النظام يتهم وقسد تنفي: الاستيلاء على السكن الشبابي في الحسكة
في 15 نيسان، نشرت صحيفة الوطن شبه الرسمية، تقريراً عن استيلاء قوات سوريا الديموقراطية، على مجموعة أبنية تابعة للسكن الشبابي في حي الغويران ذي الغالبية العربية جنوبي مدينة الحسكة. واتهمت الصحيفة قسد، بطرد سكان السكن الشبابي، بهدف القيام بأعمال توسعة للقاعدة العسكرية الأميركية القريبة منه.
السكن الشبابي في حي غويران. المصدر: سوشيال ميديا.
قيادي عسكري في قسد، والتي تُشكّلُ وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي عمودها الفقري، قال لمراسل سيريا ريبورت في المنطقة، أن تلك المساكن لم تكن لمدنيين، بل لعائلات ضباط وعناصر الشرطة السوري قبل العام 2011، وباتت بعد ذلك سكناً لعائلات ضباط وعناصر في قوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني الموالية لها.
ولم تتمكن سيريا ريبورت من تأكيد أن السكن الشبابي في الحي كان مسكوناً من قبل عائلات منتسبي سلك الشرطة قبل العام 2011. إذ أن مشاريع السكن الشبابي هي جزء من برامج السكن الاجتماعي الذي تنفذه المؤسسة العامة للاسكان التابعة لوزارة الأشغال العامة والإسكان، في حين أن لمنتسبي سلك الشرطة مساكن خاصة غالباً ما تنفذها مؤسسة الإسكان العسكرية.
وأضاف القائد العسكري، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن قسّد أخلت سكان السكن الشبابي، المكون من عشرة مباني، لـ”أسباب أمنية”. وأشار إلى أن أمر الإخلاء صدر، بعدما تم التأكد من قيام أحدهم بتصوير القاعدة العسكرية الأميركية، من أحد تلك المباني. ولم ينفِ القائد العسكري في قسد إخراج سكان السكن الشبابي، تحت قوة السلاح.
وحتى لحظة نشر هذا التقرير، لم تتلق سيريا ريبورت، رداً رسمياً من الناطق باسم قسد السيد فرهاد الشامي، على أسئلة مراسلنا.
القائد العسكري، أشار إلى أن مباني السكن الشبابي في حي غويران باتت تابعة لقسد، وأكد أنه لن يتم تسليمها للجانب الأميركي، مضيفاً أن ترتيبات تجري حالياً لتسليمها لنازحين كُرد من رأس العين وتل أبيض وعفرين، من الذين فروا من مناطقهم نتيجة العمليات العسكرية لفصائل المعارضة المدعومة من تركيا. ويتواجد أولئك النازحون حالياً في مراكز إيواء في الحسكة.
وتتهم الحكومة السورية قسد، بالعمل على التغيير الديموغرافي في مدينة الحسكة، من خلال تهجير السكان العرب من المدينة. ويزعم الإعلام السوري الرسمي، على أن قسد تنفذ بذلك إيعازات أميركية. القائد العسكري في قسد، نفى تلك التصريحات، مشدداً على أن سبب الإخلاء هو “أمني بحت”. وبدورها، تتهم قسد فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا، بإحداث تغيير ديموغرافي في المناطق ذات الغالبية الكردية مثل عفرين ورأس العين.
وأشار مراسل سيريا ريبورت، نقلاً عن مصادر إعلامية متابعة، إلى أن جميع المساكن المخصصة لعائلات العسكريين في قوات النظام والميلشيات الموالية، في مدينة الحسكة، قد تم تفريغها خلال الفترة الماضية، من قبل قسد. ويشمل ذلك بالاضافة إلى السكن الشبابي في حي غويران، كل من منطقة تل حجر، والمنطقة المحيطة بالملعب البلدي. وأضاف المراسل أن بعض تلك المساكن كان يقطنها مستأجرون مدنيون، مؤكداً أنه لم يتم تعويض أي من الذين تم اخلائهم. المصادر الإعلامية أضافت أن قسد، نقلت بعض النازحين من رأس العين إلى تلك المساكن، وما زال العمل جارياً على تهيئة وترميم البقية.
مراسل سيريا ريبورت أشار أيضاً إلى أن قسد، قد سيطرت أيضاً في منتصف العام 2020، على مباني حكومية في مدينة الحسكة، ومنها؛ الإدارة العامة للسورية للحبوب في حي غويران، والشركة العامة لكهرباء الحسكة، والمدينة الرياضية، والجمعية السورية للمعلوماتية، ومديرية الصناعة والسياحة والشؤون البيئية، وفرع المرور، ومديرية السجل المدني، والمصرف التجاري.