تعفيش الحديد من سراقب: هل عودة السكان ممنوعة؟
تتواصل عملية هدم سقوف بعض المنازل في المناطق التي استعادتها قوات النظام من المعارضة في ريف إدلب. وتعمل ورشات مختصة على استخراج حديد التسليح من السقوف بعد هدمها، وبيعه بعد معالجته، وذلك بحماية قوات النظام المسيطرة على المنطقة التي تعرضت لتهجير كامل سكانها مطلع العام 2020. وعملية سحب الحديد من السقوف تجعل من البيوت غير صالحة للسكن ومعرضة للانهيار.
في تسجيل مصور بتاريخ 11 آب، تأكدت سيريا ريبورت من صحته، يظهر ثلاثة عمال يهدمون سقف منزل المدني عيسى المعلول، في حي الهلك بمدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي. اختيار الورشات لسقف منزل المعلول لسحب الحديد منه، يعود إلى كونه حديث البناء نسبياً، وما زال الحديد فيه جديداً، على خلاف المنازل القديمة التي بات حديد تسليحها مهترئاً وأملسَ.
وكانت قوات النظام قد سيطرت على مدينة سراقب في أذار 2020، بعد معارك عنيفة مع قوات المعارضة، التي اضطرت للانسحاب نحو الشمال. وتعتبر سراقب عقدة مواصلات مهمة يلتقي شرقها طريقا M4و M5الدوليان، اللذان يصلان حلب باللاذقية، وحلب بدمشق.
وتتم عملية سحب حديد التسليح بإشراف الفرقة 25 مهام خاصة “قوات النمر” الموالية لروسيا، والتي يقودها العميد سهيل الحسن الملقب بالنمر. وغالباً ما تتعاقد الفرقة 25 مع ورشات خاصة لسحب الحديد، تستخدم مطارق حديدية يدوية كبيرة لهدم السطوح. ويصل سعر الطن حديد التسليح المسحوب من الأبنية، من دون معالجة، ما يقارب 65 دولاراً (التسعير يتم بالدولار)، ويصبح صالحاً لإعادة الاستخدام بعد معالجته في آلات تجليس تعمل بالديزل. وغالباً ما تكون أسواق حماة وحلب هي وجهة التسويق.
وفي معظم المناطق التي أعادت قوات النظام السيطرة عليها، جرت عمليات تعفيش واسعة النطاق للأثاث والمفروشات والآلات الكهربائية التي تركها المُهجّرون قسراً ورائهم. إلا أن مناطق محددة خضعت لعملية سحب حديد التسليح، كما يحدث حالياً في مخيم اليرموك بإشراف الفرقة الرابعة المدرعة التي يقودها ماهر الأسد. وغالباً ما تتم عمليات سحب حديد التسليح في المناطق التي يمنع كلياً على الأهالي العودة إليها. وحتى لو عاد الأهالي، فبيوتهم لم تعد قابلة للسكن.
ولا تبدو آلية العمل التي تتبعها الفرقة 25 لسحب وتسويق حديد التسليح، بعيدة عن مبدأ العمل البسيط الذي عممته الفرقة الرابعة خلال السنوات الماضية. إذ يتعاقد المكتب الاقتصادي للقوة العسكرية المهيمنة على المنطقة، مع ورشات خاصة تديرها ميليشيات مختلفة، كمتعاقدين ثانويين، تقوم بسحب المواد المطلوبة كالحديد والنحاس والرمل من الأنقاض. ويُشرف المكتب الاقتصادي على مراقبة عملية التوزين لمختلف أنواع المواد المستخرجة، وتسعيرها. وفي كثير من الأحيان، يعاد صهر المعادن المستخرجة من الأنقاض في أفران صبّ خاصة.
وليست سراقب هي الوحيدة التي يتم فيها سحب حديد التسليح، بل انتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير في بلدات وقرى ريف معرة النعمان الشرقي. وظهرت العديد من الصور الجوية التي تؤكد انتهاء الورشات من سحب حديد تسليح منازل متجاورة في بلدة معرشورين. ووصل عدد المنازل التي تم سحب الحديد منها في ريف معرة النعمان الشرقي إلى 300 منزل تقريباً، بحسب مراسل سيريا ريبورت في إدلب.
صورة جوية للحي الغربي من سراقب تظهر سقوف بيوت مهدمة
المصدر: حسابات ناشطين معارضين في تويتر.