ترخيص لبناء برجين في عين ترما بالغوطة الشرقية
حصلت شركة تموز للإعمار، في تشرين الثاني 2021، على ترخيص لبناء برجين في مدينة عين ترما التابعة لمنطقة دوما في الغوطة الشرقية.
وبحسب مراسل سيريا ريبورت في المنطقة، فإن صاحب شركة تموز للإعمار، هو متعهد المقاولات العقارية مأمون زيدان، الذي كان لديه قبل العام 2011 مكتب عقاري في عين ترما. بعد اندلاع ثورة العام 2011، غادر زيدان عين ترما التي انتفضت ضد النظام، ولم يعد إليها إلا بعد سيطرة قوات النظام عليها في العام 2018.
في مطلع العام 2021 بدأت شركة تموز إزالة بعض الأنقاض من الشوارع وردم الأنفاق في بعض المواقع ضمن عين ترما. وعملت شركة تموز أيضاً على إعادة تهيئة أساسات بعض الأبنية وترميمها. ويشير المراسل إلى أن أعمال الترميم وإعادة تأهيل الأبنية تتم حصراً بموجب موافقات أمنية مسبقة. وليس واضحاً إن كانت عمليات الترميم هذه تتم بموافقة أصحاب العقارات، نظراً لوجود الكثير من النازحين والمهجرين قسرياُ عن المنطقة.
وليس واضحاً أيضاً لمن تعود ملكية العقار 1077 الذي حصلت الشركة على ترخيص لبناء البرجين عليه، ولكنه يُطلُّ على المتحلق الجنوبي من جهة الشرق، بحسب ما يظهر في مقطع مصور ترويجي نشرته شركة تموز في صفحتها في فيسبوك. وكان المتحلق الجنوبي لدمشق، وهو اوتوستراد تمّ شقّه في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي ليحيط بالعاصمة دمشق من الجنوب والشرق، قد اخترق أراضي عين ترما الزراعية وشطرها إلى قسمين؛ شرقي، وهو الأكبر وظل تابعاً إدارياً لبلدية عين ترما في محافظة ريف دمشق، وغربي تم ضمه إدارياً لمحافظة دمشق. وترافق شق المتحلق الجنوبي مع استملاكات واسعة لأراضي عين ترما. في العام 2010 أصدرت محافظة دمشق مخططاً تنظيمياً لأراضي عين ترما غربي المتحلق الجنوبي باسم “تنظيم شرق باب شرقي”، على أن يضمّ أبراجاً تجارية وسكنية، ولكنه لم يجد طريقه للتنفيذ بسبب اندلاع ثورة العام 2011 .
وعين ترما من أقرب مدن الغوطة الشرقية إلى العاصمة دمشق، وقد بلغ عدد سكانها 40 ألفاً وفق احصائية العام 2009. وفي عين ترما مناطق عشوائية كبيرة أهمها؛ الزينيّة، الطبّالة ووادي عين ترما. وقد شهدت هذه العشوائيات توسعاً عمرانياً كبيراً قبل العام 2011، بسبب رخص أسعار وايجارات العقارات، وقربها من العاصمة. وعلى عكس العشوائيات، في عين ترما أيضاً منطقة تجارية وسكنية منظمة، تضم أحياء أسواق الخير، الشيميلاند وكازية سنبل. وقد شهدت هذه المنطقة أيضاً، قبل العام 2011، إقبالاً كبيراً على شراء العقارات فيها من قبل الطبقات الوسطى الدمشقية.
في العام 2013 سيطرت المعارضة المسلحة على عين ترما. وفي العام 2017 شنّت قوات النظام حملة عسكرية لفصل مدينة عين ترما عن حي جوبر الدمشقي المجاور لها، واستمرت المعارك حوالي 8 أشهر تعرضت فيها المنطقة لقصف مكثّف بصواريخ الفيل والغارات الجوية ما تسبب بدمار واسع النطاق. خلال معارك العام 2017، ونظراً لكثافة القصف، لجأ المجلس المحلي المعارض في عين ترما إلى حفر أنفاق تحت الأرض تربط المواقع الرئيسية الخدمية في المدينة ببعضها. بالإضافة إلى ذلك، حفرت الفصائل العسكرية أنفاق إمداد وإخلاء، من وإلى خطوط الجبهات. وتسبب ذلك بالتأثير على سلامة الأبنية، خاصة في المناطق العشوائية.
ويعيش حالياً في عين ترما حوالي 8 آلاف شخص، وسط دمار كبير في المباني والبنى التحتية، وانتشار كبير للأنقاض. وكان السكان قد بدأوا بالنزوح عن عين ترما تدريجياً منذ العام 2013. وفي العام 2018 هُجّرت قوات النظام قسرياً حوالي ألف شخص من السكان المتبقين إلى الشمال السوري.
مخطط أحد الأبراج السكنية المقرر اشادته على العقار 1077. المصدر: صورة مأخوذة من فيديو ترويجي لشركة تموز.
مصدر الصورة: صفحة الفيسبوك لشركة تموز للإعمار