انفجار مخزن أسلحة لقوات تحرير عفرين يدمر حياً سكنياً شمالي حلب
وقع انفجار ضخم، مطلع نيسان، في بلدة الأحداث بريف حلب الشمالي، التي تسيطر عليها قوات تحرير عفرين التابعة لقوات سوريا الديموقراطية “قسد”. وأدى الانفجار إلى تدمير منازل في محيط مقر لقوات تحرير عفرين، يبدو أنه كان يضم مستودعاً للأسلحة والذخائر.
وتسبب الانفجار بمقتل ثلاثة مدنيين من النازحين الأكراد من عفرين، وأيضاً بمقتل ستة عسكريين من قوات تحرير عفرين كانوا في المقر لحظة الانفجار. ولم يصدر توضيح رسمي من قوات سوريا الديموقراطية حول سبب الانفجار ونتائجه، في حين قالت بعض حسابات الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، رصدتها سيريا ريبورت، بأن ما حدث كان بسبب انفجار أسطوانة غاز في مخزن للأسلحة والذخائر الحربية.
وتقع بلدة الأحداث بالقرب من السجن المركزي والمنطقة الحرة ومعمل الاسمنت شمالي حلب، وقد سيطرت عليها المعارضة المسلحة بين العامين 2012-2016، لتسيطر عليها بعد ذلك قوات سوريا الديموقراطية مدعومة بغطاء جوي روسي. وبلدة الأحداث واحدة من أصل 30 قرية وبلدة أكبرها تل رفعت تسيطر عليها قسد حالياً شمالي حلب وتطلق عليها اسم مقاطعة الشهباء. وبعد سيطرة قسد، نزح معظم سكان المنطقة إلى المخيمات في مناطق المعارضة قرب الشريط الحدودي مع تركيا.
في العام 2018 استقبلت مقاطعة الشهباء، ومن بينها بلدة الأحداث، أكثر من 100 ألف نازح من عفرين التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة بدعم من الجيش التركي. ووزعت قسد قسماً من منازل النازحين عن بلدة الأحداث على النازحين الأكراد من عفرين، وحولت قسماً منها إلى مقار عسكرية وأمنية، وأيضاً حزبية تتبع لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي.
مصدر محلي في بلدة الأحداث قال لمراسل سيريا ريبورت، أن الانفجار تسبب بتدمير المقر العسكري المعروف باسم “مبنى كومين رقم 7” بشكل كامل، وتدمير سبعة منازل محيطة به وتحويلها إلى أنقاض. وقد عمل الهلال الأحمر الكردي على انتشال الجثث والناجين من تحت الركام.
المصدر المحلي أشار إلى أن سكان البلدة لم يكونوا على علم مسبق بوجود ذلك المخزن للأسلحة في المقر العسكري. ولكن بعد الانفجار، اكتشف الأهالي أن منازل أخرى غير مسكونة في قرية الأحداث تستخدم أيضاً كمستودعات لتخزين الأسلحة والذخائر لقوات تحرير عفرين. وأثار ذلك قلقاً وخوفاً لدى الأهالي النازحين من إمكانية حدوث انفجارات مماثلة لاحقاً.
منذ العام 2018، تنتشر قوات تحرير عفرين على خطوط التماس مع المعارضة شمالي حلب. وتنفذ تلك القوات أحياناً عمليات مسلحة ضد فصائل المعارضة في البلدات القريبة من خط الجبهة مثل مارع واعزاز وعفرين والباب. وتتخوف قوات تحرير عفرين من استهداف أسلحتها في بلدة الأحداث من قبل الطائرات المسيرة التركية التي تكاد لا تفارق أجواء المنطقة. ولذا، يبدو أن تلك القوات قد لجأت إلى تخزين تلك الأسلحة والذخائر في المناطق المأهولة بالسكان كنوع من التمويه. ويثير ذلك مخاوف جدية على حقوق السكن، الأرض والملكية، وأيضاً على حياة السكان.