المعارضة توسع المخطط التنظيمي في مدينة شمالي حلب.. بعد التشاور مع أصحاب العقارات
في أول خطوة من نوعها، عدّل مجلس مدينة تسيطر عليها المعارضة في الشمال السوري، مخططاً تنظيمياً سابقاً للمدينة صادر في فترة سيطرة النظام السوري. والأهم، أن التعديل تمّ بعد التوافق مع الأهالي، في حادثة قد تكون الأولى من نوعها منذ سيطرة حزب البعث على الحكم في سوريا في العام 1963.
مصدر الصورة: المجلس المدني في الراعي
وأعلن المجلس المدني في مدينة الراعي شمالي حلب عن بدء تنفيذ أعمال توسع للمخطط التنظيمي للمدينة، والذي سيمتد في الأراضي الواقعة شرقي المدينة على جانبي الطريق السريع “المتحلق الشرقي” الواصل إلى معبر الراعي الحدودي مع تركيا شرقاً.
وبدأ تنفيذ التوسع عبر أعمال التسوية والتمهيد للأرض وشق الطرق. وأشارت مصادر قريبة من المجلس لمراسل سيريا ريبورت في المنطقة إلى أن الأعمال المنفذة حالياً تتم وفق المخطط التنظيمي العام للتوسع، بينما ما زال المخطط التفصيلي للتوسع غير مكتمل بعد.
وكانت شركات إنشاء تركية قد شقت المتحلق الشرقي في العام 2018، لوصل معبر الراعي الحدودي الواقع على مسافة كيلومترين شرقي المدينة بالطريق الرئيسي المتجه نحو مدينة الباب، من دون دخول مدينة الراعي.
وتأتي توسعة المخطط التنظيمي لأن المخطط القديم لم يعد يتناسب مع الزيادة السكانية في المدينة. وبات الأهالي بحاجة إلى توسعة المخطط للتوسع في العمران السكني والتجاري على أطراف المدينة.
مصدر مسؤول في المجلس المدني قال لمراسل سيريا ريبورت، إن تنفيذ توسع المخطط التنظيمي للمدينة سيتم في العام المقبل. وأضاف أن التوسع سيكون باتجاه الجهة الشرقية للمدينة، على جانبي المحلق الشرقي، لأن الأراضي فيها جرداء وتضاريسها وعرة غير قابلة للزراعة، بينما أطراف المدينة الأخرى هي أراضي صالحة للزراعة، والتوسع فيها سيسبب ضرراً بالقطاع الزراعي.
ولم يقدم المجلس المدني في الراعي أجوبة حول الطرق التي سيتم اتباعها في استملاك العقارات وأجزائها بغرض النفع العام، ولا عن آليات التعويض، ممهلاً ذلك إلى ما بعد صدور المخطط التفصيلي.
وتعود ملكية الأراضي في منطقة التوسع للأهالي من أبناء المدينة. وقال المصدر إن قرار توسع المخطط جاء بعد التشاور مع أصحاب الأراضي، ومناقشة تفاصيل التوسع. وقد وافق أصحاب الأراضي على تنفيذ المخطط لأنهم سيستفيدون منه من ناحية ارتفاع الأسعار بعد تحول المنطقة إلى منطقة عقارية. وسيتم في المرحلة الأولى إيصال شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي إلى منطقة التوسع، وشق الطرق فيها.
ويشكل التركمان السوريين الغالبية العظمى من سكان مدينة الراعي وقراها في ريف حلب الشمالي. ويمتد عمران المدينة الى الشريط الحدودي مع تركيا. وقد سيطرت المعارضة على الراعي في العام 2012، وبعد دخول المعارضة إلى مدينة حلب منتصف العام 2012 نزحت أعداد كبيرة من التركمان من أحياء الهلك والحيدرية وبستان الباشا الحلبية، نحو مناطقها الأصلية في الشمال، وإلى الراعي أهم المدن التي استقبلت النازحين.
وخسرت المعارضة الراعي وريفها لصالح تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف في العام 2014، واستعادتها مرة أخرى في العام 2017 في عملية درع الفرات المدعومة من القوات التركية.
وتحظى الراعي باهتمام تركي لافت عبر الدعم المالي المقدم لمجلسها المدني الذي يواصل تطوير القطاعات الخدمية المتنوعة. كما يحصل المجلس على جزء كبير من عائدات معبر الراعي المالية ويوظفها في مشاريع المدينة الخدمية، ومن أهمها توسعة المخطط التنظيمي للمدينة، وإنشاء مدينة صناعية، وتطوير شبكة المواصلات، وكذلك في قطاع الصحة وصناعة الأحذية.