التحديات التي تفرضها الذخائر غير المنفجرة على حقوق السكن والأرض والملكية في مناطق المعارضة
تشكل مخلفات الحرب من الألغام والذخائر غير المنفجرة، تحدياً أمام استقرار السكان في مناطق سيطرة المعارضة شمال غرب سوريا، وتضع حدوداً لانتفاعهم من حقوق السكن، الأرض والملكية. إذ يخشى كثيرون العمل في اراضيهم الزراعية، أو سكن بعض البيوت التي تعرضت للقصف بالذخائر العنقودية.
واستجاب الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، منذ مطلع العام 2021 حتى نهاير آذار 2022، إلى 20 انفجاراً لمخلفات الذخائر الحربية، خلفت 15 قتيلاً بينهم 8 أطفال. وكانت فرق الذخائر في الدفاع المدني السوري، قد وثّقت استخدام 60 نوعاً من الذخائر المتنوعة التي يمكن أن لا تنفجر فوراً، ومنها 11 نوعاً من القنابل العنقودية المحرمة دولياً، التي استخدمتها القوات الروسية وقوات النظام بكثافة في قصف مناطق المدنيين.
في شباط، أصيب طفلان بجروح خطرة إثر انفجار جسم غريب ضمن أرض مزروعة بالقمح في بلدة عدوان غربي إدلب. وأيضاً أصيبت طفلة في الفناء الخلفي للعمارة السكنية التي تقطنها العائلة النازحة، في الحي الغربي من مدينة دركوش غربي إدلب، بعد انفجار قنبلة عنقودية. بعض سكان العمارة منعوا أطفالهم من اللعب في الحارة، في حين انتقلت عائلة من كامل المنطقة حرصا على سلامة أطفالها.
وتشكل القنابل العنقودية الخطر الأكبر على السكان، بسبب استخدامها المكثف أثناء القصف، وانخفاض معدل انفجارها الفوري بعد وصولها إلى الأرض مقارنة ببقية أنواع القذائف، وانتشارها على مناطق واسعة.
في المقابل، خلفت بعض فصائل المعارضة في مقراتها العسكرية التي أخلتها، أو في مناطق عملياتها، ذخائر غير منفجرة، تشكل أيضاً عائقا أمام استقرار السكان، وخطراً على حياتهم. ومن أهم تلك الذخائر قذائف الهاون محلية الصنع، والألغام والقنابل الفردية. بعض تلك الذخائر غير المنفجرة متروكة أيضاً ضمن الأراضي الزراعية التي كانت تستخدم كمرابض للمدفعية.
وتنتشر مخلفات الحرب في عموم مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، وتكثر في سهل الغاب وقرب مدينة جسر الشغور، وشرقي مدينة إدلب، وفي مدن سرمين وبنش وتفتناز، وجبل الزاوية، وهي المناطق التي شهدت عمليات قصف مكثّفة.
منسق برنامج الذخائر غير المنفجرة في الدفاع المدني السوري، المتطوع سامي المحمد، قال لمراسل سيريا ريبورت، إن فرق الدفاع المدني المتخصصة بمسح وإزالة الذخائر غير المنفجرة، أجرت خلال العام 2021، أكثر من 600 عملية مسح، حددت فيها 400 منطقة ملوثة، وتخلّصت من نحو 23 ألف ذخيرة متنوعة من بينها 21 ألف قنبلة عنقودية.
ومع ذلك، ما تزال الذخائر غير المنفجرة والألغام منتشرة بين منازل المدنيين، وفي الأراضي الزراعية، وفي أماكن لعب الأطفال، وستبقى قابلة للانفجار لسنوات، أو لعقود مقبلة. وإزالة تلك الذخائر والألغام تساعد في رعاية المجتمعات وإعادة إحيائها، وتمكين النازحين من العودة إلى منازلهم والعمل في أراضيهم الزراعية، والأطفال من الوصول لمدارسهم وأماكن لعبهم بأمان.