انهيار مبنى في داريا: الأضرار غير المباشرة للقصف السابق
انهار بناء مكون من أربع طوابق، في 11 نيسان 2022، في مدينة داريا بريف دمشق، ما تسبب بمقتل شخصين. والمبنى لم يكن متضرراً من العمليات القتالية السابقة، ما يرجّح أن سبب الانهيار يعود إلى الأضرار غير المباشرة للقصف السابق على المنطقة.
وزارة الداخلية أشارت في بيان لها إلى البناء قديم وكان بداخله لحظة الانهيار عاملين وقد قتلا على الفور. في حين قال رئيس المجلس المحلي في مدينة داريا إن البناء مرخص منذ العام 2003، وهو غير مسكون، ولم يتعرض للدمار أو الترميم، مرجّحاً أن الانهيار يعود إلى وجود نفق تحت البناء.
وتعرضت مدينة داريا لحصار شديد فرضته قوات النظام، ما بين العامين 2012-2016، انتهى بتهجير كامل السكان قسرياً بعدما سويت أحياء كاملة من المدينة بالأرض بسبب القصف الجوي. وكان يسكن داريا نحو 255 ألف نسمة في العام 2007 بحسب إحصاءات رسمية، في حين يقطنها حالياً حوالي نحو 25 ألف شخص فقط بحسب تقديرات أهلية حصلت عليها سيريا ريبورت.
ويقع المبنى المنهار في شارع الوحدة الذي كان يمثّلُ خط تماس خلال سيطرة المعارضة على المدينة، وقد تعرضت المنطقة لقصف كثيف بالمدفعية الثقيلة والصواريخ والبراميل المتفجرة.
مسؤول سابق في مجلس مدينة داريا قال لسيريا ريبورت أن المبنى يقع في شارع الوحدة، بالقرب من جامع عمر بن الخطاب. والمبنى قديم تعود ملكيته إلى المقاول أبو عماد السقا من أهالي مدينة داريا. والمبنى مرخص ويقع ضمن مخطط داريا التنظيمي، وكان مسكوناً قبل العام 2011.
وأضاف المسؤول السابق بأن المبنى بحد ذاته لم يتعرض لقصف مباشر، رغم أن المنطقة تعرضت لتدمير واسع النطاق. كما أن أجزاء واسعة من المدينة، ومنها المبنى المنهار، تعرضت بعد انتهاء الحرب لعملية تعفيش كبيرة من قبل قوات النظام استهدفت الأثاث والنوافذ والأبواب وتمديدات الكهرباء والصرف الصحي، وحتى البلاط. المسؤول السابق أشار إلى أن سكان المبنى لم يعودوا إليه بعد انتهاء الحرب، لأنه كان غير صالح للسكن بسبب تعفيش محتوياته بالكامل حتى لم يبق منه سوى الهيكل.
وأضاف المصدر بأنه بعد العام 2016، باع صاحب المبنى الطابق الأرضي منه، والذي يضم محالاً تجارية، لشخص من آل الحصان من أهالي داريا. وأكد المصدر أن القتيلان جراء الانهيار هما من آل الحصان، وكانا يعملان على إزالة الأنقاض من الطابق الأرضي وإعادة تأهيله. ولم يسبق أن كشفت اللجان الفنية التابعة لبلدية داريا على السلامة الإنشائية لهذا البناء، كما غيره من الأبنية الواقعة على خط التماس. واكتفت البلدية بعد الانهيار بإزالة جزء من الأنقاض، وارسال لجنة فنية للتحقيق.
قائد عسكري سابق في فصائل المعارضة في داريا، استبعد فرضية وجود نفق تحت المبنى المنهار، في حديثه لمراسل سيريا ريبورت. وأضاف القيادي إن المبنى ورغم وقوعه في منطقة خط التماس بين قوات النظام والمعارضة إلى أنه بعيد عن مناطق تمركز قوات النظام، وبالتالي فلم يكن هناك من جدوى عسكرية لحفر نفق تحته. ولم تتمكن سيريا ريبورت من تأكيد أو نفي هذه الفرضية.
في حين أن المسؤول السابق في بلدية داريا رجّح أن سبب الانهيار يعود إلى الأضرار غير المباشرة التي تعرض لها البناء بسبب القصف السابق على المنطقة بالصواريخ والبراميل المتفجرة. إذ تسبب القصف بحدوث تخلخل في أساسات الأبنية والتربة المحيطة بها. وبعض تلك الأضرار تراكمية وغير مرئية، وقد تتسبب بانهيار البناء فجأة كما حدث في أكثر من مكان خاصة في مناطق سيطرة المعارضة السابقة.