الزارة بريف حماة: عودة خجولة
وسط حفاوة إعلامية كبيرة، عادت مؤخراً بضع عائلات إلى قرية الزارة في ريف حماة الجنوبي، وذلك بعد ثلاثة أعوام على استعادة قوات النظام السيطرة عليها. والزارة من أصغر قرى ريف حماة، وبنيت بقربها محطة الزارة الحرارية لتوليد الكهرباء. بلغ عدد سكان القرية بحسب احصاء العام 2004 بحدود 1000 نسمة، وجميعهم من الطائفة العلوية.
وكانت محافظة حماة قد تكفّلت بإعادة تأهيل جزئية للمرافق الخدمية في القرية من كهرباء وماء، بمساهمة وتمويل من منظمات دولية ومحلية غير حكومية. وكان في القرية مدرسة وحيدة للمرحلة الدراسية الأولى، ولا يوجد فيها مركز صحي.
ورغم كونها تابعة لمحافظة حماة إلا أنها أقرب إلى محافظة حمص، وتقع مدينة الرستن على مسافة 5 كيلومترات شرقها. ولذا، فقد تحولت خلال سنوات الحرب إلى خط اشتباك قبل أن تتمكن فصائل معارضة تابعة لـ”غرفة عمليات ريف حمص الشمالي” من السيطرة عليها في العام 2016، وسط تقارير عن ارتكابها انتهاكات جسيمة ضد من تبقى من سكانها.
واستعادت قوات النظام القرية في العام 2018، إلا أن نسبة الدمار الكبيرة التي لحقت بمنازلها وبنيتها التحتية، منعت أهلها من العودة. وتشير مصادر سيريا ريبورت إلى أن القرية ورغم كل الحديث عن إعادة تأهيلها ما زالت إلى حد كبير عبارة عن ركام من الأنقاض.
ولم يُسمح للأهالي بالعودة إلى القرية للزيارة، خلال السنوات الثلاثة السابقة، إلا بموافقة أمنية. واستثني من ذلك بعض منتسبي مليشيات الدفاع الوطني الذين يزورون القرية نهاراً ويغادرونها ليلاً، وذلك لضمان استمرار العمل في أراضيهم الزراعية.
تقرير وكالة سانا الرسمية، نشر في تموز، تحدث عن عودة 16 عائلة فقط للبلدة. وأشار التقرير إلى أن عدد العائلات العائدة سيرتفع إلى 40 خلال الشهور المقبلة.
ولا يبدو أن لدى كثير من أبناء القرية الحماسة للعودة إليها حالياً، وذلك بحكم انتقال الموظفين العسكريين والمدنيين منهم إلى أماكن عمل جديدة في دمشق وحمص، خلال سنوات النزوح. وبالأصل، كانت القرية تمثّلُ مقصداً لأهلها في أيام العطل والأعياد، وأغلب قاطنيها هم من المتقدمين في العمر والمتقاعدين. النسبة الأكبر من العائدين حالياً للقرية هم من الموظفين في محطة الزارة الحرارية، وفي محطة القطار في بلدة حربنفسه التابعة لحمص.