الأصفر بريف السويداء: متى ينتهي النزوح؟
عانت منطقة الأصفر في بادية السويداء الشرقية، من تعاقب السيطرة عليها بين قوات النظام والمعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية المتطرف. وما زال أهلها نازحين عنها وممنوعين من العودة لها، رغم انتهاء العمليات العسكرية فيها منذ نهاية العام 2017.
وتمتد منطقة الأصفر على مساحة 5 هكتارات، على تخوم بلدات ريف السويداء الشمالي الشرقي وتتبع ادارياً إلى منطقة شهبا، وتضم ثماني قرى، أهمها الأصفر وشنوان، وكان عدد سكانها يقدر قبل العام 2011، بـ8 آلاف نسمة، جميعهم من عشائر البدو. وتصل منطقة الأصفر بين السويداء وغوطة دمشق الشرقية، وتشكل مدخلاً لبادية الحماد.
في العام 2014 سيطر داعش على الأصفر وفرض التجنيد الإجباري على شبابها، فكان النزوح الأول للأهالي نحو ريف السويداء الشرقي، ومناطق من اللجاة غرباً. وفي شباط 2017، تمكنت قوات المعارضة المسلحة من طرد داعش. وأثناء المعركة، جرت عملية النزوح الثانية لمن تبقى في المنطقة، إلى ريف السويداء الشرقي. وبعد توقف المعارك، بدأت العشائر بالعودة إلى المنطقة والاستقرار فيها حتى منتصف 2017، عندما شنت قوات النظام عملية عسكرية ضد المعارضة، لتنجح بالسيطرة عليها بالكامل. وتعرضت المنطقة خلال المعارك لتدمير واسع النطاق، وسرقة وتعفيش، ما تبقى من منازلها. وعلى أثر ذلك نزح السكان للمرة الثالثة، بشكل كامل، باتجاهات متعددة، وتوجه القسم الأكبر منهم نحو ريف درعا الشرقي عبر اللجاة، وبعضهم توجه نحو مخيم الركبان، والقليل نحو ريف السويداء الشرقي. وتقدر نسبة الدمار الكامل، التي لحقت بالمنازل جراء معارك العام 2017، بما يزيد عن 30%، بحسب مصادر عملت على توثيق الانتهاكات، تحدثت لـSyria Report بشرط عدم الإفصاح عن هويتها.
الفرقة 15 قوات خاصة من قوات النظام، المتمركزة بين السويداء ودرعا، انتشرت بعد ذلك في قرى الأصفر، وحولتها إلى منطقة عسكرية مغلقة، تنطلق منها بعمليات عسكرية نحو البادية.
في نهاية العام 2018 قدم مسؤولون من الحكومة السورية، ومن مركز المصالحة الروسية في الجنوب السوري، عرضاً للنازحين من أبناء المنطقة، بالسماح لهم بعودة جزئية، على دفعات، مع بقاء قوات الفرقة 15 منتشرة فيها. والعرض يشترط العودة الجزئية، بأن يُسلّم وجهاء العشائر والقرى الشباب الذكور المطلوبين لخدمة العلم العسكرية، والفارين منها، لتسوية أوضاعهم الأمنية، وفرزهم أو إعادتهم إلى قطعهم العسكرية.
وقوبل شرط عودة النازحين إلى المنطقة، بالرفض من قبل الوجهاء، لتبقى المنطقة عسكرية مغلقة، ممنوع على الأهالي العودة إليها.