المعفشون يغزون مخيم اليرموك
يبدو بأن البحث في الأنقاض وإعادة تدويرها بات عملاً رئيسياً لورشات التعفيش في المناطق المتضررة التي تُقيّد الأجهزة الأمنية عودة الأهالي إليها. ويظهر ذلك واضحاً في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة دمشق.
مراسل سيريا ريبورت في المنطقة، أشار إلى أن شوارع دير ياسين، العروبة والـ15، هي أكثر المناطق التي تخضع للتعفيش في المخيم. وتقوم بالتعفيش ورشات كل منها تضم أقل من عشرة عمال، مزودين بمعدات خفيفة لهدم السقوف والأعمدة واستخراج الحديد منها. وتدخل تلك الورشات إلى المخيم بشكل نظامي، عبر الحواجز في شارع الثلاثين، التابعة للأمن العسكري. ولدى أعضاء تلك الورشات مهمات أمنية تمنحهم حرية الدخول والخروج من المخيم، صادرة عن الفرقة الرابعة، وهي بمثابة رخصة مرور وعمل.
معظم تلك الورشات تتألف من عمال مياومين يوظفهم تجار الخردة، ويجمعون الخردة المستخرجة من الأنقاض في مواقع متفرقة داخل المخيم خاصة في شارعي الـ15 ودير ياسين، كما يحدث في مدينة الحجر الأسود المجاورة. ومن هناك يقوم تجار الخردة بإخراج الخردة من المخيم، مروراً بالحواجز الأمنية، إلى معامل صهر للحديد في ريف دمشق.
وفي العموم، تتقاسم ورشات التعفيش المخيم بحيث يكون لكل منها قطاع يضم بعض الأبنية. وبالإضافة إلى تلك الورشات الإحترافية، تعمل أيضاً في التنقيب عن الخردة مجموعات أقل تنظيماً معظم أعضائها يعملون لحسابهم الخاص في جمع الحديد وسرقة المنازل. ويدفع أولئك رشاوى لعناصر الحواجز الأمنية للسماح لهم بدخول المخيم. ولا تتردد تلك الورشات غير المنظمة، عن الاعتداء على الأهالي العائدين لتفقد عقاراتهم، بالحجارة والعصي، في محاولة لتخويفهم ومنعهم من العودة.
شهود عيان قالوا لمراسل سيريا ريبورت إن عمليات التعفيش والهدم، والتنقيب عن الحديد، تحدث أيضاً للأبنية غير المتضررة والصالحة للسكن. وتقوم ورشات التعفيش أحياناً، بهدم الأعمدة في الطوابق الأرضية لتنهار الأبنية، ما يسهل عليهم سحب الحديد من الأنقاض. وتسببت عمليات الهدم تلك بمقتل معفشين خلال السنوات الماضية في جوبر، وفي الحجر الأسود.
عمليات الهدم طالت في بعض الأحيان أبنية أعيد ترميمها في المخيم. يروي أبو أحمد لمراسل سيريا ريبورت، إنه كان يعمل على ترميم منزله في الطابق الثاني من بناء بالقرب من شارع المدارس، بشكل متقطع، لإعادة تأهيله وسكنه. أبو أحمد تفاجأ مؤخراً بأن درج المبنى قد هُدِمَ بالكامل وسحب الحديد منه، ما جعل الوصول إلى الطابق الثاني أمراً صعباً للغاية.
سلمى، قالت للمراسل، إنها حصلت على موافقة للعودة إلى منزلها الصالح للسكن في المخيم، وعملت على إعادة تأهيله وتركيب أبواب ونوافذ له. سلمى أنفقت في إعادة تأهيل المنزل كل مدخرات العائلة، لتفاجئ مؤخراً بأن المعفشين لم يتركوا شيئاً لم يقوموا بفكه وسرقته.
ويتزامن ذلك، مع صدور إعلان غير واضح عن محافظ دمشق، في يناير الماضي، بخصوص الأبنية الساقطة والآيلة للسقوط جزئياً أو كلياً في المخيم، ودعوة الأهالي ومالكي العقارات لمراجعة دائرة خدمات اليرموك، من أجل ترحيل وإزالة أبنيتهم الساقطة أو الآيلة للسقوط جزئياً أو كليّاً. ولم يوضّح الإعلان ما المطلوب من الأهالي، وإن كان يتوجب عليهم إزالة أبنيتهم بأنفسهم، أو ستقوم بذلك دائرة خدمات اليرموك.