسل سيريا ريبورت قال بأنه على الأقل تم هدم 58 مبنى في أحياء حلب الشرقية حتى 18 شباط. وأضاف المراسل بأن ورشات تابعة لمجلس مدينة حلب قامت بهدم بعض تلك المباني، بناءً على توصيات من لجان السلامة الإنشائية. كما أجبر المجلس سكان العشرات من الأبنية المتصدعة الأخرى على إخلائها بانتظار هدمها. الملفت، أن ورشات مشتركة تابعة لميليشيات موالية للحرس الثوري الإيراني؛ الحشد الشعبي العراقي، وفيلق المدافعين عن حلب، تولت هدم القسم الأكبر من الأبنية الـ58، وترحيل أنقاضها جزئياً لفتح الشوارع. وتعتبر ميليشيا فيلق المدافعين عن حلب أحد مكونات ميليشيا حزب الله السوري، وتسيطر عسكرياً وأمنياً وخدمياً على أجزاء كبيرة من مدينة حلب. ميليشيا الحشد الشعبي العراقي قد أرسلت إلى فيلق المدافعين، بعد الزلزال، ورشات وآليات للمساعدة في إزالة الأنقاض. وتعمل تلك الورشات المشتركة حالياً على هدم المزيد من الأبنية في أحياء الفردوس وجسر الحج في حلب الشرقية.
في حلب الشرقية عشوائيات كبيرة تحصنت فيها المعارضة ما بين العامين 2012-2016، تعرضت للحصار من قبل قوات النظام، والقصف الكثيف بسلاح المدفعية الثقيلة والصواريخ، وكذلك بالقصف الجوي من الطيران الحربي السوري والروسي. وتعرضت تلك الأحياء لدمار واسع النطاق بالقصف المباشر. وبعد سيطرة قوات النظام والمليشيات الموالية عليها، شهدت الأحياء الشرقية انهيارات متكررة للأبنية، بسبب الأضرار غير المباشرة التي تركها القصف السابق بالصواريخ الارتجاجية والفراغية. ومعظم تلك الأضرار غير مرئية تطال أساسات الأبنية نتيجة تخلخل التربة. القصف كان قد تسبب أيضاً بتدمر أيضاَ شبكات المياه والصرف الصحي وبالتالي سمح للمياه بالتسرب إلى أساسات الأبنية. مجلس مدينة حلب، كان قد بدأ في نوفمبر 2022، حملة هدم الأبنية الآيلة للسقوط في المدينة، التي حدد رئيس المجلس عددها بـ1500 مبنى.
مجلس المدينة خصص ما يزيد عن 200 مركز إيواء للناجين من الأبنية المنهارة، وكذلك للهاربين من المساكن التي باتت آيلة للسقوط بعد الزلزال. وافتتحت مراكز الإيواء تلك بشكل رئيسي في الأحياء الشرقية في المدارس والمساجد والصالات الرياضية، وأيضاً في سوق الحرير في حي الفرقان غربي المدينة. كما تم إيواء متضررين في 150 شقة مخصصة للسكن المؤقت تابعة لمجلس مدينة حلب في حي مساكن هنانو، و25 شقة تابعة لمديرية السكك الحديدية في مبنى التأهيل والتدريب في حي الشيخ طه.
ولكن، لم تكفِ تلك المراكز لاستيعاب كل الهاربين من منازلهم المتصدعة، والخائفين من الهزات الارتدادية. إذ بعد أسبوعين على الزلزال، ما تزال هناك مئات العائلات تقطن خياماً تحت الجسور؛ جسر الشعار وجسر ميسلون، وأيضاً جسر الحج المتضرر بالزلزال. كما نصب البعض الخيام على الأرصفة وفي الحدائق العامة.
المراسل نقل عن بعض الأهالي تفضيلهم الإقامة في الخيام، لأن مراكز الإيواء مكتظة والخدمات فيها رديئة، وآلية توزيع المساعدات يشوبها الفساد وتخضع للمحسوبية. كما أشار البعض إلى أن السكن المؤقت في مساكن هنانو ومبنى التأهيل والتدريب، تمييزي، ويحتاج لوساطة من موظفي الدولة ومجلسي المحافظة والمدينة، أو حزب البعث الحاكم، أو الميليشيات الموالية، أو دفع رشاوى كبيرة.