اللاذقية: العودة إلى الغنيمية.. والسمعة لوادي شيخان!
بعد خمسة أعوام على استعادة قوات النظام للسيطرة عليهما، أعلنت محافظة اللاذقية عن عودة الحياة الطبيعية إلى قريتي الغنيمية ووادي شيخان في ريفها الشمالي. وجرى ذلك بعد ترميم منازل متضررة نتيجة الأعمال القتالية، بمساهمة من بطريركية الروم الأرثوذكس، في حين أن محافظة اللاذقية تكفّلت بإعادة الخدمات الأساسية إليهما.
وفيما يبدو إبعاداً لشبهة التحيّز الطائفي تمّ جمع الغنيمية ووادي شيخان سوية، رغم اختلاف وضعهما وخلفياتهما السكانية. إذ أن سكان قرية وادي شيخان كانوا من التركمان السنّة وقد سبق ونزحوا منذ العام 2012 إلى تركيا وبعضهم إلى الشمال السوري، ولم يعد إليها مؤخراً سوى قلة قليلة رغم إعلان المحافظة عن عودة الحياة الطبيعية لها.
في حين أن معظم سكان قرية الغنيمية المجاورة فهم من المسيحيين. ومع اقتراب المعارك منها نهاية العام 2012، نزح جميع الأهالي إلى مدينة اللاذقية، حيث تكفلت بطريركية الروم الأرثوذكس بمساعدتهم. ولكن المساعدات لم تكن كافية ما شكل مصدر احتجاج وتذمر متواصل من النازحين على المؤسسات التابعة للكنيسة الأرثوذكسية.
وسيطرت قوات النظام على قرية الغنيمية بمساعدة روسية في العام 2016. ومع ذلك، لم يُسمح للأهالي النازحين بالعودة، ما اضطر كثيرون للحصول على موافقات أمنية سمحت لهم بزيارات قصيرة لبيوتهم وأراضيهم. خلال السنوات الماضية مُنع الأهالي النازحين لا من العودة لبيوتهم، بل أيضاً من العمل بأراضيهم الزراعية ما حرمهم من إنتاجها. وغالباً ما تذرّع المسؤولون الحكوميون بوجود مخاطر على الأهالي في حال عودتهم، لتبرير ذلك المنع.
مسؤول في البطريركية، قال لسيريا ريبورت، إن قوات من النظام كانت قد استقرت في القرية خلال السنوات الماضية، وهذا هو السبب الحقيقي لمنع عودة الأهالي. وأضاف المسؤول أن الكنيسة ضغطت قبل سنة تقريباً على الجانب الروسي، ليضغط بدوره على الأجهزة الأمنية بغرض إلغاء شرط الحصول على الموافقة الأمنية المسبقة لزيارة القرية. كما تطّلب السماح للأهالي بالعودة أيضاً تدخلاً روسياً مرة أخرى لإخلاء القرية من قوات النظام، وضغطاً مماثلاً على محافظة اللاذقية لإعادة تأهيل شبكتي الكهرباء والماء في القرية. ومع ذلك، اكتشف الأهالي أن كثيراً من بيوتهم قد تعرضت للتعفيش على يد قوات النظام أثناء خروجها من القرية.
في حين اشتكى بعض العائدين من أن عملية ترميم المنازل كانت جزئية. في حين أشار المسؤول في البطريركية، إلى إن تأمين مستلزمات البيوت الأساسية سيتم في وقت لاحق، بدعم من الكنيسة الروسية.