الحدود الجديدة لحي جوبر الدمشقي وفق المخطط التنظيمي رقم 106
عدّلت محافظة دمشق حدودها الشرقية، واعتمدت طريق المتحلق الجنوبي حداً فاصلاً جديداً بينها وبين محافظة ريف دمشق. ويفترض أن ينتج عن ذلك تبادل محافظتي دمشق وريفها التبعية الإدارية لبعض المناطق الواقعة على طرفي المتحلق. واتضح ذلك في مدينة جوبر ومحيطها، بحسب المخطط التنظيمي التفصيلي رقم 106، الصادر نهاية حزيران الماضي.
من الجنوب وسعت محافظة دمشق المخطط على حساب مدينتي عربين وزملكا في الغوطة الشرقية، بالترتيب. في مدينة عربين، ضمّ المخطط أراضي منطقتين زراعيتين تسميان بالمنجكية والرِّحليّات القريبتين من فرع المخابرات الجوية الواقع إلى جانب العقدة المرورية على المتحلق الجنوبي. ومن مدينة زملكا، تمت إضافة منطقتي نصبة حلة والفطيرة إلى جوبر.
من جانب آخر، استبعد المخطط 106، بعض المناطق في مدينة جوبر الواقعة خلف المتحلق الجنوبي، مثل أجزاء من أحياء المحاريق وبيادر جديا والتركمان، والتي يفترض أن تصبح تابعة لمدينة زملكا في محافظة ريف دمشق.
عضو سابق في المكتب التنفيذي لمحافظة ريف دمشق، قال لـسيريا ريبورت، إن معالجة قضية الأراضي المتداخلة بين العاصمة وريفها، وتعديل الحدود الإدارية بينهما، تحتاج إلى عمل لجنة إقليمية تتولى التنسيق بين محافظتي دمشق وريف دمشق. ونظرياً، فإنه يجب في البداية تثبيت الحدود الإدارية الجديدة بين المحافظتين. وبعد ذلك فقط يجري العمل بتنظيم المنطقة وفق المخطط 106، بموجب أحكام قانون التخطيط وعمران المدن رقم 23 لعام 2015.
وقدّر العضو السابق في المكتب التنفيذي، بأن ذلك يحتاج وقتاً طويلاً، ولن يتعلق فقط بتسوية اعتراضات أصحاب الحقوق على المخطط الجديد، بل أيضاً بحل المشاكل الناجمة عن تغيّير التبعية الإدارية الجديدة للمناطق.
وكانت مدينة جوبر بحد ذاتها تابعة لمحافظة ريف دمشق، وقد تم ضمها إلى مدينة دمشق في العام 1968، بحسب مخطط ايكوشار. وجرى توسع عمراني كبير منذ ذلك الوقت في جوبر، بعضه منظم وبعضه الآخر عشوائي. وسبق أن اقتطعت محافظة دمشق بعض المناطق من جوبر، مثل حي الزبلطاني وسوق الهال.
وكان عدد سكان حي جوبر يقدر بحوالي 300 ألف نسمة قبل العام 2011. وفيه معالم دينية وأثرية أهمها المسجد العمري، وجامع جوبر الكبير، وكنيس آلياهو لاهامي اليهودي الأثري، والحمّام القديم.
في تشرين أول 2012 سيطرت قوات المعارضة على الحي، وتعرض بعد ذلك لقصف مكثف من قوات النظام ما تسبب بنزوح سكانه إما إلى الغوطة الشرقية أو إلى دمشق. في آذار 2018، ومع استيلاء قوات النظام على الغوطة الشرقية، تم تهجير أغلبية نازحي جوبر إلى الغوطة الشرقية، إلى الشمال السوري.
وحي جوبر حالياً خالٍ من السكان. وتمنع الأجهزة الأمنية النازحين من العودة إلى جوبر، حتى لتفقد منازلهم، في ظل استمرار ورشات التعفيش في إعادة تدوير أنقاض الحي. وفعلياً، بقيت نسبة قليلة من نازحي جوبر في دمشق وريفها، قد لا تتجاوز رُبع عدد السكان الأصليين، بحسب تقديرات نقلها مراسل سيريا ريبورت عن مصادر أهلية من جوبر، في دمشق وفي الشمال السوري.
صورة للمخطط التنظيمي 106
المصدر: سوشيال ميديا