العواصف تزيد معاناة النازحين شمال غربي سوريا
تسببت العواصف المطرية والثلجية، في كانون الثاني 2022، بزيادة معاناة النازحين السوريين من قاطني المخيمات المنتشرة بالقرب من الشريط الحدودي السوري-التركي.
ويقطن أكثر من مليون نازح في 1293 مخيماً في أرياف حلب وإدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة. ومن بين تلك المخيمات 282 مخيماً عشوائياً أقيمت في أراض زراعية بجهود ذاتية، وغالباً ما يجمع واحدها أبناء قرية أو بلدة واحدة، أو عائلة كبيرة، من المُهجرين قسراً إلى الشمال السوري. ولا تحصل عادة هذه المخيمات العشوائية على دعم من المنظمات الدولية.
مصدر خاص من منظمة محلية غير حكومية ترصد أوضاع النازحين في مناطق المعارضة، قال لمراسل سيريا ريبورت في المنطقة، إن عدد المخيمات المتضررة من العواصف المطرية والثلجية خلال كانون الثاني، وصل إلى 266 مخيماً. وأضاف المصدر، أن استجابة المنظمات العاملة في المنطقة لم تسجل تحسناً إضافياً، بسبب استمرار تأثير العوامل الجوية الصعبة، وزيادة حجم الأضرار في المخيمات. هذا، بالإضافة إلى وجود ضعف في تمويل المنظمات الدولية للاستجابة لاحتياجات النازحين السوريين خلال الشتاء الحالي.
وغالبية النازحين لا يستطيعون الحصول على مواد التدفئة، في حين تحتاج أغلب المخيمات تقريباً لتركيب عوازل مطرية وحرارية للخيام، لتقليل آثار الأمطار والبرودة. وكان الأطفال وكبار السن الأكثر تأثراً بانخفاض درجات الحرارة، والعواصف المطرية والثلجية، بسبب غياب وسائل التدفئة.
العاصفة الثلجية أثرت بشدة على المخيمات المنتشرة في منطقة عفرين شمال غربي حلب، وهي منطقة جبلية وعرة. وتسببت الثلوج في تلك المنطقة بانقطاع الطرق إلى عدد من المخيمات، وبتهدم مئات الخيام على رؤوس أصحابها. في حين أن الأمطار الغزيرة تسببت بغرق مئات الخيام في الكثير من المخيمات الأقل تأهيلاً في أرياف إدلب وحلب.
آثار العاصفة على بعض مخيمات عفرين دفعت فصائل من المعارضة المسلحة، بمساعدة منظمة الدفاع المدني “الخوذ البيضاء”، لتنظيم حملة إغاثة طارئة لنقل مئات العائلات إلى البلدات والقرى لإيوائهم بشكل مؤقت في المساجد والمقرات الخدمية، وأيضاً إعادة فتح الطرقات لضمان وصول المساعدات. الحملة استهدفت أيضاً نقل المتضررين إلى أماكن آمنة، وتأمين وسائل التدفئة، واستبدال الخيام المدمرة، وتوفير وجبات جاهزة للتغذية، وتوفير ملابس شتوية خاصة للأطفال. كما أُطلِقَت مبادرات شعبية لاستضافة المتضررين من العاصفة في المنازل في عدد من القرى والبلدات.
استجابة المنظمات والجمعيات المحلية، والفصائل المسلحة، والمبادرات الشعبية، ظلت محدودة ولم يكن لها تأثير كبير في التخفيف من آثار الكارثة التي خلفتها العواصف وانخفاض درجات الحرارة على أكثر من مليون نازح في المخيمات. والأزمة الأكبر، أن هذه الكارثة تتكرر كل عام تقريباً، وتتكرر الاستجابة لها بذات الطريقة، من دون الانتقال إلى أي مستوى من الحلول المستدامة.
مصدر الصورة: سيريا ريبروت