حزب الله يصادر أراضي سوريّة على الحدود مع لبنان
أبلغ قيادي في حزب الله اللبناني، في حزيران 2020، أهالي بعض البلدات السورية واللبنانية على طرفي الحدود، بأن يقوموا بقطاف محاصيلهم الزراعية للمرة الأخيرة، قبل مصادرة أراضيهم.
وينتشر حزب الله اللبناني، منذ العام 2014، على جانبي الحدود السورية اللبنانية في منطقة القلمون الغربي، وتنتشر معه في الجانب السوري قوات من الفرقة الرابعة التي يقودها اللواء ماهر الأسد، أخ الرئيس بشار الأسد.
القيادي في حزب الله حسن دقو، وبحماية عناصر من الفرقة الرابعة ومن حزب الله، جال على بلدات رنكوس وعسال الورد السوريتين وبلدة طفيل اللبنانية المقابلة، وطلب من أصحاب أراضي مناطق محددة حدودية، قطاف محصولهم، للمرة الأخيرة قبل مصادرة أراضيهم.
وتمتد المنطقة المنوي مصادرتها، بحسب مراسل سيريا ريبورت، على مساحة 600 هكتار، من الأراضي المشجرة بالكرز والدراق والتفاح، المتداخلة بين البلدين. إلا أن الجزء الأكبر من تلك الأراضي، يقع في الجانب السوري ويتبع لبلدات عسال الورد ورنكوس. ورغم أن قرية طفيل تتبع إدارياً لمنطقة بريتال اللبنانية، إلا أنه لا يمكن الوصول إليها براً إلا من سوريا، في حين يتعذر الوصول إليها من لبنان إلا بالمروحيات.
القيادي حسن دقو، الذي يحمل الجنسيتين اللبنانية والسورية، ادعى بأنه اشترى تلك الأراضي لمنفعته الخاصة من دون أن يشير إلى علاقته بحزب الله. وقال إن تلك الأراضي كانت مرهونة لمصرف لبنان المركزي، وأنه دفع 350 مليون دولار للمصرف لفك الرهن وشراء الأراضي. وزعم السيد دقو أيضاً أن تلك الأراضي كانت تعود بالأصل للأغا الراحل عاصم زيدان، الذي ينحدر من بلدة يبرود السورية. من جهته نفى مصرف لبنان المركزي في بيان نقلته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية في 21 تموز، إنه باع تلك الأراضي، في حين قال مطلعون من المنطقة لمراسل سيريا ريبورت، بأن لورثة الآغا عاصم سويدان حوالي 60 هكتاراً فقط، بينما بقية الأرض فهي مملوكة لأهالي المنطقة. وبعبارة أخرى، يبدو أن مزاعم دقو تهدف أساساً إلى خداع السكان وإخفاء حقيقة أن المصادرة تتم نيابة عن حزب الله.
ورفض أصحاب الأراضي والأهالي ما قاله القيادي في حزب الله، واندلعت مظاهرات محدودة في عسال الورد ورنكوس السوريتين، لكن الفرقة الرابعة اعتقلت عدداً من المحتجين. وطالت التهديدات أقارب المحتجين خارج سوريا.
وقبل أن ينتهي الأهالي من جني المحاصيل، في تموز، دخلت آليات هندسية ثقيلة من جهة الحدود اللبنانية، يُعتقدُ أنها تابعة لحزب الله، وأقامت ساتراً ترابياً حول المنطقة المصادرة، ورفعت عليها العلم اللبناني، بحضور القيادي في حزب الله حسن دقو، ومختار بلدة طفيل اللبنانية أبو سامي الشوم. وبعد رفع الساتر الترابي، بدأت الآليات الثقيلة بتجريف الأراضي واقتلاع الأشجار. ثم بدأت أعمال تحصين، وحفر خنادق.
وعندما توجه الأهالي لمسؤولي البلديات السورية للتقدم بشكوى، تم طردهم وتهديدهم بإحضار عناصر الفرقة الرابعة.
وعدا عن الغضب الشعبي من مصادرة الأراضي بالقوة، يتخوف الأهالي من احتمال دفن مواد سامة في منطقتهم، بحسب بعض أصحاب الأراضي من عسال الورد السورية، الذين تحدث إليهم مراسل سيريا ريبورت، وذلك في ظل السرية الكبيرة المفروضة حول الأعمال الجارية، ومنع الاقتراب من المنطقة. كما يتخوف البعض من تحول المنطقة إلى قاعدة عسكرية جديدة لحزب الله، وأن ما يجري فيها حالياً هو أعمال هندسية لإقامة أبنية خرسانية محمية تحت الأرض، تصلح لتكون مخازن أسلحة.