بذريعة ملاحقة داعش.. قوات النظام تُهجّرُ سكان بادية السعن في حماة
رغم وقوعها تحت سيطرة النظام، تعرضت قرية الفاسدة التابعة لناحية بلدة السعن في ريف حماة الشمالي الشرقي، الثلاثاء 29 أيلول، لهجوم مسلح نفذته مجموعة من لواء فاطميون الذي يضمّ مقاتلين أفغان شيعة ويديرها الحرس الثوري الإيراني.
وتسبب الهجوم بمقتل وجرح 14 مدنياً على الأقل. المهاجمون أحرقوا أيضاً منازل في القرية التي يعتمد سكانها على الرعي، وسرقوا وقتلوا عدداً كبيراً من الأغنام.
مصدر في مكتب حماة الإعلامي التابع للمعارضة قال لمراسل سيريا ريبورت في المنطقة، إن العملية تمت أثناء انتقال رتل عسكري للميليشيات الأفغانية من مقرها في منطقة تدمر في بادية حمص إلى بادية حلب شمالي سوريا. وأكد المصدر أن المجزرة دفعت بمن تبقى من سكان القرية للنزوح عنها.
ولا يبدو أن عودة قريبة ستكون ممكنة للنازحين، بسبب الطبيعة العسكرية التي باتت سمة لهذه المنطقة. إذ تشي عمليات ميليشيات النظام بالرغبة في تفريغ بادية حماة الشرقية من السكان وتحويلها إلى حزام آمن يفصل مناطق النظام عن مناطق انتشار داعش في البادية السورية.
وهذه ليست الحادثة الأولى في ناحية السعن، إذ تعرضت قرى الخفية وبرمان ومريجيب وأبو لفة لهجمات من الميليشيات الموالية للنظام، خلال العام الجاري، ما تسبب بتدمير منازل وتهجير عدد كبير من السكان. وتركزت وجهة النازحين إلى بلدة السعن، وشمالي حماة وسهل الغاب وغربي مدينة السلمية.
ويتمركز أيضاً في بلدة السعن وقراها مجموعات من لواء القدس الفلسطيني المدعوم من روسيا. في حين تتمركز مجموعات من الفيلق الخامس الموالي لروسيا، في القاعدة العسكرية الروسية في قرية جويعد شمال شرقي السعن.
ميليشيات النظام نفذت منذ بداية العام 2020 حملات عسكرية وأمنية استهدفت منطقتي السعن والسلمية في بادية حماة، وصولاً إلى خناصر في بادية حلب شمالاً. وتبرر الميليشيات عملياتها بأنها لمطاردة خلايا تنظيم داعش الأرهابي الذي عاد للظهور مجدداً في المنطقة. في حزيران طلب لواء القدس، المزيد من التعزيزات العسكرية لتمشيط المنطقة، والتحقت به مجموعات كبيرة من الميليشيات المسيحية من محردة والسقيلبية. وتسببت تلك العمليات بتهجير كثير من تبقى من سكان القرى النائية في بادية حماة الشرقية.
وسبق هذا النزوح الأخير، موجتي نزوح؛ الأولى نتيجة معارك العام 2017 في منطقة السعن بين كل من المعارضة والنظام وداعش. حينها، تبادلت تلك الأطراف السيطرة مراراً على قرى المنطقة، ما تسبب بدمار هائل في عمرانها. وتعرضت بعض القرى لدمار شبه كامل بسبب القصف الجوي الروسي الذي استهدف مقاتلي المعارضة، قبل سيطرة النظام النهائية عليها نهاية العام 2017. وتركز النزوح حينها إلى مناطق المعارضة في إدلب وحلب.
النزوح الثاني حصل في العامين 2018 و2019 على يد ميليشيات النظام الموالية لإيران، وتوجه أغلب النازحين عنها نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية شمال شرقي نهر الفرات.