السكن في حمورية بعد التدمير والتعفيش
تعيش حوالي 1000 عائلة في بلدة حمورية بالغوطة الشرقية بمنازل مدمرة جزئياً أو بمحال تجارية، رغم مرور ثلاث سنوات على سيطرة النظام السوري عليها.
تبعد حمورية عن مركز مدينة دمشق حوالي 8 كم، وكان عدد سكانها يبلغ حوالي 20 ألف نسمة قبل عام 2011، تعد عقدة وصل بين مدن وبلدات الغوطة الشرقية، تقطن فيها الآن حوالي 1000 عائلة، وهجرت منها حوالي 700 عائلة إلى الشمال السوري.
وتعد حمورية عقدة وصل بين مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وكانت تشتهر ، قبل عام 2011، ببعض الحرف اليدوية كالموزاييك والمفروشات وحبال وأكياس القنب، والمربيات والكونسروة وبالأشجار المثمرة والثروة الحيوانية. خلال الثورة السورية كانت تضم أكبر تجمع للمشافي والنقاط الطبية التابعة للمعارضة بسبب توسطها الغوطة الشرقية وسهولة إيصال المرضى والمصابين إليها، كما كانت تعج بالنازحين من مختلف مناطق الغوطة.
وفي 15 آذار 2018تمكنت قوات النظام من السيطرة على حمورية بعد قصفها بشكل غير مسبوق واستخدام المدنيين الذين حاولوا الخروج من المعبر كدروع بشرية. حسب مصادر محلية دُمِّر حوالي 25 % من الأبنية بشكل كلي وحوالي 70 % من الأبنية بشكل جزئي. وبلغ عدد القتلى الكلي من أبناءها منذ عام 2011 حتى 2018 حوالي 850 قتيل.
ومنعت قوات النظام الأهالي من العودة إلى منازلهم إلى أن انتهت من تعفيش البلدة بالكامل في منتصف عام 2018.
أوائل العائدين كانت عائلات معظمها نساء وأطفال، تم نقلهم من مراكز الإيواء باستثناء الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 50 عام، وفوجئ الأهالي بتعفيش كافة الممتلكات العامة والخاصة. وبأكوام الدمار المنتشرة في الشوارع، ما دفعهم إلى جمع الأموال وفتح الشوارع على نفقاتهم الخاصة. ولا تزال بعض الشوارع مغلقة بالسواتر حتى الآن كالطريق الذي يصلها مع مدينة عربين المجاورة.
وبعد عودة الأهالي، طلبت الأجهزة الأمنية من البلدية إجراء دراسة أمنية لكافة العائلات العائدة ومدى ارتباطها السابق بفصائل المعارضة، وتضمنت الدراسة عنوان العائلات واسم صاحب العقار المسكون، وتم التركيز إن كان قاطن المنزل هو المالك الأصلي أم لا، وبالتوازي مع ذلك قامت الأجهزة الأمنية بمصادرة ممتلكات تعود لمعارضين للنظام، وتم الكتابة على جدرانها (مصادر) والحاقه باسم الفرع الأمني (أمن عسكري، مخابرات جوية).
عملية المصادرة بهذا الشكل لا تعني صدور قرار رسمي بمصادرة المنزل، إنما تمت فقط بناءً على معلومات أمنية.
عمليات الاستيلاء والمصادرة طالت منازل ومعامل ومزارع ومحال تجارية. ومن العقارات المصادرة، معامل أحجار البناء (البلوك) ومعامل الفواكه المجففة وورشات المفروشات. وعدد كبير من مزارع الأشعري التي كان تعد منتزهات صيفية، مع العلم أنه تم تعفيش كل ذلك بالكامل قبل مصادرة العقار.
ويسيطر على حمورية المخابرات الجوية والأمن العسكري، وتم إزالة معظم الحواجز من البلدة، لكن يتم وضع حواجز مؤقتة خلال عمليات الدهم والاعتقال. وتضيّق الأجهزة الأمنية على الأهالي لا سيما الذين لديهم أبناء مهجرين إلى الشمال السوري، وتم التحقيق مع عشرات الاشخاص بتهمة التواصل مع أبناءهم المهجرين واستلام حوالات مالية منهم.